اعتقال أكثر من 700 شخص في بريطانيا إثر موجة العنف ضد المسلمين
اعتقلت السلطات البريطانية أكثر من 700 شخص على خلفية أعمال العنف الأخيرة التي استهدفت المسلمين والمهاجرين والمساجد، كما أكد قادة الشرطة أن الاعتقالات ستشمل مئات آخرين من المشتبه بهم إثر هذه الموجة التي قادها ناشطو أقصى اليمين.
وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية باعتقال 741 مشتبها بهم، منهم 32 شخصا على خلفية جرائم وقعت عبر شبكة الإنترنت مثل التحريض.
وأوضحت الصحيفة أن الاعتقالات جرت على نطاق واسع إذ شملت 36 من أصل 43 من دوائر الشرطة في أنحاء إنجلترا وويلز.
في الوقت نفسه، بدأت إجراءات قضائية بحق المشتبه بهم، فقد وجهت السلطات اتهامات رسمية إلى 302 شخص، وفقا لما أعلنته الشرطة.
ويشمل هذا الرقم الإجمالي حصيلة أيرلندا الشمالية حيث اعتقلت الشرطة 26 شخصا ووُجّهت اتهامات إلى 21 منهم.
وفضلا عن ذلك، أصدرت محكمة بريطانية أول حكم بالسجن بسبب التحريض عبر الإنترنت.
لكن المخاوف ما زالت قائمة بشأن احتمالات تجدد أعمال الشغب والعنف ضد المسلمين.
توجيهات بمواصلة التأهب
وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الجمعة أن على السلطات أن تبقى في حالة تأهب قصوى في الساعات والأيام المقبلة.
وتأتي توجيهات ستارمر بعد بضع ليال من الهدوء النسبي في أنحاء إنجلترا، عقب أسبوع شهد اضطرابات وأعمال عنف ضد المهاجرين والمسلمين ومساجدهم ومتاجرهم في أكثر من 12 منطقة.
لكن الاضطرابات استمرت بلا هوادة في أيرلندا الشمالية حيث اتهمت الشرطة مليشيات موالية لبريطانيا بتأجيج العنف الليلي في بلفاست.
واندلعت شرارة العنف ضد المسلمين والمهاجرين عقب هجوم بسكين أسفر عن مقتل 3 طفلات في مدرسة للرقص في ساوثبورت شمال غربي إنجلترا يوم 29 يوليو/تموز الماضي، إذ سارع ناشطون من أقصى اليمين بالادعاء زورا أن المهاجم مسلم ومهاجر، لتبدأ موجة من التحريض.
من ناحية أخرى، وجّه ملك بريطانيا تشارلز الثالث، أمس الجمعة، شكره للشرطة لتحركها ضد أعمال العنف، ناسبا هذه الأعمال إلى “جنوح عدد محدود”، وداعيا إلى “الاحترام والتفهّم المتبادلين”.
وخلال اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء ومسؤولي الشرطة “أكد الملك أنه تشجع كثيرا بالأمثلة الكثيرة عن روح التضامن في مواجهة الاعتداءات وجنوح عدد محدود، مع تعاطف ومقاومة أكبر عدد من الناس”، وفق ما قاله متحدث باسم قصر باكنغهام، وذلك بعد انتقادات أثارها صمت الملك عما تشهده البلاد منذ 10 أيام.
وكان الملك وزوجته كاميلا قد سارعا إلى نشر رسالة تعزية لأسر ضحايا الهجوم بالسكين الذي أودى بحياة 3 طفلات تراوح أعمارهن بين 6 و9 أعوام.