اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل، اليوم، بعرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني، وذلك في أحدث مؤشر عن نشوب خلاف بين مصر وإسرائيل.
وقال السيسي، أمام جمع من الضباط ومسؤولي الدولة: «هذا شكل من أشكال الضغط على القطاع وسكانه بسبب الصراع على إطلاق الرهائن»، مؤكداً «أنهم يستخدمون هذا كوسيلة من وسائل الضغط على السكان».
وأضاف: «حجم الشاحنات التي كانت تدخل إلى غزة يومياً 600 شاحنة (قبل الحرب)، وحالياً لم نتجاوز في أعلى تقدير 200 إلى 220 شاحنة»، متسائلاً: «كيف يعيش هؤلاء الناس؟».
وأكد أن «معبر رفح مفتوح على مدار الأربع وعشرين ساعة سبعة أيام طوال 30 يوماً»، موضحاً أن «الإجراءات التي تتم من الجانب الآخر، إسرائيل، حتى نستطيع إدخال المساعدات دون أن يتعرض لها أحد، هي ما تؤدي إلى ذلك»، وذلك في إشارة إلى الإجراءات الإسرائيلية.
وتنفي إسرائيل عرقلة دخول المساعدات إلى القطاع الذي تشن عليه هجوماً جوياً وبرياً بعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 على مناطق في جنوبها، وأدى إلى مقتل 1200، واحتجاز رهائن لا يزال نحو 130 منهم في غزة.
وتسببت الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة في أزمة إنسانية حادة، وأصبح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون بلا مأوى، ويعانون نقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء والوقود.
ويتكدس أكثر من 1.2 مليون شخص في جنوب القطاع بمدينة رفح ومحيطها، ما أثار مخاوف في مصر من تهجير الفلسطينيين عبر الحدود إلى شبه جزيرة سيناء.
وتتفاوض مصر، إلى جانب قطر، مع إسرائيل وحماس من أجل وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، وهي الجهود التي قال السيسي، في تصريحات منفصلة في وقت لاحق اليوم، إنه يجري تكثيفها.
ودخلت كميات محدودة من المساعدات عبر معبر رفح بين مصر وغزة، كما نُقلت مساعدات من معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ ديسمبر.
وتؤكد إسرائيل أن دورها هو فحص المساعدات المقدمة لغزة فقط لدواعٍ أمنية، نافيةً تعطيل أو رفض دخولها.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة تابعة للجيش الإسرائيلي تنسق عمليات تسليم المساعدات مع الأمم المتحدة والجماعات الإنسانية، في منشور على منصة «إكس»، اليوم: «عملية التفتيش لدينا تتسم بالكفاءة، لا يوجد حد لحجم المساعدات الذي يمكن أن يدخل غزة».
وقبل أيام، أصدرت مصر رداً مطولاً على تصريحات إسرائيلية أشارت فيه إلى أن الحدود بين مصر وغزة ليست آمنة.
وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمصر في بيان، يوم الاثنين: «هذه الادعاءات الكاذبة لا تخدم معاهدة السلام التي تحترمها مصر، وتطالب الجانب الإسرائيلي بأن يظهر احترامه لها».
كما أعلنت مصر، في وقت سابق هذا الشهر، إحباط محاولات تهريب مخدرات على حدودها الشمالية الشرقية، منها واحدة قرب نقطة لتفتيش المساعدات المرسلة لغزة.
