في الذكرى 57 للاستقلال.. شعب الجنوب يجدد العهد على تحقيق الاستقلال الثاني
منارة عدن/ منير النقيب
الثلاثون من نوفمبر، يوم محفور في ذاكرة التاريخ الجنوبي، يعود كل عام ليجدد في قلوب أبناء الجنوب شعوراً بالفخر والاعتزاز بذكرى نيل الحرية والاستقلال من الاستعمار البريطاني. ففي مثل هذا اليوم من عام 1967، انبلج فجر جديد على الجنوب العربي بخروج آخر جندي بريطاني من أرضه، بعد نضال طويل وشجاع امتد لعقود وسطر فيه الجنوبيون أروع ملاحم البطولة والتضحية.
*محطة فارقة في تاريخ الجنوب
في الثلاثين من نوفمبر 1967، حقق شعب الجنوب انتصاراً تاريخياً مكللاً باستعادة سيادته، إذ توجت تلك اللحظة عقوداً من الكفاح ضد الاحتلال. ومع أن هذا اليوم مثل محطة انتصار عظيمة، إلا أنه كان بداية لمسيرة جديدة من النضال، حيث انتقل الشعب الجنوبي من مرحلة التحرر إلى مرحلة البناء الوطني وإرساء دعائم الدولة المستقلة.
واليوم، وبعد مرور 57 عاماً على هذا الحدث الخالد، تتجدد في قلوب أبناء الجنوب الدعوات لاستعادة دولتهم التي انتزعوها بدماء شهدائهم وعرق جبينهم. هذه الدعوات ليست مجرد حنين إلى الماضي، بل تأكيد على حق أصيل لشعب الجنوب في تقرير مصيره، وحقه المشروع في العيش بكرامة وسلام على أرضه.
* مواصلة النضال
يؤمن شعب الجنوب أن نضاله المتواصل ليس مجرد حركة سياسية عابرة، بل هو نضال مشروع يعبر عن تطلعات أجيال بأكملها لبناء دولة عادلة وديمقراطية تعكس طموحات الشعب. ما يميز هذا النضال أنه يستند إلى قوة الحق والقانون، ويعتمد على الأساليب السلمية كمنهج رئيسي لتحقيق الأهداف.
في الوقت نفسه، يرى أبناء الجنوب أن الحوار والتعاون هما السبيل الأمثل لبناء مستقبل أفضل، ويؤكدون أن السلام الذي ينشدونه ليس تعبيراً عن ضعف، بل هو سلام الشجعان القادرين على حماية مكتسباتهم. ومع ذلك، فإنهم لا يستبعدون أي خيار في حال تعذر تحقيق تطلعاتهم سلمياً، ويؤكدون أن شعب الجنوب لن يقبل بأي حلول تفرض عليه من الخارج مهما كان الثمن.
*تجديد العهد للشهداء
في ذكرى الاستقلال، يجدد الجنوبيون العهد للشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الحرية والكرامة، ويؤكدون وقوفهم خلف قواتهم المسلحة الجنوبية التي تعتبر الدرع الحامي لقضية الجنوب العادلة.
إن قضية شعب الجنوب هي قضية شعب بأكمله، قضية وطنية مشروعة تسعى إلى تحقيق استقلال كامل وبناء دولة تحقق تطلعات أبنائها. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الجنوبيون، إلا أنهم على يقين بأن النصر حليف الحق، وأن إرادة الشعوب الحرة لا تُقهر مهما طال الزمن.
* رمزًا للنضال والإصرار
الثلاثون من نوفمبر ليس مجرد يوم في التاريخ، بل هو رمز للنضال والإصرار على تحقيق أهداف مشروعة.
ومع تجدد الذكرى، يجدد شعب الجنوب عهده بالنضال حتى تحقيق الأهداف المنشودة، مؤكدين أن الحرية والسيادة حق لن يتنازلوا عنه مهما كانت التضحيات.