اخبــار محليـةالرئيسيــة

هل حانت لحظة توجيه ضربة عسكرية أمريكية للحوثيين؟

منارة عدن / العين الإخبارية
مع استمرار المليشيات الحوثية في تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، اتخذت الإدارة الأمريكية سياسة دفاعية لا هجومية لتحييد بعض هجمات الانقلابيين ضد السفن.
وضع دفع معظم شركات الشحن الكبرى في العالم إلى إعادة توجيه سفنها حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا، بعد مهاجمة مليشيات الحوثي، ما لا يقل عن 30 سفينة تجارية في المنطقة، في الفترة من منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحتى منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ذلك القرار، كانت له آثار سلبية على أسعار التأمين على خطوط الشحن التي تضاعفت بالفعل؛ كون الإبحار حول أفريقيا يتطلب وقتاً ووقوداً وسفناً أطول من الطرق عبر قناة السويس، وهو ما يؤدي إلى سلاسل الإمداد الممتدة وزيادة الأضرار البيئية.
فهل حانت لحظة التدخل العسكري الأمريكي؟
تقول صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، في تحليل لها، إنه رغم أن حرية الملاحة هي مصلحة عالمية أساسية للولايات المتحدة، إلا أن السؤال يكمن في: كيف يفلت الحوثيون من قرارهم بجعل البحر الأحمر منطقة محظورة على جميع خطوط الشحن باستثناء عدد قليل منها؟
وتجيب الصحيفة الأمريكية، قائلة إنه من المذهل ظاهريًا أن تسمح إدارة بايدن بحدوث ذلك، لكن هذا ليس مفاجئًا على الإطلاق من نواحٍ عديدة، مفسرة التردد الأمريكي بعدة أسباب:
الدور الذي يلعبه اليمن الآن في سياسة السياسة الخارجية الأمريكية.
المخاوف السائدة من أن الحرب في غزة سوف تصبح صراعاً إقليمياً.
تجاهل واشنطن دروس السياسة الخارجية من الماضي القريب.
وأوضحت «فورين بوليسي»، أن الأزمة اليمنية ليست مفهومة جيدًا في واشنطن، مشيرة إلى أن الحوثيين، الذين يقاتلون تحت شعار «الله أكبر؛ الموت لأمريكا؛ الموت لإسرائيل»، ارتكبوا فظاعات عدة؛ بينها:
الإطاحة بحكومة معترف بها دوليا.
انتهاك حقوق الإنسان.
تجنيد الأطفال
اضطهاد المدنيين
تأزيم الوضع في اليمن عبر إغلاق الموانئ التي كان من المفترض أن تتدفق عبرها المساعدات الدولية.
التحالف مع إيران وإطلاق صواريخ على بلدان خليجية بهدف ترويع المدنيين.
إلا أنه مع ذلك، اختلفت طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية الحالية عن الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب؛ فألغى جو بايدن تصنيف ترامب لمليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ما أسباب إحجام إدارة بايدن عن ضرب الحوثيين؟
تقول «فورين بوليسي»، إن قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بإصدار أوامر بشن ضربات على الحوثيين الآن – يمكن تفسيره بالتأكيد على أنه عمل من أعمال الحرب لدعم إسرائيل – ما يتعارض مع ما تؤيده القاعدة الانتخابية الديمقراطية الأمريكية للرئيس.
وأشارت إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أنها إذا تحركت ضد الحوثيين، فإن ذلك سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب في غزة، وهو تطور عملت جاهدة لمنعه، ونتيجة لذلك، فقد وضعت البحرية الأمريكية في المنطقة في وضع دفاعي.
ذلك الوضع الدفاعي يعني أن القوات الأمريكية ستسقط الطائرات الحوثية بدون طيار والصواريخ التي تستهدف الشحن التجاري وبالتالي الاقتصاد العالمي، لكنها لن تدمر قدرة المليشيات الانقلابية على مضايقة الشحن، تقول «فورين بوليسي»، مشيرة إلى أن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن عملية حارس الازدهار – وهو جهد متعدد الأطراف لحماية الشحن التجاري – يعد أحد مظاهر هذه السياسة التفاعلية.
هل حانت لحظة قتال الحوثيين؟
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه إذا كان النهج الذي يتبناه البيت الأبيض يُعتبر منطقيًا بعض الشيء، فإنه يفتقد إلى بعض التحديثات، والتي تتمثل في أن الحوثيين وسعوا نطاق الصراع من خلال استهداف الشحن في البحر الأحمر.
وأشارت إلى أن إدارة بايدن «تسيء فهم سبب وقوع الأحداث في البحر الأحمر، فلو كان لديها فهم أفضل للموقف، لعرفت أن قوة المهام البحرية – مهما كانت هائلة – لن تتمكن بمفردها من درء الهجمات».
وبحسب «فورين بوليسي»، فإن استهداف الحوثيين لخطوط الشحن البحري كان بتشجيع من إيران، الأمر الذي من شأنه أن يضغط على الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى لدفعها إلى التصعيد.
وشددت على أنه إذا أرادت الولايات المتحدة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، فسيتعين عليها نقل المعركة مباشرة إلى الحوثيين، مشيرة إلى أن «إجبار الجهات الفاعلة على عدم التحرك – لردعها – ليس أمرا صائبًا؛ فيتطلب في بعض الأحيان من الدولة ألا تقوم بالتلويح بقواتها العسكرية فحسب، بل تستخدمها بالفعل».
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن تعطيل أو تدمير قدرة الحوثيين، يختلف عن التدخلات الأمريكية في المنطقة، فهو لا يهدف إلى تغيير نظام وإعادة تشكيل مجتمعات، بل يعتبر خطوة هامة لحماية مصلحة وطنية حيوية.
واختتمت «فورين بوليسي» تحليلها بقولها، إنه رغم الصعوبات التي واجهت واشنطن خلال العقود الثلاثة الماضية، لا تزال لدى الولايات المتحدة مصالح في المنطقة، وحرية الملاحة هي واحدة منها.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى