الرئيسيــةتقـــارير

حزب الإصلاح وعمره السياسي 34 عامًا

لم يكن لحزب الإصلاح اليمني وجود في المشهد السياسي في اليمن الشمالي قبل تاريخ ذكرى تأسيسه، وولد هذا الحزب عندما تم إعلان ما يسمى بدولة الوحدة في عام 1990 من القرن الماضي.
تم الاتفاق على تأسيسه عند مغادرة علي عبدالله صالح عدن بعد رفعه علم ما يسمى الوحدة، وكان بجانبه عبدالله بن حسين الأحمر، وكلفه بتشكيل هذا الحزب أثناء سفرهم من عدن إلى صنعاء من أجل أن يكون حزبًا إسلاميًا لا حسيب عليه ولا رقيب، وأن يتخذ ما يراه مناسبًا، وقد تم الاتفاق على هذا في الغرف المغلقة مع علي عبدالله صالح لمواجهة الحزب الاشتراكي في عدن الذي عقد اتفاقًا مع المؤتمر الشعبي العام في صنعاء.
كانت من مهام حزب الإصلاح مواجهة الحزب الاشتراكي في كل ما تم الاتفاق عليه مع علي عبدالله صالح، لأن علي عبدالله صالح ومؤتمره الشعبي العام ارتبطا باتفاق مع الحزب الاشتراكي على وحدة بتعريفها الحقيقي وفقًا للنظام الدولي، ولكن حزب التجمع اليمني للإصلاح كان خارج هذه الاتفاقية بمنظور علي عبدالله صالح ومؤتمره الشعبي.
كانت مهام حزب الإصلاح التعامل مع كوادر وقيادات الحزب الاشتراكي، ولا داعي للدخول في التفاصيل… رغم أن تلك المرحلة التي دفع فيها الجنوبيون فاتورة باهظة لم يكن للجنوبيين من أعضاء الحزب وأنصاره أي دور فاعل، بينما كان حزب الإصلاح له دور في مواجهة الجنوبيين ممثلين بالحزب الاشتراكي اليمني.
جاءت انتخابات 1993م وكانت نتائجها أن الاستفتاء الشعبي هو 56 دائرة جنوبية أعطت أصواتها لمرشح عدن، ودوائر اليمن الشمالية أعطت أصواتها لمرشح المؤتمر الشعبي العام وشقيقه حزب الإصلاح، وهذه الانتخابات هي التي أظهرت حقيقة الوحدة من عدمها.
كان التجمع اليمني للإصلاح له الدور الفاعل في تأجيج الوضع وإدخال البلد في أزمة سياسية كانت نتائجها الانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق المتفق عليها بين الطرفين في الأردن التي لم تصل إلى موضع التنفيذ.
جاءت حرب 1994م الظالمة، وحصل ما حصل… والجنوبيون من أعضاء حزب الإصلاح شهود عيان على تبعات وأبعاد تلك الحرب على جميع الأطراف، المنتصر عسكريًا والمنتصر سياسيًا… كنا نتمنى بعد 94 أن يكون هناك طرف جنوبي يتفق معه الطرف اليمني على مشروع الوحدة ويعطي كل ذي حق حقه جنوبًا وشمالاً… لكن للأسف لم يحصل ذلك.
اعتبر حزب الإصلاح أن الانتصار العسكري هو الانتصار السياسي وقد عاد الفرع إلى الأصل حسب مقولات أحد قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح.
وفي الذكرى 34 لتأسيس حزب الإصلاح رافقتها كثير من الاتهامات والقرائن التي تعرضت لها الكثير من القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية والأكاديمية والأمنية والمجتمعية، وكان حزب التجمع اليمني للإصلاح الجناح العسكري ما فوق الطاولة وما تحتها لحزب المؤتمر الشعبي العام… حتى عندما اختلف المتفقون: الإصلاح والمؤتمر، واتفق المختلفون: المؤتمر والحوثيين… وحصل ما حصل…
في عام 2014 تم تسليم صنعاء بشكل سلس للمليشيات الحوثية، وخرج الإصلاح من المشهد السياسي والعسكري من الساحة، وقتها كنا نتوقع أن يكون موقف الإصلاح مع القضية الجنوبية لمواجهة المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا لكن للأسف لم يحصل ذلك.
جاءت عاصفة الحزم في عام 2015 ولم يكن هناك أي مقاومه على الأرض شمالاً وجنوباً إلا المقاومة الجنوبية، وتم تحرير المحافظات الجنوبية وتم تسليم حزب الإصلاح السلطة الشرعية على الأرض الجنوبية، ولم تكن هناك نية لحزب الإصلاح في تحرير صنعاء بل كانت عينه على عدن بدلاً عن صنعاء.. وحصل ما حصل في 2019 ودفع الجنوبيون فاتورة من التجمع اليمني للإصلاح الذي يتربع على عرش الشرعية اليمنية.
كما نتمنى من أبناء الجنوب المنطويين تحت لواء حزب التجمع اليمني أن يستفيدوا من تجارب رفاقهم الشماليين، الذين يقفون بقوة إلى جانب الحوثيين ويدافعون عن مصالح الشمال، أن يكون لهم موقفًا حازمًا وواضح خلال اجتماعاتهم، خاصة عندما تسمعون آراء تتجه ضد أهلكم وأرضكم في الجنوب، كان يجب أن تكونوا الصوت الجريء الذي يقول “لا والف لا” لكل ما يهدد الجنوب وأهله.
أولويتنا يجب أن تكون تحرير صنعاء، التي جاءت عاصفة الحزم من أجل استعادة الشرعية إليها، وليس التركيز على عدن، لقد كان الهدف الأساسي واضحًا: استعادة الشرعية إلى صنعاء، وهذا ما يجب أن يكون محور تركيزنا جميعًا، بدلاً من تحويل الأنظار والأهداف عدن والجنوب.
رغم كل ما حصل في تلك المراحل والمنعطفات، نرميها وراء ظهورنا من وجهة نظري الشخصية، وندعوكم أنتم أعضاء حزب الإصلاح من أبناء الجنوب أن تعيدوا النظر وتعيدوا استراتيجيتكم السياسية وأن تستفيدوا من تلك السنوات من عمر حزبكم، وأن تتخذوا إجراءات من وجهة نظرنا وهي:
أولاً: أن يكون رؤساء حزبكم في محافظات الجنوب من محافظاتكم وليس من خارجها.
ثانيًا: أن يشكل أعضاء الحزب حزبًا جنوبيًا وأن تضعوا برنامجًا سياسيًا ونظامًا داخليًا للحزب بما يتواكب مع تطلعات أبناء الجنوب.
ثالثاً: كما أنه لا يوجد أي تمثيل لأبناء الجنوب ضمن الهيئات العليا للحزب، فالأسماء التي نراها ونقرأ عنها هم من خارج الجنوب، بينما يقتصر تواجد أبناء الجنوب على الهيئات الدنيا والمناصب الأقل تأثيرًا.
سنظل نتعامل مع كل أبناء الجنوب بمختلف التوجهات السياسية والحزبية للحفاظ على أمن واستقرار الجنوب بشكل عام وشبوة بشكل خاص، وعلى الجميع بدون استثناء احترام تضحيات شعب الجنوب التي قدمها خلال العقود الثلاثة الماضية.
ونحن لا نحمل أبناء الجنوب المنضوين تحت حزب الإصلاح دورًا دمويًا، لكن ما جعلنا نبعث برقيتنا في الذكرى الـ 34 لتأسيس الحزب هو الصمت المريب لهم تجاه ما تعرض له إخوانهم من أبناء الجنوب.
وفي الذكرى 34 نتمنى من المنتمين في حزب الإصلاح من أبناء الجنوب أن يكون لهم رأي ومواقف سياسية، وأن يظهروا أمام شعب الجنوب ببيان يتناسب ويتعاطى مع تضحيات وتطلعات شعب الجنوب.
*لحمر علي لسود
رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة.

 

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى