طالبت الدول الـ10 غير دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي بالوقف الفوري لأي هجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، فيما أثار إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على قوات اليونيفيل الجمعة انتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي.
واعربت الدول الـ10 في بيان صدر فجر السبت عن “قلقها العميق” بعد هذه الهجمات، واعتبرت أن أي هجوم متعمد على هذه القوات يعد انتهاكا خطيرا للقرار1701 وللقانون الإنساني الدولي، ودعت في الوقت ذاته إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان والامتثال الصارم للقانون الدولي.
ويأتي هذا البيان بعد ساعات من إعلان قوات “اليونيفيل” أن اثنين من جنودها أصيبا، جراح أحدهما خطرة، في انفجارين قرب برج للمراقبة بمقرها العام في بلدة الناقورة جنوبي لبنان.
وأضافت اليونيفيل، في بيان أمس الجمعة، أن حادثا ثانيا وقع قرب الخط الأزرق في منطقة اللبونة، جنوبي لبنان، حيث صدمت جرافة إسرائيلية موقعا لليونيفيل، ما أدى إلى انهيار بعض الجدران؛ كما عمدت دبابات إسرائيلية للتحرك في محيط الموقع. واعتبرت اليونيفيل أن هذه الحوادث تضع قواتها في خطر شديد، مشيرة الى أن أي هجوم متعمّد على جنودها يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن.
وأعرب الجيش الإسرائيلي في بيان عن “قلقه العميق إزاء حوادث من هذا النوع”، موضحا أنه “يجري حاليا مراجعة شاملة على أعلى مستويات القيادة لتحديد التفاصيل”. وبرر لاحقا أنه أطلق النار باتجاه “تهديد” قرب موقع لليونيفيل.
تنديد واسع
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أنّ الضربات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل تشكل “انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”.
وقال غوتيريش بعد محادثات مع قادة دول جنوب شرق آسيا في قمة في لاوس “كان هناك حُكما رد فعل من جانب الكثير من الأطراف تضامنا مع عنصري قوات حفظ السلام اللذين أصيبا، ومن أجل إبلاغ إسرائيل بوضوح تام بأنّ هذه الحادثة غير مقبولة ويجب ألا تتكرّر”.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل الجمعة إلى الكفّ عن إطلاق النار على عناصر قوة اليونيفيل.
ودانت باريس “استمرار إطلاق النار الاسرائيلي المتعمد على قوات اليونيفيل”. وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده “لن تقبل” بأن “يتعمد” الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجددا، مشدّدا على أن “وقف تصدير السلاح” المستخدم في غزة ولبنان هو “الرافعة الوحيدة” لإنهاء النزاعات، مع تأكيده أن هذا الأمر لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الى “وضع حد لكل أشكال العنف” ضد اليونيفيل في لبنان.
كذلك، اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الضربات ضد اليونيفيل “أمر مرفوض”.
بدوره حض رئيس الوزراء الايرلندي سايمون هاريس إسرائيل السبت على الاستجابة “لمخاوف المجتمع الدولي” وعدم تكرار إطلاق النار الأخير على قوات اليونيفيل.
كما دان وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن الجمعة الهجوم، وقال “هذا يمثل تصعيدا خطيرا لعدوانية الجيش الإسرائيلي تجاه قوة الأمم المتحدة ومواقعها. ذلك غير مقبول بتاتا”.
ودعا مارتن المجتمع الدولي إلى “التوضيح لإسرائيل أن هذا السلوك غير مقبول”.
وندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الجمعة باستهداف إسرائيل قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان معتبرا إطلاق النار على اليونيفيل “غير مقبول”.
وأعلنت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة “تشعر بصدمة” إزاء التقارير عن إطلاق نار إسرائيلي استهدف قوة يونيفيل، وقالت إن من الضروري حماية قوات حفظ السلام والمدنيين.
وعبّرت الصين الجمعة عن “قلقها البالغ وإدانتها الشديدة” للهجوم الإسرائيلي على مواقع وتجهيزات تابعة لليونيفيل).
من جهتهم دعا قادة مجموعة “ميد 9” التي تضم دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط الجمعة في قبرص إلى “إنهاء الأعمال الحربية” في غزة ولبنان.
وشدّد المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين خلال مقابلة مع قناة محلية لبنانية على أن بلاده تعمل “دون توقف” من أجل تحقيق وقف إطلاق نار في لبنان. وقال هوكستين “للأسف، رأينا أنه كان هناك هجوم على مواقع لليونيفيل، هذا أمر غير مقبول”.
منذ بدء التصعيد الحدودي في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 2100 شخص في لبنان، بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 سبتمبر.
وسجلت الأمم المتحدة حوالى 700 ألف نازح داخل لبنان، مع فرار نحو 400 ألف شخص، معظمهم سوريون، إلى سوريا.
ومنذ 23 سبتمبر ، كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وبنيته العسكرية والقيادية، واغتالت الأمين العام للحزب حسن نصر الله في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.
زر الذهاب إلى الأعلى