كشفت OpenAI مطورة منصة الذكاء الاصطناعي ChatGPT، تفاصيل منصتها التجريبية الجديدة التي ستحمل اسم SearchGPT، والتي ستنافس محركات بحث شهيرة وعلى رأسها “جوجل سيرش”.
وحسبما ذكرت الشركة في بيان على مدونتها الرسمية، فإن SearchGPT هو محرك بحث أولي يجمع بين “قوة نماذج الذكاء الاصطناعي”، وقدرات البحث عن المعلومات على الإنترنت، مشيرة إلى أن المنصة التجريبية ستكون متاحة لعدد محدود من المستخدمين، بنظام التسجيل في قائمة الانتظار.
وعبر تلك الخطوة، تسعى OpenAI لحل مشكلات المستخدمين في البحث عن المعلومات على الويب، حيث يتطلب ذلك عادة “محاولات متعددة” للحصول على الإجابة الصحيحة.
خصائص SearchGPT
منصة البحث الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ستتضمن خاصية جديدة لمصادر المعلومات أسفل الردود، بحيث يتمكن المستخدم من الرجوع لمصادر المعلومات والتحقق منها.
وسيتم عرض المصدر الرئيسي لنتائج البحث، في الجزء الأيمن من الشاشة، بينما سيجد المستخدمون شريط نص “طرح سؤال متابعة Ask a Followup”.
بجانب ذلك، فإن إجابات النموذج الجديد لن تكون في هيئة نصوص فقط، وإنما ستتنوع أيضاً بين الصور والفيديوهات، ليحصل المستخدم على أشكال مختلفة للمعلومات، مما يعزز من تجربة المستخدم.
بالإضافة إلى ذلك، أضافت OpenAI شريطاً جانبياً مليئاً بالنتائج الإضافية والإجابات، التي تدعم المزيد من التفاصيل بشأن الاستفسار أو الكلمات موضع البحث التي وضعها المستخدم في المحرك.
يذكر أن OpenAI، كانت قد أبرمت العديد من الاتفاقات صفقات مع كبار الناشرين لتعزيز قاعدة بياناتها وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بجانب إمكانية استفادة الناشرين من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب جديدة للجمهور.
تشغيل الفيديو
من أبرز هذه الصفقات، الاتفاق مع News Corp، والذي أتاح لـ OpenAI الوصول إلى محتوى “وول ستريت جورنال”، و”نيويورك بوست”، وMarketWatch، وBarron’s، بجانب صفقتها مع وكالة “أسوشيتد برس” للاستفادة من أرشيفها الذي يمتد حتى عام 1985، ومع The Atlantic وVox Media.
في أوروبا، عقدت OpenAI شراكات مع ناشرين بارزين مثل Axel Springer، الذي يمتلك Politico وBusiness Insider، وLe Monde الفرنسية. كما شملت الصفقات الناشر الإسباني Prisa Media، والذي يملك علامات تجارية مثل El Pais وEl Huffpost. وتوسعت OpenAI أيضاً بالتعاون مع Dotdash Meredith، مما منحها الوصول إلى محتوى أكثر من 40 علامة تجارية أمريكية معروفة في سوق الإعلام.
بالإضافة إلى ذلك، وقعت OpenAI اتفاقيات مع Reddit للحصول على محتوى متنوع من منشوراته اليومية، ومع Shutterstock لتمديد الشراكة لست سنوات إضافية لتشمل مكتبات الصور والفيديو والموسيقى. وقد تعززت هذه الصفقات في وقت تواجه فيه OpenAI دعاوى قضائية من بعض وسائل الإعلام والكتاب بدعوى استخدام محتواهم المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذن، مما يبرز التحديات القانونية والأخلاقية في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
منافسة شرسة في محركات البحث
دخول OpenAI إلى سوق محركات البحث في هذا التوقيت سيشعل المنافسة، فمن ناحية مازالت جوجل مسيطرة على سوق البحث التقليدي بمحركها “جوجل سيرش”، إلا أنها تتحسس خطواتها مع ميزة AI Overview والتي قدمتها منذ أشهر قليلة، وهي تتمثل في ملخصات معلوماتية تظهر أسفل مستطيل البحث للإجابة عن تساؤلات واستفسارات المستخدمين دون اضطرارهم للغوص في روابط نتائج البحث التقليدية الني تظهر أسفل الملخص النصي.
ولكن جوجل، اضطرت لخفض ظهور ميزة AI Overview في نتائج البحث، نظراً لتقديمها معلومات خاطئة بشكل متكرر للمستخدمين.
وعلى الجانب الآخر، فإن خدمة Perplexity التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى معلوماتي إخباري منظم للمستخدمين، حققت نجاحاً مبهراً بين المستخدمين، خاصة بعد وصول تطبيقاتها على الهواتف الذكية، إضافة لتقديمها صوراً وفيديوهات في نتائج البحث، بجانب عرض روابط جميع المصادر بشكل منظم.
لم يعد البحث عن معلومة أو خبر، أمراً يتطلب أن يكون لديك خبرة في فهم كيفية مخاطبة محركات البحث كما كان في السابق، فمع تطور الذكاء الاصطناعي بات الأمر أسهل.
ولكن يبدو أن استراتيجية OpenAI للفوز في هذه المنافسة ستعتمد بشكل رئيسي على مدى موثوقية المعلومات المقدمة في إجابات نموذجها الذكي للمستخدمين، عبر إسنادها بشكل واضح لمصادرها الموثوقة، والمتمثلة في مئات وشائل الإعلام التي أبرمت معها الشركة اتفاقيات تعاون طويلة المدى.
