منارة عدن/مريم بارحمة
انتصارات ومكاسب دبلوماسية واستراتيجية يحققها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لقضية شعب الجنوب من خلال المشاركة في أعمال الدورة ال 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أمريكا والتي انطلقت أعمالها يوم الأحد 18 سبتمبر 2023م، وتأتي مشاركة الرئيس الزُبيدي في ظل حراك دولي للدفع بعملية السلام الشاملة وانهاء الحرب واحلال السلام في الجنوب واليمن والمنطقة.
ان هذه الاجتماعات تصب في مصلحة قضية الجنوب فقد بات العالم على قناعة بأن السلام الشامل بالإقليم مرهون باستقلال الجنوب.
وأكد الرئيس عيدروس أن زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78 تهدف لإسماع العالم صوت شعب الجنوب، وللقاء بصناع القرار الإقليمي والدولي لإعادة قضايا بلادنا إلى واجهة الاهتمام الدولي ولإسماع صوت شعبنا في الجنوب للعالم والاقليم.
بينما أوضح المستشار الإعلامي للرئيس عيدروس الزُبيدي الدكتور صدام عبدالله علي أن زيارات الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى الدول الخارجية تركز على طرح قضية الجنوب بالمحافل الدولية، مؤكدا أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتحرك في المجال الدبلوماسي بجولات إلى روسيا وبريطانيا وأمريكا، وأن هذا يعد انتصار لقضية شعب الجنوب ويسهم بإيصال رسالة الجنوب لصناع القرار بالعالم.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الزُبيدي، على هامش مشاركته، سلسلة من اللقاءات الهامة مع صنّاع القرار الإقليمي والدولي، في إطار الجهود والمساعي لإنهاء الحرب وإحلال السلام في بلادنا والمنطقة.
إن وصول قضية شعب الجنوب إلى أروقة مراكز صناعة القرار بالعالم له أبعاد سياسية ودبلوماسية وعسكرية و تؤكد على عدالة ومحورية قضية الجنوب.
فكيف يقرأ الشارع الجنوبي مشاركة الرئيس الزُبيدي في أعمال الدورة ال 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وما مدى التغيير الذي يمكن أن يتحقق من الزيارات الخارجية للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي؟ وإلى أي حد يمكن أن تسهم هذه الاجتماعات في تقديم قضية شعب الجنوب على المستوى الدولي؟
للإجابة على هذه التساؤلات التقينا بنخبة من القيادات السياسية والأكاديمية والإعلامية وخرجنا بهذه الآراء:
-ثمرة التفويض
البداية كانت مع الأكاديمي الدكتور يحيى شائف ناشر الجوبعي، أستاذ الأدب والنقد الحديث في كلية الآداب جامعة عدن، يقول:” بكل فخر واعتزاز يقرأها شعبنا بأنها خطوة سياسية دبلوماسية محترفة عميقة بل ويعتبرها بمثابة ثمرة من ثمار عملية التفويض التي منحها شعبنا لسيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في الرابع من مايو 2017م؛ لكي يقوده إلى بر الأمان وقد قاده. لقد جلست مع الكثير من مختلف فئات المجتمع الجنوبي فكلهم مجمعين على أن الأخ الرئيس قد تمكن في فترة وجيزة من إحداث نقلة نوعية باتجاه الحق السيادي للجنوب وما وجوده اليوم بشخصيته الكاريزمية المهيمنة على المشهد في قلب أكبر تجمع سياسي ودبلوماسي في العالم إلا خير دليل على ذلك”.
-انتصار جديد
ويتحدث الأستاذ محمد أحمد مبارك، مدير الإدارة السياسية للمجلس الانتقالي م/عسيلان بشبوة قائلاً:” تأتي مشاركة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي في أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 78 التي انطلقت بمدينة نيويورك في ظل وضع معقد وصعب يعيشه أبناء الجنوب مع استمرار الحرب الإرهابية على الجنوب من قبل التحالف الحوثي القاعدي الإخواني وتوقف العملية السياسية في اليمن، لذلك يكتسب هذا الحضور أهمية عالية في نقل قضية شعب الجنوب وما تحمله من طموحات وآمال لشعب الجنوب في التحرر والانعتاق من الاحتلال وملحقاته الإرهابية وذلك من خلال الالتقاء بمثلي دول العالم وخاصة الدول الغربية والدول الكبرى”، مضيفاً:” إن هذا الحضور يمثل انتصار جديد للمجلس الانتقالي الجنوبي ولقيادته السياسية بعد أن تم تحقيق الانتصارات العسكرية والأمنية والسياسية في الداخل وأصبح الجنوب بيد أبناءه ولم يتبقى إلا الشرعية الدولية المطلوبة لمنح الجنوب سيادة وقرار المستقل وهذا ما سيتم العمل عليه من خلال حضور الرئيس عيدروس والوفد المرافق له”.
-مكسب سياسي كبير
بدوره الأستاذ سالم أحمد صالح بن دغار، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي:” بشيء من التفاؤل المسحوب بحذر شديد، لاشك بأن هناك تباين شديد في الشارع الجنوبي، هناك من ينظر لزيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي وحضوره اجتماعات الدورة ال 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بتفاؤل مفرط حيث وصل اعتقاد البعض بأن الرئيس الزُبيدي سيعتلي مقعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهناك من ذهب إلى أن وجود الرئيس اليوم في اروقة الأمم المتحدة يعد خطوة متقدمة جداً نحو التعريف بقضية شعب الجنوب على أوسع نطاق وبين صناع القرار السياسي والاستراتيجي، وهناك من يرى بأن ذهاب الزُبيدي ومع وفدا يترأسه رشاد العليمي اليمني الشمالي يعتبر اسقاط وضياع لقضية الجنوب، وتمكين المراوغ والمخادع والماكر اليمني من تسويق الأمر لصالح اليمننة التي باتت مرفوضة من قبل ابناء الجنوب البته”، مضيفا:” ونحن ومن ثنايا معمعة الشارع الجنوبي نرى بأن خطوة ذهاب الرئيس الزُبيدي يعد مكسبًا سياسيًا كبيرًا، يضاف إلى تلك الخطوات الذي اكتسبها الجنوب من خلال نتائج مفاوضات ومشاورات الرياض والتكتيكات الذي اجاد اللعب فيها المفاوض الجنوبي بمساعدة الأشقاء والأصدقاء، وعلى الرغم من جملة المنغصات والألآم والتعثرات والإعاقات التي عانا ولازال يعاني منها المفاوض الجنوبي، والذي نرى نحن بالضرورة ادخال عناصر جديدة إلى جانبهم تتمتع بالشدة وصلابة الموقف والتنوع، وحيث كان للمواطن الجنوبي المكلوم والموجوع النصيب الاوفر من هذه المعاناة”.
-نقلة موضوعية وتاريخية
بينما الصحفي والناشط السياسي الأستاذ أحمد علي مقرم يقول:” تمثل زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي إلى الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة في أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة نقلة موضوعية وتاريخية في مسار العمل السياسي والدبلوماسي الذي يسير بنمطية دراماتيكية مؤثرة في نفسية الثورة الجنوبية، كما تتزامن هذه الزيارة مع منظومة المتغيرات محلياً واقليميًا ودوليًا الهادفة في مصالح منجزات الثورة الجنوبية”.
-الوصول إلى هيئات صنع القرار
وعن مدى التغيير الذي يمكن أن يتحقق من الزيارات الخارجية للقائد عيدروس الزُبيدي يقول أ. محمد:” لاشك أن نتائج هذه الزيارة ستكون إيجابية وكبيرة في مجريات الأحداث باليمن والجنوب خاصة، حيث ان الوفد الجنوبي الرئاسي بقيادة الرئيس عيدروس يحمل ملفات هامة وعديدة للدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة والدول الغربية والدول المؤثرة في الأحداث بالعالم، وبحكم أن هذا تحرك دولي جنوبي وأول حضور رفيع لقائد جنوبي في الأمم المتحدة وأمريكا منذ عام 1994م كما ان قضية شعب الجنوب وصلت إلى هيئات صنع القرار، فإن هذا سيعمل على تغيير الصورة النمطية التي غرسها المحتل وقيادته في أروقة الدول الكبرى، وسيتم فتح مجالات تفاهم وتعاون مع هذه الدول وفق ما تحقق من إنجازات في مكافحة الإرهاب والذي من إنجازاته إطلاق سراح المختطفين الدوليين من قبضة القاعدة قبل أشهر وتحرير معظم الجنوب منه، وكذلك كسر شوكة المليشيات الحوثية وغير ذلك، إضافة إلى المشروع السياسي الجنوبي الذي يحمله المجلس الانتقالي وما توافق عليه الجنوبيين في صياغة مشروع أسس واتجاهات الدولة الجنوبية القادمة لطمأنت العالم عن مستقبل هذا الموقع المهم، إضافة إلى ملفات اخرى اقتصادية وأمنية وغير ذلك”.
-وضع اللبنات لاستعادة الدولة
ويضيف الناشط أحمد مقرم:” انطلاقا من معطيات الواقع من الطبيعي جدًا ان تحدث هذه الزيارة نقلة نوعية في كافة المسارات السياسية والدبلوماسية وغيرها.
كما ستؤثر بالضرورة تأثيرًا ايجابيًا وبشكل دراماتيكي في طبيعة ونوعية الأحداث الجارية على الساحة الوطنية الأمر الذي سيقود بالضرورة إلى وضع اللبنات الأساسية لاستعادة دولة الجنوب القادمة”.
-أثر بالغ وكبير
وبخصوص اسهامات هذه الاجتماعات في تقديم قضية شعب الجنوب على المستوى الدولي:” أ. سالم بن دغار يقول :” لا شك بأنه سيكون لهذه الزيارة الأثر البالغ والكبير على صعيد تقدم قضيتنا الجنوبية، ومن يدري ربما قد تكون الأمور ومن خلال هذه الزيارة المهمة للرئيس الزُبيدي خطوة نحو استعادة الدولة وعلى طبق من ذهب”.
-سمو متصاعد للزخم الجنوبي
ويضيف د. يحيى:” رغم الحصار المطبق الذي فرضته قوى الاحتلال اليمني الإرهابية على جنوبنا وقضيته العادلة طيلة ثلاثة عقود مضت إلا أن شعبنا بقيادة الأخ الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي قد تمكن من تحقيق قفزة نوعية مفارقة في فترة وجيزة جدًا. فكلما حدث اليوم من انتصارات نوعية في مختلف الجبهات لا ينكرها إلا قلب حاسد أو عين حاقد، وما يزيد من اعتزازنا بهذه الانتصارات هي تلك المفارقة العجيبة لطبيعة الحال التي كنا نعيشها حتى بعد قيام الثورة الجنوبية فما نراه اليوم من سمو متصاعد للزخم الجنوبي ما هو إلا علامة دالة على تلك المفارقة الغريبة التي كنا نعيشها بفعل طبيعة التعتيم المطبقة التي كانت تحيط بالجنوب وقضيته العادلة”، مؤكدا بالقول:” لقد كنا نتطلع إلى بصيص نور نستشف به معالم طريق رصعت بالعتمة وعبدت بالظلام كنا نتعلق بقطرة ضوء وذرة أمل نستشرف من خلالهما آفاق مستقبل محاصر بالخناجر والسيوف، ولم نجد إلى ذلك سبيلا رغم التضحيات الجسيمة واليوم بفضل الله، ثم بفضل تلك التضحيات وبفضل القيادة الحكيمة للأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي أصبحنا نطل على العالم من أعلى الشرفات المطلة على فضاءاته الرحبة والواسعة؛ ليرانا العالم كله حتى من كان لا يطيق رؤيتنا ولا يستسيغ حتى أن يسمع حرفاً واحداً من حروف جنوبنا الغالي. قاتل الله أعداء الجنوب ونصر جنوبنا ووفق الله مجلسنا الانتقالي الجنوبي بقيادة الأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي”.
زر الذهاب إلى الأعلى