الرئيسيــةتقـــارير

الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة

منارة عدن/ صالح علي الدويل باراس
الحروب الحديثة ليست محصورة في الأعمال والمعارك القتالية بين الوحدات العسكرية لطرفين او اكثر بل صارت اوسع في مجالاتها وتنوّع ساحاتها وادواتها مابين حصار اقتصادي وسياسي وخلق كيانات وحرب خدمات وتجويع واستنزاف وحروب اعلامية وإقصاء وتهميش ؛بل؛ وشراكة..الخ
في هذا السياق المتشابك من الحرب شارك المجلس الانتقالي الجنوبي في المجلس الرئاسي والحكومة دخل شراكة في سلطة مسمى دولة يمنية تتنازعها اطراف عدة ومشاريع عدة تحارب مشروعه ويحارب اجندتها ضد مشروعه هم يفهمون ذلك وهو يفهمه ، لكنه المتاح سياسيا في سياق الحرب شراكة في بلد مازال العالم يعترف بمظلة “الجمهورية اليمنية” المهترئة ، وقد ميّز شراكته بالقسم الذي اقسمه وبالنشاطات التي يمارسها في هذه الشراكة!! لكن المظلات الافتراضية لا تهم امام القضايا العادلة فصحيح ان قضية الجنوب تحت مظلة الجمهورية اليمنية لكن لها اشباه كقضية جنوب السودان كانت قضية داخلية ولم تكن في يوما ما دولة وكذا جمهوريات البلقان كانت قضايا داخلية فانتصرت القضايا العادلة وتجزاءت المظلات الافتراضية الواحدة.
الدولة الحالية تعرفها كل دول العالم انها تعيش خارج دستورها وخارج المبادئ الاساسية لشكل سلطات الدولة ففيها انقلاب غير دستوري صدرت ضده قرارات دولية ويتعامل العالم معه ، ومجلس رئاسي غير دستوري في عدن وكلها تستمد مشروعيتها في هذه الدولة الافتراضية بما تملكه من الامر الواقع او “بحبل من الاقليم”.
كثر الغمز واللمز من “اياهم” – في اطار الحرب الاعلامية – بانه لم توجه دعوه للمجلس الانتقالي الجنوبي لحضور الدورة87 للجمعية العامة للامم المتحدة وهذا من بديهيات تعامل الامم المتحدة فدعواتها تكون لدول سواء هذه الدول فعليه في الواقع او افتراضية “فندقية” وليست لاحزاب ولا ممثلي قضايا وطنية مهما كانت قوتها وعدالتها وليست سبقا صحفيا يكتشفه الصحفي “فلان” او يعلق عليها ” الفسبكي الافتراضي فلان”!!
الانتقالي يخوض: اشكال من الحرب الحديثة مع اعدائه سواء ذهب عيدروس الزبيدي الامم المتحدة ام لم يذهب ، فانه موجود امرا واقعا بقضيته وقوته على ارض الجنوب ، وساحات المعارك الحديثة واسعة ولن يلغيه احد الا بثمن اكثر من غالٍ الكل يعلمه ، لكن قيمة ذهابه -إن ذهب – ليس في حضور الدورة بحد ذاتها والخطاب الرسمي فيها ، فحتى دولة “جزر القمر” تعلم خفّة وزن ذاك الخطاب الرسمي وانه يحمل اكثر من امر واقع وفي مجمله خطاب “مجلس قاصر” يديره “ولي” ويفاوض نيابة عنه وهو “كالاطرش في الزفة” انما اهمية الحضور في مايدور خلف الكواليس ومرونه الاتصالات وايصال خطاب جنوبي واضح لاكثر دول المحفل الدولي خطاب يميّزه عن قضايا حرب الشمال ومصالح قواه المختلفة.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى