تصاعدت مخاوف السلطات الصحية في محافظة حضرموت، جنوب شرق البلاد، عقب تسجيل أول حالة وفاة جراء إصابتها بوباء الكوليرا الذي تفشى بصورة كبيرة في بعض مناطق المحافظة الساحلية.
السلطات الصحية في المكلا رصدت، خلال نحو شهر، أكثر من 130 حالة اشتباه بالكوليرا و9 حالات مؤكدة، وسط استقبال المستشفيات المركزية والمنشآت الصحية في المديريات العشرات من الحالات المصابة بالإسهالات المائية الحادة. وتركزت معظم الحالات المصابة في مديرية بروم ميفع، غربي المكلا.
مدير دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة بساحل حضرموت، رولا باضريس، قالت إن عدد الحالات المسجلة 136 حالة وهي حالات اشتباه بالكوليرا. بينها 9 حالات إصابة مؤكدة تم إجراء لها الفحوصات المخبرية الدقيقة، مشيرة إلى أنه تم تسجيل حالة وفاة واحدة.
قيادة مكتب الصحة في ساحل حضرموت عقدت، الأحد 10 ديسمبر، اجتماعاً موسعاً لمناقشة الوضع الوبائي والتصاعد اللافت لمرض الكوليرا في مناطق غرب المكلا.
وشدد الدكتور محمد صالح الجمحي مدير عام المكتب أثناء الاجتماع الذي ضم مديري الإدارات المختصين بمكتب الصحة ومديري المستشفيات الرئيسية، ومديري مكاتب الصحة بالمديريات الأكثر تسجيلا لحالات مرض الكوليرا بالمحافظة، شدد على تفعيل دور الجهات ذات العلاقة في المرافق الحكومية من مؤسسة المياه، والاشغال العامة، والتربية والتعليم، والإعلام لمجابهة هذا المرض الخطير.
وأبدى الجمحي استعداده لتقديم كل التسهيلات اللازمة والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بما يسهم في الحد من انتشار الكوليرا وانتقال العدوى للمديريات والمناطق الأخرى.
وأنشأت السلطات الصحية محجرا صحيا في منطقة ميفع التابعة لمديرية بروم ميفع والتي تعد من المناطق الأكثر انتشارا لحالات الإسهالات المائية الحادة. وسجل المحجر خلال نحو شهر فقط 8 حالات إصابة مؤكدة و116 حالة اشتباه.
وأوضحت المصادر أن منطقة ميفع والقرى الريفية المجاورة لها تشهد تفشيا كبيرا لحالات الإسهالات المائية الحادة، حيث تصل العشرات من الحالات إلى المحجر الذي يقدم خدمات طبية وعلاجية للحالات الواصلة إليه.
من جانبه أكد مدير مكتب الصحة في بروم ميفع، سالم أحمد بارميل، أن هناك اهتماما كبيرا من قبل مكتب الصحة بساحل حضرموت منذ تسجيل أول حالة إصابة من أجل احتواء المرض وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية اللازمة للمصابين بالإسهالات المائية الحادة.
وأضاف: “هناك جهود كبيرة تبذل في مركز الاسهالات المائية الحادة بمنطقة ميفع وفقاً للسياسة العلاجية المعدة للتعامل مع حالات الكوليرا، مشيرا إلى أن هناك نزولات ميدانية تنفذها فرق صحية إلى قرى ميفع والتي تواجد بها حالات كوليرا مؤكدة أو اشتباه. إضافة إلى حملات التوعية والتثقيف المتواصلة.
من جانبه كشف تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة اشتباه بالكوليرا في اليمن خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر الماضي. في حين بلغ عدد حالات الوفاة 9 حالات.
وأعادت المنظمة تفشي المرض إلى الإجهاد الشديد الذي تعاني منه البنية التحتية للرعاية الصحية وتدهور الظروف الاقتصادية في البلاد جراء الحرب، إضافة إلى انخفاض تغطية التحصين الشاملة وقيود الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
وذكر تقرير صادر عن إدارة عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية، أن وباء الكوليرا يشهد تفشياً متسارعاً في اليمن مع تسجيل نحو ألف حالة جديدة خلال الأسابيع الأخيرة، تمثل ثلث الحالات المبلغ عنها منذ مطلع العام الجاري 2023.
زر الذهاب إلى الأعلى