ماذا يحدث لجسمك عند النوم ليلة واحدة أقل من 4 ساعات؟

نعلم جميعًا أن النوم الجيد ضروري لصحتنا بل ومناعتنا أيضًا، ورغم اختلاف احتياجات كل فرد، إلا أن الحرمان المزمن من النوم، وإن بدا غير ضار، قد يؤدي مع مرور الوقت إلى مجموعة من المشكلات الصحية، مثل السمنة وداء السكري والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب، وقد تحدث الدكتور كونال سود، الحاصل على شهادة البورد الطبي المزدوج، في مقطع فيديو عن كيف أن ليلة واحدة من قلة النوم قد تُلحق الضرر بجهاز المناعة، وكيف يُمكن استعادة نشاطه، حسبما أفاد موقع “تايمز أوف انديا”.

يؤكد الدكتور أميت سود في الفيديو أن النوم أساس الحفاظ على صحة الجسم، إن النوم لأربع ساعات أو أقل ليلاً لا يُسبب شعورًا بالنعاس في اليوم التالى فحسب، بل يُضعف قدرة الجسم على محاربة مسببات الأمراض، إذ تُصبح الخلايا المسئولة عن مكافحة الفيروسات والبكتيريا أقل نشاطًا، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض، لأنه أثناء النوم، يُنتج الجسم البروتينات والخلايا، لذلك فإن قلة الراحة تُترجم إلى انخفاض ملحوظ في تلك الدفاعات الطبيعية.

ماذا يحدث في الجسم عندما لا تنام حتى ليلة واحدة أقل من 4 ساعات؟
قلة النوم تُغير سلوك الخلايا المناعية، وفقًا للدكتور سود والأبحاث الداعمة، وأضاف أن خلايا (NK)، التي تُدمّر الخلايا المصابة أو الخبيثة، تفقد جزءًا كبيرًا من فعاليتها بعد أربع ساعات فقط من الراحة، وتُظهر البيانات باستمرار انخفاضًا في نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية.

في الوقت نفسه، يُسهم قلة النوم في ارتفاع مستويات مُرسِلات تُسمى السيتوكينات، وعندما تبقى هذه المُرسِلات بمستويات مرتفعة، يُمكن أن تُمهد الطريق لمخاطر طويلة الأمد، مثل أمراض القلب، وتُؤكد هذه النتائج مُجتمعةً، على مدى ترابط النوم وتوازن المناعة.

كيف يعزز النوم الذاكرة؟
يمنح النوم أيضًا الجهاز المناعي فرصة “لتذكر” الفيروسات والبكتيريا التي حاربها بالفعل، وهي ظاهرة تُعرف باسم الذاكرة المناعية، وتخيل الأمر كما لو أن الأطفال يصابون بحمى شديدة مرارًا وتكرارًا أثناء نموهم، وفي النهاية، ينخفض عدد حالات الإصابة بالحمى، لأن جسمك قد بنى مناعة ضدها، وفي معظم الأحيان، لن تدرك حتى أنك أصبت بحمى خفيفة، لأن الجسم قد حاربها بالفعل نيابة عنك، ويحدث هذا لأنه أثناء راحة الجسم والنوم، تعمل الخلايا المناعية على تقوية تلك “السجلات” تمامًا كما يعمل الدماغ على تعزيز الذكريات أثناء النوم، ويتيح هذا الشحذ للجسم تكوين استجابة في المرة القادمة التي تحاول فيها نفس الجراثيم الدخول، والنتيجة هي أيضًا زيادة في فعالية اللقاح، مما يساعد على حماية الصحة بمرور الوقت.

والخبر السار هنا وهو أن جهازك المناعي قادر على التعافي، ومع ذلك، يُؤكد الدكتور سود أن ليلة نوم واحدة لن تُسبب ضررًا دائمًا، فعندما تعود إلى روتين نوم منتظم، يُمكن لجهازك المناعي أن يتعافى، وتُشير البيانات إلى أنه بعد تعويض ما فاتك من نوم، تعمل الخلايا المناعية بشكل أفضل وتنخفض مؤشرات الالتهاب. باختصار، إن إعطاء النوم الأولوية باستمرار يُمكّن جسمك من إصلاح نفسه والدفاع عن نفسه بفعالية أكبر.

الآثار الصحية بعيدة المدى للنوم ساعات قليلة
الحرمان من النوم لا يقتصر على استنزاف الجسم فحسب، بل يُهدد جوانب الصحة البدنية والعقلية على حد سواء، فعندما يكون النوم نادرًا، يعمل الدماغ بقدرة ضعيفة، مما يؤدي إلى ضعف التركيز، وصعوبة التعلم، وتعثر تنظيم الانفعالات، كما يُخل هذا النقص بتوازن إنتاج الهرمونات، مما يُعطل الإشارات التي تُنظّم الشهية والتوتر والنمو، وقد يُمهد ذلك الطريق لزيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعزز النقص المُستمر في النوم الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، مُمهدًا الطريق لمجموعة من المشكلات الصحية، لذلك يُعد النوم الجيد أساسًا للصحة، وليس مُقويًا للمناعة فقط.

نصائح النوم التي تعزز جهاز المناعة لديك
يقول الدكتور سود إن وضع النوم على رأس قائمة أولوياتك هو وسيلة لتعزيز صحة أجسامنا، ولتحسين جودة نومك، جرب هذه الاقتراحات:

احرص على الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم المريح كل ليلة.

حافظ على جدول نوم ثابت، من خلال الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الساعة كل يوم.

اترك الأضواء الساطعة مطفأة قبل الذهاب إلى النوم.

قلل من تناول الكافيين قبل النوم بست ساعات على الأقل.

تجنب تناول الطعام بعد حلول الظلام، أو قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.

خفض الإضاءة وأطفئ الأصوات.

حافظ على برودة الغرفة للنوم.