بحضور عربي وأجنبي نوعي.. المؤتمر الأول للإعلام الجنوبي يرسم خارطة الطريق لإعلام جنوبي موحد
4 مايو / استطلاع: مريم بارحمة
جاءت حرب صيف 1994م لتدمر وتقضي على كل مؤسسات الجنوب ونقابته في محاولة لإخراس الصوت الجنوبي المناضل والمطالب بقضيته العادلة وحقوقه. وظل الإعلاميون الجنوبيون بدون هوية إعلامية جنوبية أو كيان جنوبي يدافع عن حقوقهم، وبدون تطوير المؤسسات الإعلامية الجنوبية بل أن الأمر وصل لتدميرها وتسريح كوادرها أكثر من 30 عاما من التهميش والإقصاء، لتشرق في سماء الجنوب أضواء شمس المجلس الانتقالي الجنوبي، ويحلق حرصه المكثف والمستمر بالإعلاميين الجنوبيين والمؤسسات الإعلامية؛ ليصبح إعلامًا جنوبيًا نقيًا من اليمننة، ويتوج هذا الاهتمام والرعاية من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي بانعقاد مؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين يومين 17-18 يناير 2023م بالعاصمة عدن الحدث الأكبر في تاريخ الإعلام الجنوبي، والذي نحج بحضور الحشود الإعلامية الجنوبية وحضور إعلاميين أجانب وعرب ومؤسسات إعلامية دولية عريقة، وتتشكل أول نقابة جنوبية الهوى والهوية منذ عقود .. وفي هذا الحدث العظيم نستضيف عدد من المشاركين بالمؤتمر لنتعرف على انطباعاتهم حول:
حضور إعلامي عرب وأجانب بالمؤتمر الصحفي ما دلالات هذا الحضور المتميز؟
وكيف يقرأون توافد هذه الحشود الإعلامية من الصحفيين وللإعلاميين الجنوبيين من مختلف محافظات الجنوب؟
وهل ستحقق النقابة أو الكيان المنتظر تطلعات وطموحات الاعلاميين الجنوبيين؟
وهل يرون أن اللجنة المرشحة قادرة على احداث تغيرات مهمة وجدية على الساحة الإعلامية الجنوبية؟
-نصر للصحفيين والإعلاميين
حضور إعلامي عرب وأجانب بالمؤتمر الصحفي الأول ومؤسسات عربية وعالمية عريقة حضرت المؤتمر فكيف يفسر المشاركون هذا الحضور المتميز،
البداية كانت مع الأستاذة نادرة عبد القدوس، كاتبة صحفية ـ نائب رئيس لجنة الإعلام في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، فتقول “إن ولادة نقابة للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين في ظل أوضاع سياسية واقتصادية صعبة، تمر بها بلادنا؛ فإنما يُعد نصراً كبيراً يتحقق على أرض الواقع. كما أن مشاركة وفد اعلامي من بلدان عدة، عربية وغير عربية، في المؤتمر، يعد نصراً آخراً، للصحفيين الجنوبيين الذين صبروا وصابروا على الشدائد ولعلهم الأكثر معاناة بين شرائح المجتمع الجنوبي التي نالتها الظلم والضيم، من قبل نظام سياسي عفن تآمر على الجنوب بليل، منقلباً على اتفاقية الوحدة المشؤومة التي تحققت على عجالة وعلى غفلة من شعب الجنوب الأبي، في 22 مايو 1990م”.
-تعاطي دولي إيجابي مع المجلس
بينما الأستاذ رشدي سالم حسن بن معيلي، مدير عام الإعلام بالمهرة وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، يضيف :” إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عدالة قضية الجنوب التي يناضل من أجلها الجنوبيين، كما يمثل الحضور الإعلامي العربي والأجنبي للمؤتمر حقيقة التعاطي الدولي الإيجابي مع المجلس الانتقالي كممثل شرعي ورسمي وحيد لشعب الجنوب”.
-توحيد الكلمة والصف
بدوره الأستاذ حسام حسين الحيدري، ناشط ومحرر موقع أبين ميديا يؤكد قائلاً :” دلالاته كبيرة وحضورهم في هذا الظرف الحساس لتوحيد الكلمة والصف لمواجهة المخاطر المحدقة بالجنوب”، مضيفا:” اعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح من حيث أهمية هذا المؤتمر في تشكيل نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين ولكي يعرف العرب والأجانب الدور الذي يلعبه الاعلام الجنوبي لتوصيل قضية شعبه إلى أبعد مستوى”.
-تمثيل إعلامي عريق
بينما الأستاذ أمجد سالم الرامي، كاتب صحفي مهتم بالشأن السياسي الجنوبي يقول :” من لم يستطع ان يقرأ دلالات هذا الحضور العربي والدولي فقد ابعد كثيرا نجعته، فمن الاجحاف بمكان النظر إلى هذا التمثيل نظرة بروتوكولية فحسب، واعتبار انه لم يشكل إضافة نوعية ناهيك عن تجاهل الرسائل التي اوصلها هذا الحضور كل يقرؤها بطريقته، خاصة وان الحضور في مجمله ينتمي الى مؤسسات عرقية عربية ودولية”.
– إعادة بناء المؤسسات
وعن قراءة المشاركين لتوافد الحشود الإعلامية الجنوبية من مختلف محافظات الجنوب يقول الأستاذ رشدي:” إن تداعي هذه الحشود الغفيرة من الصحفيين والإعلاميين من جميع محافظات الجنوب، للمشاركة في المؤتمر والاسهام في إنجاحه وتحقيق أهدافه الرامية إلى تأسيس كيان نقابي يعيد بناء المؤسسات الإعلامية الجنوبية وفق معايير وضوابط مهنية ويصون حقوق الصحفيين والإعلاميين ويعزز من مكانتهم ومصادر دخلهم” .. مؤكدا بالقول:” أن هذه المشاركة الواسعة إنما تأتي من منطلق الحرص والإصرار على إعادة المكانة الريادية للإعلام الجنوبي الذي تعرض لحملة تدمير ممنهج وإهمال متعمد، ومن هنا استشعرت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلفها الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي المسؤولية وحملت على عاتقها مهمة بناء إعلام جنوبي مهني صلب ينبري للدفاع عن الجنوب وشعبه وقضيته العادلة”.
-خارطة طريق
ويردف الأستاذ حسام :” جميل يوم ان ترى تلك الحشود قد اجتمعت من كل حدب وصوب بمختلف كياناتهم ومشاربهم الحزبية والسياسية وتوحدت اقلامهم صوب تحقيق الهدف الموسوم وهو نصرة شعب الجنوب والقضية الجنوبية العادلة”، مضيفا:” حضور مندوبي محافظات الجنوب لكي يقدّموا رؤية صحفية جديدة وخارطة طريق للإعلام الجنوبي سوف تخدم أبناء الجنوب وتواكب الأحداث والمجريات على الساحة الجنوبية وعلى المستوى الإقليمي.”.
-وصول للهدف الوطني
بدوره الإعلامي أمجد يضيف :” ارى تطلعًا حقيقيًا إلى استعادة الهوية التي طالما أقصت وهمشت لعقود، ويأتي هذا التطلع في اطار تطلع أكبر ضمن كفاح ونضال واسع لاستعادة الدولة، فلاشك أن هذا الحدث يمثل خطوة اخرى تقرب الوصول إلى هذا الهدف الاشمل، الإضافة إلى هذا الهدف الوطني الأسمى فلقد كانت ثمة حاجة حقيقية وملحة لإنشاء كيان نقابي يحمي الصحفي من التجاوزات التي قد تمارس ضده، بل وقد مارستها بعض اطراف الصراع السياسي، وحتى الأشكال الأخرى من مراكز النفوذ المجتمعي أو العسكري”.
-استعادة الإرث النقابي
وتضيف الأستاذة نادرة:” هذا الزخم من الصحفيين الجنوبيين وتلبيتهم دعوة الحضور؛ للمشاركة في استعادة إرثهم النقابي الصحفي، يعبر بكل شفافية عن رغبة الصحفيين الصادقة للمضي قدماً نحو خلق كيان يوحدهم ويضمهم ويحميهم”.
-عودة الحق الجنوبي
ولمعرفة هل ستحقق النقابة أو الكيان المنتظر تطلعات وطموحات الاعلاميين الجنوبيين يقول الأستاذ حسام :” مما لا شك فيه أن نجاح مؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين هو إعلان لولادة الشرعية لأول كيان جنوبي وعودة الحق لمستحقيه بتشكيل نقابة الإعلاميين والصحفيين التي ستصبح الكيان المدافع والناطق الشرعي لهم ولحقوقهم وقضيتهم، وتمنياتنا أن يكون تأسيس نقابة الصحفيين بوابة الانطلاقة نحو إعلام جنوبي حر يسهم في تحقيق أهداف شعب الجنوب”.
-شكر للراعي الأول
وتؤكد الأستاذة نادرة:” إن هذا الكيان النقابي ما كان له أن ينبثق شامخاً، دون بذل الجهود واجتياز التحديات، وهنا نوجه عميق شكرنا للراعي الأول والداعم لتلك الجهود والمتابع لخطوات ميلاد النقابة، الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي الذي رغم انشغالاته الجمة، إلا أنه كان مهتماً، منذ وضع اللبنة الأولى لقيام الكيان النقابي للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين وما الكلمة التي ألقاها سيادته عبر الأثير، وأمام الحضور الكبير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاول للنقابة، إلا دليلاً على أهمية قيام هذا الكيان الحقوقي للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين الذي سيلملم شملهم وسيحمي حقوقهم وسيبني جسور التواصل والتشابك مع النقابات النظيرة في العالم والاتحادات والمنظمات العربية والدولية المعنية بالصحفيين”.
-رفع سقف التوقعات
بينما يردف الإعلامي أمجد:” لا يمكن الجزم بنجاح مكون ما قبل ممارسته لمهامه المنوط به القيام بها، ولكن يمكننا من خلال استقراء المشهد الذي رافق اشهار النقابة والجهود التي بذلت أن نرفع سقف توقعاتنا”.
-غايات وطموح
ويرى الأستاذ رشدي: إن وجود كيان نقابي جنوبي يحتضن مختلف طيف الإعلام الجنوبي ويذود عن حقوقهم الفكرية والمادية ويؤطر عملهم، هو غاية طموح أي صحفي وإعلامي جنوبي.
-تطلعات بالنجاح
وللتعرف على انطباعات المشاركين عن اللجنة المرشحة قادرة على احداث تغيرات مهمة وجدية على الساحة الاعلامية؟
يقول الإعلامي أمجد:” نأمل ذلك حقا خاصة عندما استحضر التأسيس والنجاح النسبي لكيانات شبيهة كاتحاد الادباء والكتاب الجنوبيين والذي حقق خطوات مهمة خلال السنوات الماضية، وفي إطار استعادة الهوية وبناء دولة المؤسسات فإن الشخوص لا ينبغي أن تحدث فرقًا جوهريَا في عمل النقابة”.
-تركيبة ابداعية
بينما الأستاذة نادرة عبدالقدوس تضيف:” نبارك لزملائنا ورفاق دربنا المهني الذين تم اختيارهم في قيادة النقابة عن جدارة وفي مقدمتهم الأخ والزميل العزيز عيدروس محمد باحشوان الذي نال ثقة زملائه مندوبي المؤتمر، ليتسنم النقابة نقيباً لهم، مؤكدة بالقول :” إنني على يقين، طالما في قيادة النقابة تركيبة إبداعية من الجيل القديم المخضرم والجيل الجديد، بأن السفينة ستمخر عباب البحر، وستصل بنا إلى بر الأمان، وستلبي طموحات وآمال الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين، ولعل أبرزها إعادة بث تليفزيون عدن وإذاعة عدن العريقتين في مدينة عدن التي شهدت ولادتهما في ربوعها”.
-ثورة تصحيحية
بينما يردف الأستاذ رشدي:” بالنظر إلى القامات الإعلامية الكبيرة المنتخبة لقيادة النقابة وعلى رأسهم الأستاذ القدير عيدروس باحشوان، فإننا نكون على قدر عالي من الثقة بأن الواقع الإعلامي اليوم على موعد مع ثورة تصحيحية تعيد إليه اعتباره وأمجاده الغابرة”.
-ثقة ومكانة
ويؤكد الناشط حسام قائلا: ” نعم بدون أدنى شك اللجنة بقيادة باحشوان الصحفي المخضرم والمعاصر لكل المراحل، لا غبار على نزاهته فهو شخصية جنوبية مثقفة ووطنية بامتياز”، مضيفا:” اللجنة قادرة على احداث تغييرات مهمة وجدية على الساحة الاعلامية الجنوبية، وحق التعبير عن آمال شعب الجنوبي وما تعرض له من حرب وتدمير، بل وظهور صوت يعمل على إعادة لم شمل الاعلاميين وانتزاع حقوقهم المسلوبة وتمثيل الإعلام الجنوبي في النقابة العربية والدولية”.