تجاهل إعلامي ورسمي لبطولات شابان حضرميان متميزان في مجال الغوص والسباحة والانقاذ

تعلّم الشقيقان سالم وسعيد آل بن سوّاد الغوص منذُ عام 2015م في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وكانا يعانيان من شحة الإمكانيات، فقد استخدما نظارة واحدة في بداية مرحلتهم عندما كانا يصطادان ”الحبار“ وهو أحد أنواع الأسماك البحرية رائعة المذاق ؛ لبيعها على مدى ثلاث سنوات متتالية ؛ لكي يحصلان على الكسب المادي من وراء ذلك.

وأصبحت هواية الاصطياد مع مرور السنوات ”متعة“ بالنسبة لهما حسب قولهما، حتى وصل الشابان مؤخرًا إلى مرحلة متقدمة حقَّ لهما أن يفخرا بها، فقد يحسب للشاب الغواص سالم بن سوّاد أنه الشخص الوحيد الذي درّب أكثر من 400 جندي، وما يقارب 100 ضابط في قوات خفر السواحل – من الألف إلى الياء – في مجال الإسعافات والإنقاذات الأولية، فضلًا عن كونه أنقذ 27 حالة غرق في مياه بحر المكلا أثناء موسم البلدة، وسحب 7 جثث من قاع مياه البحر برفقة شقيقه المتميز سعيد اللذان يتشابهان في كل صغيرة وكبيرة ؛ لأنهما خُلقا توأمان في هذه الحياة.

ورغم ضعف الإمكانيات والإهمال المؤسف في المحيط الذي يعيشان فيه، فقد اشتريا على حسابهما الخاص أدوات باهضة الثمن مثل مسدس الغوص، قصبة الهواء، النظارة المتخصصة، البدلة الخاصة بالغوص لكل منهما، والزعانف التي تساعدهما على الحركة تحت المياه بكل سهولة، ولم يستسلما لواقع البلد التعيس والكئيب .

وشارك الشقيقان العام المنصرم 2022م في بطولة عمان المفتوحة للغوص الحر التي نظمها الاتحاد العماني على مستوى الدول العربية، ودول أخرى بجهود شخصية، وأنفق الشابان ما يقارب 3 مليون ريال يمني أثناء سفرهما من المكلا إلى عمان، ومكوثهما هناك، حيث حقَّق سعيد المركز الأول بينما حصل سالم على المركز الثاني في بطولة التصويب تحت المياه بعمان ( Shooting under water )، وعادا ولم يُسمع لهما ضجيج أبدًا، وكأنهما لم يحققا هذا الفوز الذي يمثل بلدهما ومسؤوليه الذين يفكرون بأنفسهم وأبنائهم فقط!

ويناشد الشابان السلطتين المركزية والمحلية بدعمهما لكي يطوران من مستواهما في هذا المجال الهام جداَ خارج البلد، أو على الأقل إيجاد مدربًا خاصًا يطور من مهاراتهما، ويوسع من قدراتهما لكي يمثلان الوطن أحق تمثيل في أي مسابقة أو بطولة قادمة سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي مثلما فعلا في عمان .