الرئيسيــةتقـــارير

المؤتمر الدولي الأول للمخدرات بالعاصمة عدن انطلاقة علمية ومجتمعية لتعزيز الوعي ومواجهة الظاهرة

منارة عدن/ مريم بارحمة
شهدت العاصمة عدن انعقاد المؤتمر الدولي الأول حول المخدرات وتداعياتها على الشباب والمجتمعات، تحت شعار “مواجهة ظاهرة المخدرات مسؤولية تضامنية ملحة”. نظم المؤتمر مركز دراسات الرأي العام والبحوث الاجتماعية (مدار) بالشراكة مع الجامعة الألمانية الدولية – عدن، ومركز عدن للتوعية من خطر المخدرات. يعد هذا المؤتمر خطوة بارزة لإعادة العاصمة عدن إلى واجهة الأنشطة العلمية والثقافية بعد سنوات من الغياب بسبب الحرب. المؤتمر برعاية الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزٌبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والقائد أبو زرعة عبدالرحمن المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، والأستاذ أحمد حامد لملس، وزير الدولة محافظ العاصمة عدن.

المؤتمر الذي استمر يومين جمع أكثر من 320 مشاركاً، وقدم 29 ورقة علمية من باحثين محليين ودوليين، غطت مختلف الجوانب الاجتماعية والنفسية والطبية والشرعية والأمنية المتعلقة بظاهرة المخدرات. هذا الاستطلاع الصحفي يستعرض أهم انطباعات المشاركين والضيوف الحاضرين، ومعرفة الدافع لاختيار موضوع الورقة العلمية التي قدمت بالمؤتمر، وما مدى استجابة الشباب العربي لحملات التوعية بمخاطر المخدرات، وما أبرز التحديات التي واجهوها أثناء إعداد دراستهم الميدانية؟ وكيف يرون دور المؤسسات الأكاديمية في تعزيز الوعي بمخاطر المخدرات؟ وما أبرز التحديات التي تواجه مكافحة تجارة وترويج المخدرات؟ وكيف يقيّمون التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الأخرى لمواجهة هذه الظاهرة؟ وما الخطط المستقبلية لتعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع دخول المخدرات؟ وكيف يمكن إدماج التوعية بمخاطر المخدرات ضمن المناهج الدراسية؟ وما أبرز الآثار الاجتماعية والنفسية لتعاطي المخدرات التي لاحظتموها في أبحاثكم أو عملكم الميداني؟ وكيف يمكن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الإدمان وأسرهم؟

-فعالية دولية متخصصة في عدن

البداية من مدينة القدس بدولة فلسطين العربية مع الدكتورة عفاف عبد الكريم مرشد ربيع، مستشارة في مجال التوعية والوقاية وعلاج الإدمان من المخدرات، دكتوراه في علم النفس، ترى الدكتورة عفاف أن المؤتمر كان منظمًا بشكل جيد، ويعكس جهدًا كبيرًا في التحضير والحشد له، مع ترتيب مميز للبرنامج بما يتناسب مع أهداف الفعالية. وترى الدكتورة عفاف أن المؤتمر الدولي الأول حول المخدرات في العاصمة عدن كان فعالية مميزة وناجحة، مع أهمية استمرار تنظيم مثل هذه المؤتمرات للتصدي لتحديات المخدرات وتعزيز جهود الوقاية والعلاج.

-إدارة الجلسات بشكل محكم

وتؤكد الدكتورة عفاف أن الجلسات كانت مُدارة بشكل محكم، مع التزام واضح بالوقت المخصص لكل محور، وإعطاء مساحة كافية للمشاركين لتقديم آرائهم ومداخلاتهم. تعتبر أن المؤتمر، بصفته أول فعالية دولية متخصصة في عدن حول قضية المخدرات، يمثل عنصر قوة وميزة مهمة، خصوصًا في ظل تصاعد مشكلة المخدرات، مضيفة:” أن المداخلات كانت متميزة ومتنوعة، حيث تناولت موضوعات تتصل مباشرة بأهداف المؤتمر. كما أضافت المشاركات الدولية، ومنها من خارج اليمن، قيمة إضافية وإثراء للنقاش”.

-ترجمة مخرجات المؤتمر إلى فعاليات وبرامج

وتتحدث د. عفاف عن مشاركتها قائلة:” شاركت بمداخلة مشتركة مع الأستاذ الدكتور الحسين باعدي من جامعة الحسن الثاني ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – المحمدية – المغرب. المشاركة بعنوان “دور المؤسسات التربوية والمنظمات الأهلية في الوقاية والحد من المخدرات من فلسطين”.
بينما توصي الدكتورة عفاف بضرورة تبني مخرجات المؤتمر والعمل على ترجمتها إلى فعاليات وبرامج مستقبلية. وتقترح الدكتورة أن يتم التركيز في المؤتمرات المستقبلية على موضوعات أكثر تخصصية، مثل تأثير المخدرات على الأطفال، المرأة، أو الأسرة. وتؤكد الدكتورة على أهمية تحسين تقنية المشاركة عن بُعد، مشيرة إلى أن هذه النقطة كانت من معيقات التواصل مع بعض المداخلات المقدمة من المشاركين عن بُعد.

-المؤتمر أداة فاعلة للتوعية

ومن دولة المغرب الشقيق الدكتور الحسين باعدي، أستاذ باحث، منسق ماستر علم النفس النمو للطفل والمراهق، رئيس قسم علم النفس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المحمدية – جامعة الحسن الثاني، المغرب، يقول:” تُعد الحملات التوعوية بالتعاون مع وزارة الصحة والوقاية في العالم العربي إحدى الأدوات الفعّالة لتحسيس الشباب وتوعيتهم بمخاطر المخدرات والكحول. تهدف هذه الحملات إلى حماية الأفراد والمجتمع من الآثار السلبية للإدمان عبر إجراءات بسيطة، لكنها مؤثرة في سلوكيات الشباب اليومية. ومن أمثلة على هذه التعليمات: عدم تعاطي الكحول أثناء القيادة، احترام قرارات الآخرين بعدم استهلاك المخدرات أو الكحول، تشجيع الأصدقاء على تقليل استهلاك المخدرات، التدخل السريع عبر الاتصال بالإنقاذ إذا تعرض أحد الأصدقاء لمشكلة صحية خطيرة نتيجة التعاطي. تعتبر هذه الحملات ضرورة في العالم العربي نظرًا للتحديات المجتمعية المرتبطة بانتشار المخدرات وتأثيراتها السلبية على الفئة الشابة”.

-إدماج التوعية بمخاطر المخدرات في المناهج الدراسية

ويتحدث د. الحسين باعدي، عن إدماج التوعية بمخاطر المخدرات في المناهج الدراسية، قائلاً:” ادماج التوعية بالمناهج الدراسية تعد خطوة استراتيجية لزيادة وعي الطلاب منذ سن مبكرة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال: إدراج موضوع المخدرات في المناهج الدراسية، وتضمين وحدات تعليمية تتناول تأثير المخدرات على الصحة النفسية والجسدية، والآثار الاقتصادية والاجتماعية للإدمان. كذلك تنظيم حلقات دراسية وورش عمل: إقامة ورشات يقيمها خبراء في الطب وعلم النفس والقضاء لمناقشة سبل الوقاية. كما يمكن تنظيم أنشطة تفاعلية كالمسرح والرسم لتوصيل الرسائل التوعوية بشكل جذاب. والتعاون مع منظمات المجتمع المدني من خلال إشراك المنظمات غير الحكومية لتنفيذ برامج توعية داخل المدارس تشمل حملات إعلامية وتوزيع مواد توعوية. وتعليم مهارات اتخاذ القرارات: تزويد الطلاب بالمهارات الاجتماعية التي تساعدهم على مواجهة الضغوطات الاجتماعية ورفض تعاطي المخدرات. وإبراز أهمية الرياضة والنشاط البدني وتشجيع الأنشطة الرياضية والثقافية كبديل صحي ومفيد للطلاب. وأيضا إدراج شهادات شخصية من خلال دعوة متعافين من الإدمان لسرد تجاربهم، ما يترك أثرًا عاطفيًا قويًا لدى الطلاب. وتنمية الكفاءات الانفعالية: تعزيز التربية المعرفية وتنمية التفكير النقدي والإبداعي، مع التركيز على مهارات فهم الانفعالات والتعاطف وإدارة الضغوط النفسية لدى المراهقين عبر برامج نفسية متخصصة”.

-التأثير السلبي لوسائل الإعلام

ومن محافظة دهوك بدولة العراق الشقيق د. جبار عبد الرحمن قهار، دكتوراه في العمل الاجتماعي من جامعه اوتارا الماليزية وهو أحد الأكاديميين المشاركين بالأوراق العلمية يتحدث مدى استجابة الشباب العربي لحملات التوعية بمخاطر المخدرات، قائلا:” التطور الاجتماعي الذي يحدث في العالم العربي أدى إلى إشكاليات عديده وخاصة تأثير وسائل الإعلام ومن احد مشاكلها مشكلة المخدرات لكن استجابة الشباب العربي لهذه الحملة أراها جيدة لسببين الأول: الدين الإسلامي، ثانيا: وجود القيم العربية الأصيلة، لكن الصعوبة تكمن في هجرة الشباب إلى المدن الكبرى والعيش في المدينة”.

-الدعم النفسي لضحايا الإدمان

وعن كيفية تقديم الدعم النفسي لضحايا الإدمان وأسرهم، يقول د. جبار عبدالرحمن قهار: ” علينا معرفه البيانات الدقيقة حول الاشخاص المدمنين عن طريق بعض المسوحات الاجتماعية ثم القيام بالزيارات الاسرية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال الجلسات الفردية مع المدمنين وجلسات النقاش الجماعي مع العوائل ويجب ان يكون الباحثين ذو خبرة جيدة؛ لكي يستطيع ان يتعامل مع هذه الحالات الصعبة، إضافة دور الرعاية الاجتماعية والصحية مع تنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية على استخدام أحدث الطرق للتوعية”.

-خطوة علمية متميزة

ومن محافظة المهرة البروفيسور محمد بن هارب، نائب رئيس جامعة المهرة، مدير مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة بجامعة المهرة، يقول “المؤتمر يُعد خطوة علمية مميزة، ومساهمة كبيرة من منظميه لمواجهة ظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات. يسهم المؤتمر في الضغط على الجهات المعنية لتقوم بدورها بشكل فعال تجاه هذه المشكلة، كما يمثل حملة توعوية كبيرة تُسهم في إيقاظ المجتمع من سبات الغفلة.”

-دور المؤسسات الأكاديمية

وعن دور المؤسسات الأكاديمية والتربوية في التوعية، يرى البروفيسور محمد بن هارب: أن المؤسسات الأكاديمية تتحمل مسؤولية كبيرة، ويجب عليها أن تبدأ في القيام بدورها من الآن قبل الغد. في البحث المقدم، طرحت آلية توعوية مقترحة، حيث يجب على ثلاث وزارات رئيسية: الأوقاف، التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، وعليها أن تقوم بدور توعوي من خلال برامج واضحة، مثل: الجامعات: تقدم حملات توعوية عبر جميع كلياتها وأقسامها من خلال ندوات، محاضرات، ورش عمل، وبحوث. وزارة التربية والتعليم: يجب أن تقوم بحملة توعوية في المدارس. وزارة الأوقاف: من خلال جميع المساجد، كونها تمتلك القدرة على الوصول إلى أكبر عدد من الأفراد، مضيفا: “وقد وضعت في البحث برنامجاً متكاملاً لكل وزارة يركز على دورها التوعوي، مع التأكيد على أن هذه الجهات هي الأكثر تخصصاً في هذا المجال، لكن هذا لا يعني أن بقية الجهات لا تتحمل المسؤولية. كما أن الجانب الأكاديمي هو المسؤول الأول عن البحوث العلمية التي تسهم في حل مشكلات المجتمع، بما في ذلك الجوانب الطبية والعلاجية والنفسية، مما يجعل دوره محوري ولا ينبغي تجاهله”.

-برنامج توعوي مستمر ومشترك

وبدورها الأستاذة أمل أحمد محمد المصلي، رئيسة مؤسسة أمل لرعاية الأيتام والفقراء والأعمال الإنسانية، تتحدث عن أهمية ودور المؤتمر الدولي الأول عن المخدرات في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات قائلة:” أهمية المؤتمر تكمن في انعقاده خلال هذه الفترة الحرجة، حيث ستكون له مكانة قوية في تعزيز الوعي المجتمعي بين الشباب من الجنسين، الذكور والإناث. فالمخدرات آفة خطيرة جداً، ويجب العمل على رصد برنامج توعوي مستمر ومشترك بين جميع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأسر. وهذا ما أكد عليه المؤتمر في إحدى مخرجاته وتوصياته”.

-بصمة حقيقة في المعالجة

ومن محافظة حضرموت العقيد هاشم علي محمد الحكيمي، مدير إدارة الوقاية من المخدرات بالإدارة العامة للمكافحة بوزارة الداخلية يتحدث قائلا:” تعجز الكلمات وتخيب الحروف عن التعبير. لا يمكن لأي تقصير أن يفي بمدى أهمية المؤتمر وأهدافه الاستراتيجية. تناول المؤتمر ظاهرة المخدرات كقضية وطنية تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي والوطني. مركز دراسات الرأي والبحوث الاجتماعية (مدار) قد وضع بصمة حقيقية تسلط الضوء على معالجة آفة المخدرات، والحد من انتشارها وتجنيب الشباب من مخاطرها. وقد كانت الرؤى والأبحاث المتنوعة من مختلف التخصصات مثل الطب، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والقانون، والأمن، والدين، تعطي نكهة مميزة للمناقشات، التي أسفرت عن توصيات وحلول مهمة. وستكتمل الصورة الإيجابية لهذا المؤتمر إذا استمر في هذا النهج العلمي بتنظيم مثل هذه الفعاليات وإعداد كتيبات علمية تُصبح مرجعًا للباحثين”.

-تعزيز الرقابة على الحدود

وعن الخطط المستقبلية لتعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية، يوضح العقيد هاشم الحكيمي، قائلاً:” إعداد فريق مدرب: يجب على الإدارة العامة إعداد فريق من منتسبي الأمن المدربين بشكل ميداني، مع تزويدهم بالتسليح والمعدات اللازمة لمتابعة ومراقبة أوكار المهربين في المناطق الصحراوية الحدودية. وتفعيل دور مناديب المخدرات: من الضروري تفعيل دور مناديب المخدرات في المنافذ البرية، البحرية، والجوية، ليكونوا رافدًا أساسيًا بجانب هيئة الجمارك في المنافذ. وتزويد رجال المكافحة بأجهزة كشف المخدرات: يجب تزويد رجال المكافحة في المنافذ بأحدث أجهزة كشف وفحص المخدرات. واستخدام الكلاب البوليسية: الحصول على كلاب بوليسية مدربة على اكتشاف المخدرات يعتبر خطوة هامة في تعزيز الرقابة. وتدريب وحدة خفر السواحل: يجب تدريب وتأهيل منتسبي وحدة خفر السواحل لمراقبة البحار، نظرًا لأن اليمن يمتد بشاطئ ساحلي كبير، مع تزويدهم بالقوارب الجديدة والسريعة التي تتواكب مع التقدم التكنولوجي”. ويقدم العقيد الحكيمي رسالة شكر للأستاذ الدكتور فضل الربيعي، وللأخوات والإخوة المنسقين للمؤتمر، كل باسمه وصفته، متمنيا لهم التوفيق في خدمتهم للمصلحة العامة.

-نجاح في تناول ظاهرة المخدرات

بينما العميد علي حسن الزميلي، مدير إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية – شرطة محافظة عدن ، يتحدث قائلا:” أشكركم على استضافتي في هذا المؤتمر المهم. نحن اليوم لا تسعنا الفرحة، ونقولها بصراحة: شكرًا للبروفيسور فضل عبدالله الربيعي ولجميع القائمين على نجاح المؤتمر الدولي الأول لمكافحة ظاهرة المخدرات وتداعياتها على فئة الشباب والمجتمعات. بالرغم من أن المؤتمر يُعد تجربة أولى، وبالرغم من الصعوبات التي واجهها، إلا أنه نجح في تناول قضية المخدرات من جميع الجوانب العسكرية، السياسية، القضائية، التربوية، والمجتمعية. شارك في المؤتمر نخبة من الأساتذة والدكاترة والباحثين والإعلاميين، بالإضافة إلى الحضور العربي والدولي، الذي أضاف قيمة كبيرة للنقاشات”.

-النجاح لن يتحقق إلا بالعمل الجماعي

ويضيف العميد علي الزميلي: ” من خلال البحوث والمناقشات، تم التأكيد على أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات المختلفة، حيث شعر الجميع بالمسؤولية تجاه مواجهة آفة المخدرات التي تهدد شبابنا. لقد توصلنا إلى قناعة بأن النجاح في مواجهة هذه الآفة لن يتحقق إلا عبر عمل جماعي موحد، خصوصًا أن المخدرات تنتشر بسرعة وتهدد مجتمعنا اليمني نتيجة سهولة التهريب والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الحرب الداخلية التي أشعلتها مليشيات الحوثي”.
ويستطرق العميد على الزميلي قائلا:” نحن في إدارة مكافحة المخدرات عملنا على إيجاد شركاء معنا في هذه المواجهة، بالتنسيق مع المؤسسات المجتمعية والإعلامية والتربوية والدينية والرياضية. نظمنا محاضرات توعوية وإرشادية حول مخاطر المخدرات وتأثيرها على المجتمع، وعملنا على تعزيز التعاون مع جميع المؤسسات العسكرية والمدنية لتوسيع دائرة مكافحة المخدرات: ختامًا، نحن بحاجة إلى الاستمرار في العمل الجماعي والتكاتف لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وجعلها مسؤولية عامة يشارك فيها الجميع، لضمان حماية مستقبل شبابنا ومجتمعنا.”

-المؤتمر منصة تواصل مهمة

ومن محافظة الضالع الأستاذ أبوبكر علي محمد الأعرج ، مسؤول برامج المكافحة في إدارة مكافحة المخدرات – الضالع ، عضو الهيئة التدريسية، جامعة خليج عدن الدولية، يقول: “جل الشكر والتقدير والعرفان لكل القائمين على المؤتمر، الدكتور فضل الربيعي رئيس المؤتمر، ومركز مدار، والجامعة الألمانية الدولية-عدن، ومركز عدن لتوعية من خطر المخدرات. بالنسبة لي كباحث في الإدارة الاستراتيجية، كان المؤتمر بمثابة منصة تواصل مهمة، حيث أتاح لي الفرصة لعرض بحثي بشكل علمي من خلال اللجنة العلمية المحكّمة. كما أتاح لي اللقاء والنقاش مع زملائي في إدارات مكافحة المخدرات من مختلف المحافظات، وتبادل الأفكار والنقاشات المثمرة. وقد شهدنا أيضًا لقاءات مثمرة مع المؤسسات المعنية بالمكافحة والتوعية والأكاديميين. باختصار، كان المؤتمر نجاحًا منقطع النظير.”

-التنسيق بين الأجهزة الأمنية ولمؤسسات

ويتحدث الأستاذ أبوبكر الأعرج عن تقييم التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الأخرى لمواجهة ظاهرة المخدرات، قائلا: “للأسف، لا يوجد تنسيق فعّال بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الأخرى لمواجهة ظاهرة المخدرات.”

-انطلاقة جديدة للعمل على القضاء المخدرات

ومن محافظة أبين، يتحدث النقيب علاء علي عوض فروه الفضلي، نائب مدير إدارة مكافحة المخدرات والقائم بأعمال المدير، مؤسس إدارة مكافحة المخدرات بأمن محافظة أبين، قائلاً: أشكر اهتمامكم بقضايا المخدرات التي أصبحت تشكل خطراً كبيراً يهدد مجتمعاتنا. كما أشكر مركز مدار على هذا المؤتمر الرائع، الذي يُعد بمثابة انطلاقة جديدة للعمل على القضاء على هذه الآفة الدخيلة على مجتمعاتنا. انعقاد المؤتمر الدولي الأول في العاصمة عدن يعد نجاحاً باهراً وبصمة رائعة للقائمين عليه والراعيين له.”

التحديات التي تواجه مكافحة المخدرات

وبدوره النقيب علاء الفضلي، يتحدث عن التحديات التي تواجهها إدارة مكافحة المخدرات قائلاً :” أبرز التحديات هي: انعدام الإمكانيات المادية: نقص المقومات والقدرات التي تساعدنا في إتمام مهامنا العملية. تداخل الاختصاص وضعف التنسيق: عدم التنسيق الفعّال بين جهاز المكافحة والأجهزة الأمنية الأخرى. الافتقار للكادر المختص: ضباط وأفراد إدارة مكافحة المخدرات بحاجة إلى مزيد من التأهيل واكتساب المهارات والخبرات المتخصصة في هذا المجال. بطء الإجراءات القضائية: التأخير في البث في قضايا المخدرات، مما يعيق سرعة المحاكمة وتنفيذ الأحكام القضائية. من الضروري نشر الأحكام القضائية عبر وسائل الإعلام لتكون رادعاً للمروجين. عدم تنفيذ المادة 43 من القانون رقم 3 لسنة 1993: المتعلقة بمصادرة الأدوات ووسائل النقل المستخدمة في ارتكاب جريمة المخدرات، وعدم تخصيصها لصالح الجهة التي تولت ضبطها”.

-أهمية تعزيز الجهود الأمنية

ومن محافظة حضرموت الأستاذ محمد أحمد يسلم بابطاط، مدير مكتب المدير العام لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية يقول : “شاركتُ في المؤتمر الدولي الأول الذي ناقش قضايا المخدرات والجهود الأمنية لمكافحتها. كانت تجربتي في المؤتمر إيجابية للغاية، حيث اكتسبت العديد من المعارف والمعلومات الجديدة من خلال تفاعل الحضور والنقاشات التي تمت. طرحتُ مشكلة انتشار المخدرات في اليمن بشكل واضح، ونجحت في تسليط الضوء على أهمية تعزيز الجهود الأمنية والتعاون بين الجهات المختصة. الانطباع العام للمؤتمر مميزًا، وأتمنى للمركز المنظم التوفيق في استمرارية عمله”. ويأمل أ. محمد بابطاط أن تصل التوصيات المهمة التي تم مناقشتها خلال المؤتمر إلى الجهات المعنية في الحكومة، وأن يتم العمل على تنفيذها لتحقيق الأهداف المرجوة في مكافحة المخدرات.

 

-نقلة نوعية في المعالجة

ومن مدينة المكلا، الأستاذ محمد سالم بافقير، باحث ماجستير علوم سياسية – جامعة حضرموت، وهو أحد المشاركين بورقة علمية بحثية يتحدث قائلاُ: “لقد أسهم هذا المؤتمر من خلال المشاركات العلمية في تسليط الضوء على ظاهرة في غاية الأهمية وهي ظاهرة المخدرات، والتي لم تحظَ خلال الفترة الماضية بالاهتمام الكافي من قبل المعنيين بالأمر. ومن خلال مخرجات وتوصيات هذا المؤتمر، يمكن القول إنه إذا تم تحقيقها، فإنها قد تحدث نقلة نوعية في معالجة هذه الظاهرة. كل الشكر والتقدير لكافة القائمين على هذا المؤتمر”.

-المؤتمر بداية للمعالجة

د. محسنة سعيد صالح، أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة عدن- قسم علم الاجتماع، وقدمت ورقة علمية بالمؤتمر، بدورها أعربت، عن سعادتها وامتنانها للمشاركة في المؤتمر، مشيدة بالجهود الكبيرة للدكتور فضل الربيعي والدكتورة أمل راجح في تنظيم الفعالية وإتاحة الفرصة لجميع المشاركين. وأكدت أن المؤتمر كان تجربة مميزة ومليئة بالعلم والمعرفة، حيث تناول الباحثون قضايا هامة تخص الشباب وتأثير المخدرات على الأسرة والمجتمع. كما أشادت بالتنظيم وحفاوة الاستقبال، معربة عن أملها أن يشكل المؤتمر بداية لمعالجة هذه المشكلة بطرق علمية وعملية على أرض الواقع.

-الآثار الاجتماعية والنفسية والجسدية

وتحدثت د. محسنة عن أبرز الآثار الاجتماعية والنفسية لتعاطي المخدرات
ومن الآثار الاجتماعية تفكك الأسرة وزيادة حالات الطلاق، وتمزق النسيج الاجتماعي وضياع العائلات، وضعف قدرة المتعاطي على التكيف مع المجتمع والشعور بمن حوله. وأوضحت أن من الآثار النفسية والجسدية: ضعف التركيز والارتعاش في الأطراف، والهلوسة وقلة النوم. وإنهاك الجسد وضعف البنية الصحية نتيجة الإدمان.
وأكدت د. محسنة على أهمية دور الشباب كعماد الوطن، وشددت على ضرورة العمل المشترك لمعالجة مشكلة المخدرات بطرق علمية وفعالة، معربة عن أملها في أن تسهم الجهود المبذولة في الحد من انتشار هذه الآفة المدمرة.

-جهود متميزة ونوعية

ومن الضيوف المشاركين من محافظة شبوة المهندس محسن صالح عبدالحق، مهندس استكشاف نفط في شركة صافر بشبوة، يقول : “صراحة، كانت خطوة ممتازة وجبارة أن تقوم منظمات المجتمع المدني مثل مركز (مدار)، وكذلك الجامعات الأهلية مثل الجامعة الألمانية الدولية -عدن، ومركز عدن لتوعية من خطر المخدرات، بهذا الجهد المتميز والنوعي. لقد أتاح المؤتمر المجال للباحثين وأصحاب القرار من القيادات الأمنية والقضائية للمشاركة والتوعية بمخاطر المخدرات وتداعيات آثارها على المجتمع”.

-صدى المؤتمر إلى مراكز القرار

أوضح المهندس محسن عبدالحق، أن أبرز الأفكار التي أثرت فيه هي مشاركة الشباب بقوة في أبحاث المؤتمر، بالإضافة إلى التفاعل الملموس من الجهات المختلفة. كما لفت انتباهه بشكل خاص التفاعل الكبير من قيادة مكافحة المخدرات في الحزام الأمني، من خلال إيصال صدى صوتهم إلى مراكز صنع القرار، حيث تجاوب عضو مجلس القيادة الرئاسي، القائد أبو زرعة عبدالرحمن المحرمي، في اعتماد مستشفى لمعالجة الإدمان في الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، وهذه تعد خطوة كبيرة وجبارة في الاتجاه الصحيح”.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى