قوة المجلس الانتقالي من شرعية القضية الجنوبية
حقيقة جوهرية تستحق التأمل وهي إن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس هو القوة المحركة للقضية الجنوبية بل هو نتاج قوتها وشرعيتها. فالقضية الجنوبية، التي تنبض بأحلام وطموحات أبناء الجنوب، هي التي تمنح المجلس الانتقالي عناصر القوة والشرعية، وليس العكس.
إن المجلس الانتقالي يستمد قوته من عمق معاناة الشعب وتطلعاته نحو الاستقلال والحرية. فهو الممثلٌ الشرعي لإرادة الشارع الجنوبي، الذي منحه ثقته وتفويضه لتحقيق الأهداف النبيلة التي يسعى إليها. فالشعب الجنوبي هو المصدر الحقيقي للقوة، وهو بلا شك الدرع الحامي للقضية الجنوبية في كل الظروف.
ولنتأمل في هذا السياق: إذا ما واجه المجلس الانتقالي تحديات أو صعوبات في تحقيق تطلعات الشعب، فلن يكون لذلك تأثير على عزيمة الشعب أو على إصراره في مواصلة النضال. إن الشعب الجنوبي يمتلك من الإرادة والإيمان بالقضية ما يجعله قادرًا على تخطي العقبات، مهما كانت جسامتها. فالإحباط ليس خيارًا، بل إن إيمان المواطنين بقضيتهم يجعل من المستحيل ممكنًا.
فالقضية الجنوبية تظل قوية بصلابة أبناء الجنوب، الذين يمثلون نبض الحياة فيها. وهذا المجلس، رغم كل ما يواجهه من ضغوط وتحديات، يبقى جزءًا من معادلة النضال، يمثل صوت الشعب وينطق بآمالهم وتطلعاتهم المشروعة.
ونختم بالقول إن مستقبل القضية الجنوبية وأمل الشعب الجنوبي لن يتأثرا سلبًا بفشل أو نجاح أي هيئة أو مجلس. فالقضية أكبر من الأشخاص واكبر من المجالس، وهي تمثل تاريخًا نضاليًا عميقًا وهويّة وطنية تعكس آمال الأجيال المتعاقبة. فلنظل متضامنين، ولنستمر في دعم قضيتنا كشعب واحد لا تفرقه التحديات ولا تعيقه الصعوبات. إن وحدتنا هي قوتنا، وهي مفتاح تحقيق أهدافنا العظمة.