صعدت شركة جوجل نزاعها القانوني مع مايكروسوفت بشأن سوق الحوسبة السحابية المربحة، متهمة شركة البرمجيات الأميركية العملاقة بإساءة استغلال هيمنتها السوقية، إذ تقدمت بشكوى رسمية إلى الهيئة المعنية بمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي.
وأفادت الشركة التابعة لـ”ألفابت” أن شروط الترخيص الخاصة بخدمات “أزور” السحابية التابعة لـ”مايكروسوفت” تقيّد وصول العملاء إلى منصات منافسة، بما في ذلك “جوجل كلاود” و”أمازون ويب سيرفيسز”.
وذكرت جوجل أن ممارسات مايكروسوفت تشكل إساءة استغلال للهيمنة بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي.
كما حذرت جوجل من أن هيمنة مايكروسوفت في قطاع الحوسبة السحابية ربما تعرّض مواطني الاتحاد الأوروبي لمخاطر أمنية وإخفاقات في تكنولوجيا المعلومات.
واستشهدت بالفوضى التي حدثت في يوليو الماضي عندما تسبب تحديث خاطئ من شركة الأمن السيبراني “كراودسترايك” (CrowdStrike Holdings Inc) في تعطل الملايين من الأجهزة العاملة بنظام التشغيل “ويندوز”، مما أدى إلى شلل في حركة المطارات والبنوك والبورصات والشركات في جميع أنحاء العالم.
يأتي، التصعيد بعد اتفاق تم التوصل إليه بين مايكروسوفت وشركات حوسبة سحابية أصغر في أوروبا، والذي مكّنها من تجنب تحقيق رسمي من الاتحاد الأوروبي.
كانت جوجل حاولت دون جدوى إحباط هذه التسوية، ويمكن أن تكلف غرامات الاتحاد الأوروبي في حالة انتهاك قوانين مكافحة الاحتكار خسارة 10% من المبيعات السنوية للشركة.
تسوية مايكروسوفت مع مزودين أوروبيين
من جانبها، توقعت مايكروسوفت أن تسقط ادعاءات جوجل أمام الجهات الرقابية الأوروبية.
وقال متحدث باسم مايكروسوفت: “قمنا بتسوية ودية لمخاوف مماثلة أثيرت من قبل مزودي الخدمات السحابية الأوروبيين، حتى بعد أن كانت جوجل تأمل أن يستمروا في التقاضي. بعد فشلها في إقناع الشركات الأوروبية، نتوقع أن تفشل أيضاً في إقناع المفوضية الأوروبية”.
أكدت المفوضية الأوروبية ومقرها في بروكسل استلام الشكوى، وقالت إنها ستقوم بتقييمها بموجب الإجراءات التنظيمية المعتادة.
حققت “جوجل كلاود” أرباحاً بلغت 1.17 مليار دولار في الربع الثاني، متجاوزة تقديرات المحللين للإيرادات التشغيلية التي بلغت 982 مليون دولار.
رغم أن جوجل لا تزال متأخرة عن أمازون، ومايكروسوفت في سوق الحوسبة السحابية، فقد استقطبت خلال العام الماضي أعمالاً من شركات ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.
تُعيد هذه المواجهات العلنية حول الهيمنة السحابية بين جوجل، ومايكروسوفت إلى الأذهان المعارك القديمة حول إساءة استغلال هيمنة نظام “ويندوز” في السوق.
في عام 2009، وافقت “مايكروسوفت” ومقرها في ريدموند بواشنطن، على فتح نظام تشغيلها أمام المتصفحات المنافسة لتجنب تهديد متزايد من الاتحاد الأوروبي بشأن مكافحة الاحتكار.
زر الذهاب إلى الأعلى