مصفاة عدن الصغرى .. النشأة والتكرير وانتاج مختلف المشتقات والاحتياجات الاخرى
تعد مصفاة عدن الصغرى _ البريقه_ في خمسبنيات القرن الماضي منذ الشروع ببناءها في 1952م اكبر مرتكز اقتصادي على مستوى المنطقة ليس من حيث تكرير النفط الخام الذي يصل من عدد من البلدان المنتجة للنفط فحسب بل اضحت مخزن تصدير لكافة المشتقات النفطية ناهيك عن اشتمالها لعدد من الخدمات الاجتماعية للعاملين بها وللمجتمع خاصة مدينة عدن وقد بنت ذلكم المشروع المهم شركه بريتش بتروليوم في52م وانتهت منه في54م كاول سنة انتاج وزودت المصفاة بمرافئ رسو لاستلام وتصدير النفط واستوعب آلاف من العمال المتخصصين او من عمال الاستخدامات الاخرى.
وشهدت المصفاة _ ادارتها_ انذاك مواجهات نقابية منذ 1956م اي بعد عامين من التشغيل إذ طالب العمال ببعض حقوقهم ابرزها رفع الاجور وكانت تعالج ذلك الا ان اكثر ماوا جهها في1961م بعد تسريح اكثر من 1800 عامل.
ذكرت الشركة ( مصافي عدن المحدودة) انها لم تعد بحاجه اليهم لاسباب متعددة وظلت تراوح في ذلك المطالبات بين شركة المصافي بالبريقه ونقابات العمال الا ان تزايد انتاجها جعلها تخفف حدة الاضرابات الى حد ما بالمفاوضات مع ممثلي العمال والفنيين وبعد ان ارتفع انتاجها من تكرير النفط ومشتقاته الى اكثر من 7 الى 7,5 مليون طن سنويا في ستينيات القرن الماضي لينخفض انتاجها الى مليون ومائة الف طن سنويا في سبعينيات القرن. الماضي بعد ان خفضت الكويت وايران من كميات نفطها التي كانت تكرره في مصفاة عدن الى جانب عوامل اخرى منها المتغير السياسي وآلت ملكية المصفاة وتوابعها الى حكومة اليمن الديمقراطي في 1977م وبدات تتدنى المصفاة بكافة وحداتها الى ان وصلت الى الاهمال المتعمد او بالاصح التخريب واضحت اليوم مجرد هياكل قائمة والصدا يغزو وينخر كثير من مكوناتها واصبحت مجرد خزانات فقط تستوعب النفط القادم من الخارج وخزنه والذي معظمه يتبع تجار وهوامير المشتقات النفطية اما البدء فعليا لتدميرها وتوزيعها واستخدامها لذوي النفوذ والفساد كان من 1994م بخطة ممنهجة سياسيا واقتصاديا ادى الى وضعها الحالي فلم تعد تنتج شيئا لتصل اعمالها الى صفر بالمائة.
ومايقال من الحكومة والدولة عن المصفاة واعادة تاهيلها مجرد كلام مرسل مستهلك. وهي نفسها الحكومة التي لم تسدد مديونيتها للمصفاة منذ سنوات.
بدايات الاعمال والكلفة المالية :
كلفة شركة مصافي عدن الصغرى _ البريقه_ من قبل شركة بريتش بتروليوم بلغت نحو47 مليون جنية استرليني لبناء المنشاءات والتجهيزات والسكن والاعمال الفنية والخدمات الاخرى وانجزت في فترة قياسية مقارنة بالمنشآت العملاقة الاخرى في اوربا حيث انتهت الاعمال التي اشتركت فيها الى جانب بريتش بتروليوم في التنفيذ شركات امريكية واوربية واشتغل بها اكثر من 15 الف عامل غير فني من عدن والمحميات وشمال اليمن والصومال والهنود. وخلال 21 شهر من نوفمبر 1952م حتى يوليو 1954م انتهت كل الاعمال وبدا العمل الفعلي في 54م بالمصفاة تحت قيادة 2500 مهندس ومتخصص.
من مكونات المصفاة (100 ) خزان لاستيعاب الوارد وخزنه واستيعاب المعد للتصدير وخزانات للمشتقات الاخرى من بين هذه الخزانات النائه اكبرها الذي يحتوي _ يستوعب_ 24 الف طن اي نحو 6 مليون ونص جالون وللمصفاة مرفا او ميناء الزيت الذي يستقبل في وقت واحد 4 ناقلات بتروليه حمولة الواحدة منها 32 الف طن من النفط المكرر للتصدير الذي يضخ في البواخر الراسية عبر انابيب قطرها من 6 بوصة الى 16 بوصة موصوله بالخزانات بالمصفاة والى جهة الخليج الاخرى ميناءها وايضا تزود المصفاة بواسطة انبوب نفطي تحت البحر لتموين السفن التجارية بالوقود العابرة ميناء عدن وتنتج ايضا المصفاة الغاز الذي ينقل عبر انبوب الى محطة حجيف الكهربائية والذي يحول الى طاقة حراريه لاستخدامه في الاستهلاك الكهربائي وحاجيات الناس الاخرى, كماان الانتاج يتوزع ايضا لسد الاحتياجات الاخرى ( اقتصاديا تجاريا) حيث ان اكثر من 3 مليون طن سنويا من انتاج المصفاة تشتريه كمحروقات السفن البحرية المرابطة بالميناء وايضا البحرية الحربية التي تجوب العالم وتعبر عدن للتزود بالوقود كما ان تموين القاعدة الجوية البريطانية بعدن تغذيها المصفاة الى جانب منتجات اخرى بينها الزيوت الثقيلة والخفيفة , ومن انتاج.المصفاة يمون ويستهلك انتاجها في اسواق السلطنات والمشيخات والامارات بمحميتي عدن الغربية والشرقية وكذلك اليمن المملكة المتوكلية وبعض الدول الافريقية المجاورة حيث تستهلك تلك الاماكن او المناطق انتاج المصفاة من البنزين والكيروسين وغيرها من المشتقات النفطية ,, ضف الى ذلك فان فائضا من النفط المكرر لدى مصفاة عدن يصدر الى اوروبا,, شتان مابين الامس واليوم لهذا العملاق النفطي على مستوى المنطقة منذ الخمسينيات فالوضع الطبيعي هو ان يواصل ويتسع ويكبر ويتجدد لا ان يتراجع ويتلاشى.