الرئيسيــةصحة وعلــوم

صيام الماء لخسارة الوزن.. فوائده وأضراره ونصائح مهمة

في السنوات الأخيرة، أصبح ما يُعرف بـ«صيام الماء» من أكثر الاتجاهات انتشارا بين من يسعون إلى فقدان الوزن بسرعة.الفكرة بسيطة حيث الامتناع التام عن تناول الطعام والمشروبات باستثناء الماء لفترة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام.يعتقد كثيرون أن هذا الصيام يُطهر الجسم من السموم، ويعيد إليه توازنه، بل ويساعد على تجديد الخلايا، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.

صيام الماء قد يمنح الجسم راحة مؤقتة ويحفز بعض العمليات المفيدة، لكنه ليس مناسبًا كخطة طويلة الأمد لإنقاص الوزن.الأسلوب الآمن هو الجمع بين نظام غذائي متوازن، ونشاط بدني معتدل، ونوم كاف، فالهدف الحقيقي ليس فقط فقدان الوزن، بل تحسين الصحة العامة والحفاظ على توازن الجسم.

لماذا يلجأ الناس إليه؟ 

وفقا لتقرير نشر فى موقع vinmec فالأسباب تختلف من شخص لآخر، وهناك من يراه وسيلة سريعة لإنقاص الوزن أو لإراحة الجهاز الهضمي.ومع أن الدراسات تُشير إلى بعض الفوائد المحتملة، فإن هذا النوع من الصيام ليس مناسبًا للجميع، خاصةً إذا تم دون إشراف طبي.

الفوائد التي سجلها الباحثون

1. تنظيف الخلايا من الداخل (عملية الالتهام الذاتي)

أثناء الصيام، يبدأ الجسم في التخلص من الخلايا القديمة أو التالفة وإعادة تدوير مكوناتها، وهي عملية بيولوجية تُعرف باسم “الالتهام الذاتي”.تؤكد دراسات عديدة أُجريت على الحيوانات أن هذه العملية يمكن أن تحمي من أمراض مرتبطة بالشيخوخة مثل ألزهايمر والسرطان. كما يُعتقد أنها تساعد على إطالة عمر الخلايا وتحسين كفاءتها.

2. تحسين ضغط الدم وتنظيم الدورة الدموية

بحسب أبحاث أُجريت على أشخاص مصابين بارتفاع ضغط الدم، أدى الصيام المائي لعدة أيام — تحت رقابة طبية — إلى خفض الضغط لمستويات طبيعية لدى أغلب المشاركين.ففي إحدى الدراسات، تمكن أكثر من 80% من المشاركين من الوصول إلى معدل ضغط دم صحي بعد أسبوعين فقط من الصيام المتواصل.

3. تحسين حساسية الجسم للأنسولين واللبتين

الأنسولين ينظم مستوى السكر في الدم، بينما اللبتين يساعد على الإحساس بالشبع.عند الصيام، تصبح الخلايا أكثر استجابة لهذين الهرمونين، مما يعني قدرة أفضل على التحكم في الشهية وتنظيم عملية الأيض. وهذا قد يُسهم في فقدان الوزن بطريقة أسرع وأكثر استقرارًا على المدى القصير.

4. تقليل مؤشرات خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

في تجارب أخرى على البشر، لوحظ انخفاض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول بعد يوم واحد فقط من الصيام المائي، وهي مؤشرات إيجابية لصحة القلب.كما أظهرت تجارب على الحيوانات أن الصيام يُقلل من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تسرّع الشيخوخة وتضعف المناعة.

 مخاطر لا تقل أهمية

رغم أن صيام الماء يبدو طريقة طبيعية وبسيطة، إلا أن تطبيقه بشكل خاطئ أو لفترات طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات غير مرغوبة.

1. خسارة غير صحية في الوزن

يخسر الصائم الوزن بسرعة في البداية، لكن هذه الخسارة غالبًا ما تكون من الماء والكتلة العضلية وليس من الدهون الفعلية.وهذا يعني أن الوزن المفقود قد يعود بسرعة بعد انتهاء الصيام، ما يجعل النتيجة مؤقتة.

2. الجفاف رغم شرب الماء

قد يبدو غريبًا، لكن الجسم يعتمد على الطعام أيضًا كمصدر للماء بنسبة تصل إلى 30%.لذلك، عندما يمتنع الشخص عن الأكل تمامًا، قد يُصاب بالجفاف حتى مع شرب كميات كبيرة من الماء.من أبرز أعراض الجفاف: التعب، الصداع، الدوخة، الإمساك، وانخفاض ضغط الدم.

3. انخفاض ضغط الدم المفاجئ عند الوقوف

يشكو بعض الأشخاص من دوخة أو شعور بالدوار عند الوقوف، وهي حالة تُعرف بانخفاض ضغط الدم الانتصابي.لذلك، يُنصح الصائمون بعدم القيادة أو ممارسة الأنشطة التي تتطلب تركيزًا عاليًا أثناء الصيام.

4. تأثير سلبي على بعض الحالات المرضية

صيام الماء قد يُفاقم حالات معينة مثل النقرس، إذ يؤدي إلى زيادة حمض البوليك في الجسم.كما يُعد خطرًا على مرضى السكري بنوعيه، إذ قد يُسبب اضطرابات حادة في مستوى السكر في الدم.إضافةً إلى ذلك، قد يؤثر سلبًا على من يعانون من اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي.

هل يساعد فعلًا في فقدان الوزن؟

صحيح أن صيام الماء يؤدي إلى انخفاض سريع في الوزن، لكنه ليس بالضرورة حلاً صحيًا أو دائمًا.فالنتائج المؤقتة قد تُخفي خلفها فقدانًا للعناصر الغذائية وضعفًا عامًا في الطاقة.ولهذا السبب، يوصي الأطباء باتباع الصيام المتقطع بدلاً من الصيام المائي الصارم، لأنه يسمح بتناول وجبات صحية متوازنة في أوقات محددة، دون تعريض الجسم لنقص الغذاء الكامل.

كيف يمكن الصيام بأمان؟

من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأي نظام صيام.ويُفضّل التحضير له عبر تقليل الطعام تدريجيًا قبل الصيام الكامل بيومين أو ثلاثة.يجب أيضًا شرب ما لا يقل عن لترين إلى ثلاثة لترات من الماء يوميًا، وتجنب النشاط المرهق خلال فترة الصيام.وعند كسر الصيام، يُستحسن البدء بعصائر طبيعية أو وجبات صغيرة خفيفة، ثم العودة التدريجية إلى النظام الغذائي المعتاد.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى