شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء الجمعة، الاحتفال الذي أقامته الجالية الجنوبية في بافلو وعموم ولاية نيويورك وروشستر وكندا، على شرف زيارته والوفد المرافق له، الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وألقى الرئيس الزُبيدي في الاحتفال كلمة في ما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعاملين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخوة والأخوات
الأعزاء أبناء الجنوب، من بافلو وعموم ولاية نيويورك وروشستر وكندا:
يسعدنا أن نلتقيكم اليوم مجددًا، بعد مرور عام منذ أن التقيناكم في مثل هذه الأيام من العام الماضي خلال زيارتنا السابقة للولايات المتحدة. كما نشعر بعظيم الاعتزاز بالروح الوطنية الجنوبية الوثابة، التي عبرتم وتعبرون عنها من خلال حرصكم على حضور هذا اللقاء الأخوي لنتحدث إلى بعضنا البعض من القلب إلى القلب، عما يهم وطننا وشعبنا وقضيتنا، وما تحقق من مكاسب وانتصارات هامة على طريق استعادة دولتنا الجنوبية المنشودة.
يطيب لي بداية أن أحييكم وأنقل إليكم مشاعر اعتزاز وفخر شعبكم الجنوبي في الداخل بمواقفكم الوطنية المشهودة، في دعم واسناد ثورة الجنوب منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي، مروراً بكل مراحل المقاومة التي توجت بتحرير محافظات الجنوب في العام 2015م، وانتهاء بدعم جهود بناء مؤسسات الدولة الجنوبية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية الباسلة، انطلاقاً من موقفكم الثابت والواعي لدوركم كسفراء لوطنكم الجنوبي في الخارج وفي واحدة من أهم مراكز صنع القرار في العالم.
الأخوة والأبناء الحاضرون في هذا اللقاء الجنوبي الحاشد:
لقد حفل العام الماضي منذ لقاءنا الأول بالعديد من التطورات والنجاحات، وما زالت الساحة الجنوبية تشهد انتصارات يومية متتالية في معركة الدفاع عن الجنوب؛ من قوى الشـر التي تمثلها مليشيا الحوثي التابعة لإيران، ومن يتحالف معها من تنظيمي القاعدة وداعش، ولعلكم تتابعون ما يتحقق من انتصارات وما تقدمه قواتنا المسلحة من تضحيات غالية وبشكل يومي.
الحاضرون جميعا:
إننا نزور الولايات المتحدة الأمريكية اليوم في ظل استمرار النجاحات السياسية والدبلوماسية الجنوبية والتي من خلالها سنحرص كما حرصنا سابقا على أن تكون قضية شعبنا الجنوبي حاضرة في لقاءاتنا ونقاشاتنا مع ممثلي المجتمع الدولي، مؤكدين على ضرورة احترام إرادة وتضحيات شعبنا، وبأننا لن نقبل بأنصاف الحلول التي لا تستجيب لتطلعاتنا في نيل الحرية والاستقلال كهدف نبيل سقط في سبيل الوصول إليه عشـرات الآلاف من الشهداء والجرحى. وهذا ما أكدت عليه وبشكلٍ واضح في إحاطتي أمام مجلس الأمن الدولي وفي كافة لقاءاتي على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
السادة الحضور:
خلال الفترة التي سبقت العام 2021م، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون، بالشراكة معنا، بالتركيز على مواجهة ميليشيات الحوثي وإبعادهم عن حافة الاستيلاء على بلدنا بأكمله، واستمر العمل لإضعاف قدراتهم، بما في ذلك قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي صنف الحوثيين كجماعة إرهابية من الدرجة الأولى.
ولقد رأينا في السنوات الأربع الماضية كيف أدت سياسة التهدئة إلى نتائج عكسية، وليس هناك من شك في أن سياسة الولايات المتحدة والقوى الإقليمية تجاه الحوثيين لم تعد صالحة وكافية، فنحن اليوم بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية، في محاربة عدو غاشم لا يحترم النظام العالمي.
إن ميليشيات الحوثي الإرهابية لا تفهم سوى القوة، ونحن على استعداد لنظهر لهم هذه القوة، ولكن بدون دعم الولايات المتحدة والقوى الأخرى، سيكون من الصعب منع حدوث أزمة عالمية أكبر يقودها الحوثيون بدعم إيراني سافر.
وكما تعلمون أنه في البحر الأحمر فقط، تسبب الحوثيون في اضطرابات لا يمكن تصورها للتجارة العالمية، ومن دون وجود استراتيجية شاملة وتشاركية دولية وإقليمية ومحلية، لن يكون هناك ما يمنعهم من تصعيد أكثر خطورة خلال المرحلة القادمة.
إن قدرة مجموعة إرهابية في الإقليم على دفع المجتمع الدولي إلى ركود عالمي لا يمكن أن نسمح لها بالاستمرار، يجب أن ننهي المخاطر والمهددات الإرهابية التي تمثلها هذه الجماعة، وأن نثبت لهم ولداعميهم في طهران أن العالم مستعد للوقوف في وجه نشاطهم الإرهابي الخطير، وهذا هو الطريق الوحيد نحو التهدئة الحقيقية، وهو كذلك الطريق الذي يمنح جميع أبناء شعبنا فرصة لصناعة مستقبل آمن، وليس المستقبل الذي يفرضه عليهم الإرهابيون المتطرفون.
الحشد الكريم:
إننا ندرك مشاعر القلق التي تنتاب شعبنا الجنوبي في داخل الوطن وخارجه من تأخر الوصول إلى الاستحقاقات الوطنية، مع استمرار معاناة أهلنا في الداخل من التردي الخطير في ملف الخدمات، والغلاء الفاحش في ظل انهيار قيمة العملة المحلية، وكل ذلك يشكل بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، قضايا ملحة يعمل من خلال وجوده في مجلس القيادة والحكومة، وبالتنسيق مع الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة من خلال مواقفهم الأخوية لبحث تلك الملفات وإيجاد الحلول العاجلة لها.
كما نسعى لمواصلة تطوير وإصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية من خلال توحيدها ورفع قدراتها وإعدادها لمواجهة التحديات والمهددات التي تستهدف وطننا وشعبنا.
الأخوات والأخوة:
إننا نحيي دور اخواننا وأهلنا من أبناء الجنوب في نيويورك وعموم الولايات الأمريكية وفي كل بقعة من بقاع العالم ونشدد على ضرورة استمرار مواقفهم الداعمة لوطنهم كما ندعوهم -ونحن على ثقة من ذلك- لأن يكونوا خير سفراء لوطنهم في الخارج وأن يحرصوا على تجسيد قيم التآخي والتقارب فيما بينهم ففي ذلك مصدر قوة وتأثير لهم في مجتمعاتهم الجديدة وكذا تأثير في مواقفهم الداعمة والمساندة لوطنهم.
ختامًا… نحييكم مرة أخرى، معبرين لكم عن سعادتنا بهذا اللقاء الذي نأمل أن يكون منطلقا لمزيد من التلاحم والاصطفاف والتكامل بين أبناء شعبنا في داخل الجنوب وخارجه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زر الذهاب إلى الأعلى