اخبــار محليـةالرئيسيــةتقـــارير

هل تكون الكابلات البحرية الضحية المقبلة للحوثيين في البحر الأحمر

حذر تقرير نشره موقع منتدى الخليج الدولي الأميركي، الثلاثاء، من احتمال أن تكون الكابلات البحرية الحيوية، هدفا جديدا لهجمات الحوثيين المقبلة في البحر الأحمر، مما يشير إلى تهديد متطور يمكن أن يعطل الاتصالات والاقتصاد العالميين بشكل خطير.
وقال التقرير إن الحوثين المدعومين من إيران انتعشوا بعد أن استهدفت الضربات الجوية الأميركية والبريطانية القدرات الهجومية للجماعة المسلحة.
وأضاف “على الرغم من العمليات الغربية المشتركة التي تهدف إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد حركة المرور البحرية في البحر الأحمر، فقد واصلوا ضرب السفن التجارية قبالة سواحل اليمن في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، إذا استمر القتال، فيمكن للجماعة تعديل استراتيجيتها لمهاجمة هدف جديد، وربما أكثر أهمية وهو شبكة كابلات الاتصالات تحت الماء التي تربط مضيق باب المندب”.
واستند التقرير في تقييمه للوضع إلى خريطة نشرتها قناة تلغرام مرتبطة بالحوثيين في 24 ديسمبر الماضي، توضح شبكات كابلات الاتصالات تحت الماء في البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي.
وقال التقرير إن هناك خرائط للكابلات الدولية التي تربط جميع مناطق العالم عبر البحر. ويبدو أن اليمن في موقع استراتيجي، حيث تمر بالقرب منه خطوط الإنترنت التي تربط قارات بأكملها – وليس الدول فقط”.
وعلى الرغم من أن البيان لم يحدد هدفًا، إلا أن التهديد يتزامن مع الحملة العسكرية الأكثر عدوانية التي شنها الحوثيون ضد السفن في البحر الأحمر.
 ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، أطلقت الجماعة أكثر من 100 طائرة مسيرة وصاروخ على السفن التي تمر عبر باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن.
ودفعت هجمات الحوثيين الكثير من شركات الشحن البحري، إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا مما يزيد بشكل كبير من أوقات العبور وتكاليف الشحن، ويكاد يكون من المؤكد أن هذه التكاليف سوف تنتقل إلى المستهلكين، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار مجموعة متنوعة من السلع في جميع أنحاء العالم.
ورغم أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أكدوا أنهم لم يلاحظوا بعد ارتفاع الأسعار بسبب الانسداد، إلا أن الأزمة دفعت الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى إنشاء قوة عمل بحرية دولية جديدة تركز على وقف هجمات الجماعة.
وبعد استعراض القوة هذا، لا يبدو أن الحوثيين لديهم أي نية لوقف هجماتهم. وفي أوائل ديسمبر، هددت الجماعة بمهاجمة أي سفن تعبر البحر الأحمر إلى إسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها. وفي الأسابيع التي تلت ذلك، هاجموا السفن المحايدة، ووعدوا بمواصلة ذلك طالما ظلت القوات الإسرائيلية نشطة في غزة.
ومع تهديد حرب غزة بالتصعيد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تعرضت كابلات الاتصالات التي تمر تحت البحر الأحمر لتدقيق متزايد من الحوثيين وحلفائهم.
وعلى تطبيق تلغرام، أصدر كل من حزب الله اللبناني والميليشيات المدعومة من إيران في العراق بياناتهم الخاصة التي تشير إلى أنهم سيفكرون في قطع الكابلات – وهي خطوة من شأنها أن تمثل تطوراً جديداً في الصراع الإقليمي.
ويعتبر العديد من الأشخاص، سواء في الشرق الأوسط أو في جميع أنحاء العالم بشكل عام، وسائل الراحة الحديثة التي توفرها الكابلات البحرية أمرًا مفروغًا منه.
وفي القرن الحادي والعشرين، تعمل هذه الكابلات كواحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم – حيث تخدم أكثر من 95 بالمئة من تدفقات البيانات والاتصالات الدولية – بما في ذلك ما يقدر بنحو 10 تريليون دولار في المعاملات المالية كل يوم. وحتى الأضرار الجزئية التي لحقت بالكابلات البحرية يمكن أن تؤدي إلى منع الوصول إلى الإنترنت عبر مناطق شاسعة، مما يتسبب في اضطرابات اقتصادية كبيرة لبلدان بأكملها.
والأكثر إثارة للقلق بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وحلفاء واشنطن هو أن إتلاف هذه الكابلات قد يؤدي إلى قطع الاتصالات العسكرية أو الحكومية.
ولفت التقرير إلى أن الكابلات هي الجهاز الوحيد الذي يتمتع بعرض نطاق ترددي كافٍ لاستيعاب تيرابايت من بيانات أجهزة الاستشعار العسكرية التي تُعلم العمليات الجارية. وفي السنوات المقبلة، مع تطور تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، سوف تتزايد كمية البيانات المطلوبة لدعم العمليات العسكرية المتقدمة.
ويقع اليمن عند مفترق طرق حاسم بالنسبة لهذه الكابلات. فبقدر ما يعمل باب المندب كنقطة تفتيش لحركة المرور البحرية فوق الأمواج، فإن المنطقة هي واحدة من ثلاث نقاط اختناق للكابلات في العالم، مما يشكل تهديدات لهذه البنية التحتية ذات أهمية خاصة للقوى العظمى مثل الصين والولايات المتحدة، التي يتنافسون بالفعل للسيطرة على شبكة الكابل.
وأشار التقرير إلى أن الكابلات ظلت آمنة حتى الآن بسبب التخلف التكنولوجي النسبي للحوثيين وليس بسبب الافتقار إلى الحافز. وخاضت الجماعة المسلحة في المقام الأول حربًا برية ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وحلفائها السعوديين والإماراتيين. وبالتالي، لم يطوروا أبدًا قوة بحرية أو وحدة بحرية مدربة تدريبا عاليًا، وبينما حافظ الحوثيون على القدرة على مضايقة الشحن السطحي من خلال الصواريخ وزوارق الهجوم السريعة، فإنهم يفتقرون إلى الغواصات اللازمة للوصول إلى الكابلات.
ومع ذلك، مع توفر الوقت والفرصة الكافية، قد يتمكن الحوثيون من تكييف بعض تكتيكاتهم البحرية لاستهداف البنية التحتية الحيوية للاتصالات.
وأشار التقرير إلى أن مياه الخليج الضحلة – التي يصل عمقها إلى 100 متر فقط – تقلل من الحاجة إلى غواصات عالية التقنية لإنجاز المهمة.
واستشهد التقرير بحادثة قال إنها وقعت في عام 2013، وألقي القبض على ثلاثة غواصين في مصر لمحاولتهم قطع كابل تحت البحر بالقرب من ميناء الإسكندرية الذي يوفر الكثير من سعة الإنترنت بين أوروبا ومصر، مما يسلط الضوء على احتمال قيام نشطاء دون معدات خاصة أو تدريب بتنفيذ مهمة مماثلة. ويمكن للحوثيين، الذين خضعوا لتدريب الغواصين القتاليين، استخدام طريقة مماثلة للهجوم، ولديهم ترسانة من الألغام البحرية التي يمكنهم من خلالها إتلاف الكابلات.
باختصار، في حين أن الحوثيين يشكلون منذ فترة طويلة تهديدا لحركة الملاحة البحرية الدولية، فإن السلسلة الأخيرة من الهجمات الوقحة المتزايدة التي شنتها الجماعة تؤكد عزمها على لعب دور أكبر في المنطقة للمضي قدما. يمكن أن تكون شبكة كابلات الاتصالات الحيوية تحت الماء هدفًا سهلاً مثاليًا لهجومهم القادم، ويجب أن يثير هذا الاحتمال قلق جميع الدول التي تعتمد على هذه البنية التحتية الحيوية، القريبة والبعيدة على حد سواء
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى