على غرار رواندا.. حمدوك يحذر من حرب أهلية بالسودان
شهدت مدينة الفاشر بشمال دارفور، وفي شمال غرب العاصمة السودانية الخرطوم ومنطقة الخرطوم بحري، اليوم السبت، استئناف المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط اتهامات متبادلة عن انتهاكات خطيرة أدت إلى مقتل المئات من المدنيين معظمهم في شرق الجزيرة بوسط البلاد.
ومن جانبه، حذر رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة تعيد كارثة الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا في العام 1994، وتؤدي إلى تمزيق البلاد وتحولها إلى بؤرة للجماعات الإرهابية.
ومنذ الجمعة، تشهد منطقة الحلفايا في الخرطوم بحري معارك عنيفة أدت إلى مقتل العشرات من الضباط والجنود والمدنيين، وسط غموض حول الأوضاع الميدانية، ففي حين تقول وسائط إعلامية تابعة للدعم السريع إن قواتها تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من مناطق التي استردها الجيش خلال الأسابيع الماضية في شمال الخرطوم بحري، تنفي منصات الجيش ذلك.
وفي الفاشر، تواصلت الاشتباكات في الأحياء الشمالية والجنوبية الشرقية من المدنية التي تحولت إلى مناطق عمليات بعد خلوها من معظم السكان.
وتقول قوات الدعم السريع إنها تفرض حصارا شديدا على قيادة الفرقة السادسة في المدينة، وهي آخر معاقل الجيش الرئيسية في إقليم دارفور.
وتتزايد المخاوف من أن يؤدي التحول المتسارع في طبيعة الصراع إلى تداعيات قد تلقي بتبعات خطيرة على البلاد والمنطقة، في ظل انسداد كبير في الأفق السياسي.
ووفقا لبيان صادر عن اللجنة الإعلامية لتنسيقية “تقدم”، حذر رئيس التنسيقية عبد الله حمدوك مسؤولين أوربيين ورؤساء وقادة أفارقة سابقون شاركوا في مؤتمر بالعاصمة البلجيكية بروكسل يوم الجمعة من تداعيات إقليمية ودولية خطيرة للحرب.
وقال حمدوك “إذا استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجأ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط”.