اخبــار محليـةالرئيسيــة

فشل الحل العسكري.. أكذوبة أنقذت الحوثيين

 

بين الرياض وعدن ومسقط؛ تنقل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، بين هذه المدن خلال الأيام الماضية؛ في مشهد يعكس حجم الجهود والتحركات الدولية والإقليمية لتمديد الهدنة الأممية التي ترفض جماعة الحوثي تمديدها منذ مطلع أكتوبر الماضي.

تمديد الهدنة ليست الهدف الوحيد لهذه التحركات، بل أنها مقدمة لـ”بدء عملية سياسية جامعة يملكها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل مستدام”، بحسب تصريح صادر عن مكتب المبعوث الأممي عقب ختام زيارته إلى مسقط مساء الخميس.

تحركات ولقاءات وضجيج دبلوماسي تعيشه اليمن منذ نحو 10 أشهر تحت لافتة السلام وإنهاء الحرب بشكل نهائي بعد 8 سنوات على اندلاعها، مع التأكيد على أن الهدنة الأممية التي أعلن عنها مطلع أبريل الماضي ولمدة شهرين وجرى تمديدها لاحقاً لمرتين، ما هي إلا مقدمة لها.

تواصل “ضجيج” السلام خلال الأشهر الماضي وتصاعده بالأسابيع الماضية، يأتي على الرغم من استمرار تعنت جماعة الحوثي للقبول بتمديد الهدنة وما سبقه من رفضها لتنفيذ أي التزامات عليها ضمن بنود الهدنة، على عكس موقف التحالف والمجلس الرئاسي والذي مثل السبب الوحيد في صمود الهدنة.

التمسك الذي تبديه قيادة التحالف وقيادة المجلس الرئاسي بالهدنة، يتطابق مع خطابها المتكرر خلال الفترة الماضية، المؤكد على التمسك بخيار السلام رغم السلوك المتعنت من قبل جماعة الحوثي، والاكتفاء باستجداء المجتمع الدولي بالضغط على الجماعة التي تمثل أحد أذرع إيران في المنطقة العربية.

توجه السلام الذي تتبناه قيادة التحالف والرئاسي في وجه مليشيات الحوثي، برز كتوجه طبيعي عقب الإعلان عن “فشل الخيار العسكري” ضمن نصوص مخرجات مؤتمر الرياض الذي عقده بين المكونات السياسية والقوى على الأرض، وعلى ضوئه تم الإعلان عن نقل السلطة من الرئيس هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي.

الإعلان عن “فشل الخيار العسكري” في مؤتمر الرياض، مثل إعلاناً صريحاً بالقبول بخيار التسوية السياسية مع جماعة الحوثي والقبول بتقديم التنازلات في سبيل ذلك باعتبارها خياراً وحيداً، وهو ما تجسد في بنود الهدنة، وما يفسر التعنت والصلف الذي تمارسه اليوم جماعة الحوثي للقبول بتمديدها للحصول على المزيد من التنازلات.

وبالعودة إلى مسار الحرب منذ اندلاعها في مارس 2015م، فإن الحكم بـ”فشل الخيار العسكري” في مواجهة جماعة الحوثي، توصيف غير دقيق، فخلال العام الأول من الحرب، خسرت جماعة الحوثي أكثر من ثلثي مساحة البلاد، ووصلت قوات الشرعية في فبراير من عام 2016م إلى تخوم صنعاء بسقوط فرضة نهم.

تواصل نزيف جماعة الحوثي عسكرياً واستمرت هزائمها على الأرض، وبلغ المشهد ذروته مع تطويق عناصرها داخل مدينة الحديدة منتصف 2018م وباتت على مقربة من خسارة شريانها الوحيد نحو العالم، قبل أن تحصل على طوق النجاة بتوقيع اتفاق السويد أواخر العام.

وعلى الرغم من توقف معركة الحديدة، إلا أن الجماعة لم تنجح في استعادة زمام الأمور عسكرياً ولم تحقق أي تقدم يذكر على الأرض، لينقلب المشهد مع بداية عام 2020م بالسقوط المريب لجبهة نهم والذي مثل بداية لمسلسل من الانسحابات المريبة التي مكنت جماعة الحوثي من السيطرة على جبهات ومحافظات بأكملها.

هزائم أعادت المشهد شمالاً إلى نقطة بداية الحرب عام 2015م بعد أن عادت مليشيات الحوثي إلى تخوم مدينة مأرب، ما أوحى بفشل الخيار العسكري لمواجهة الحوثي، وتحول مع الوقت إلى قناعة ثم اعتراف رسمي من قبل خصوم الحوثي، وبات الخضوع لخيار السلام مع الجماعة مبرراً.

في حين أن الحقيقة من سير الحرب في اليمن تؤكد بأن الفشل كان لأدوات الخيار العسكري شمالاً، متمثلاً بجماعة الإخوان، التي تولت الملف العسكري بتعيين الجنرال علي محسن نائباً لهادي في أبريل 2016م، ولم يكن الأمر فشلا للخيار ذاته بدليل نجاحه جنوباً وشمالاً قبل ذلك وفي وقت قياسي.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى