تعمل هواوي على تطوير نظام تشغيل خاص بها لحواسيبها، ومن المحتمل أن يتم إطلاقه في وقت لاحق من هذا العام، وسيحمل اسم HarmonyOS، وهو نفس اسم إصدارات نظام تشغيل أجهزة الشركة، من هواتفها الذكية إلى أجهزتها المنزلية والسيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن يكون اسم النظام القادم إلى حواسيبها الشخصية هو HarmonyOS NEXT.
وبحسب منشور على منصة “إكس”، فإن موقع مطوري هواوي، شهد انتشار مجموعة من الصور من داخل بعض الواجهات الخاصة بنظام HarmonyOS NEXT القادم لحواسيب هواوي.
عرضت الصور عناصر مميزة في واجهات الاستخدام، مثل شريط مشابه لنظام ماك، وعدد من الأدوات التفاعلية، وبشكل عام فإن الواجهات تتسم ببساطة التصميم، إذ يتم عرض شريط الحالة في الزاوية العليا اليمنى، والذي يظهر المعلومات الأساسية مثل الوقت، ومستوى البطارية، واتصال الشبكة، ومستوى الصوت، وطريقة الإدخال من ماوس، ولوحة مفاتيح، كما تم تصميم الأيقونات بحيث تكون متباعدة لتحسين سهولة قراءة النصوص الظاهرة عليها.
ويعرض الشريط، الذي يتواجد أسفل منتصف الشاشة، مجموعة من التطبيقات التي يداوم المستخدم على الاعتماد اليومي عليها، وتطبيقات النظام الرئيسية، مما يشير إلى تجربة مستخدم أبسط وأكثر سهولة مقارنةً بنظام windows.
هواوي والحظر التجاري الأميركي
عندما تعرضت هواوي للحظر التجاري الأميركي في 2019، فقدت أجهزتها القدرة على استخدام البرمجيات الأميركية، وعلى رأسها نظام تشغيل أندرويد من جوجل وخدماتها المختلفة، وكذلك نظام تشغيل windows من مايكروسوفت، لذلك طورت الشركة الصينية نظامها الخاص HarmonyOS، والذي يعتمد على إصدار مفتوح المصدر من أندرويد AOSP، إلى جانب نواة برمجية قائمة في تطويرها على نظام لينكس.
ولكن التقارير الأولية أوضحت أن الإصدار القادم من نظام هارموني إلى حواسيب هواوي الشخصية سيعتمد بشكل أكبر على معمارية مختلفة تماما عن أندرويد، إذ لن يُسمح بتثبيت تطبيقات أندرويد أبداً، وهو نفس الاتجاه الذي اتبعته الشركة مع هواتفها وإصدار NEXT الذي صدر الشهر الماضي، إلى جانب نواة برمجية من المرجح أن تعتمد بشكل ما على لينكس أيضاً، لأن تطوير نواة برمجية من الصفر سيستغرق سنوات من التطوير، ليكون نظام التشغيل مستقراً.
ويبدو أن النواة الصغيرة لهواوي تتمتع بتوافق مع ملفات لينكس الثنائية، وتعيد استخدام برامج تشغيل لينكس باستخدام حاويات برامج التشغيل، مما يعني أنها تعتمد بشكل كبير على لينكس. ومع ذلك، فإنه ليس مشروعاً مفتوح المصدر، لذلك يصعب التأكد من مستوى اعتماد النظام الجديد في نواته على لينكس.
قد يشكل ذلك مشكلة كبرى، خاصة أن نظام تشغيل HarmonyOS أصبح بمثابة مبادرة محلية للصين لتطوير بيئة برمجية متكاملة، من أنظمة تشغيل تتكامل معاً لتشغيل أجهزة ذكية وإلكترونيات مختلفة، في وقت أصبحت الصين تحاول التخلي عن أي أسس تقنية برمجية لأنظمة تشغيل أجهزتها مطورة بأيدي شركات أميركية.
نظام التشغيل HarmonyOS
يُذكر أن نظام التشغيل HarmonyOS قد حقق معدلات نمو مبهرة، فقد وصل إلى 900 مليون جهاز يعمل به حالياً داخل الصين، إلى جانب أنه تجاوز نظام iOS من أبل، ليصبح ثاني أكثر نظام تشغيل للهواتف المحمولة مبيعاً وانتشاراً في الصين منذ مطلع العام الجاري، كما أنشأت هواوي نسخة مفتوحة المصدر من النظام باسم OpenHarmony، والتي تُدار حالياً من جانب منظمة غير ربحية تسمى مؤسسة OpenAtom.
ولكن ما زال “هارموني أو إس” يفتقر إلى الطابع العالمي الذي تتمتع به أنظمة أندرويدK وiOS، إذ أن استخدامه بشكل رئيسي ينحصر داخل الحدود الصينية، إلا أنه من المتوقع أن يتغير ذلك، فقد أوضح مسؤولون في هواوي أن الشركة تستهدف الخروج بنظام تشغيلها إلى الأجهزة الذكية حول العالم قريباً، بمجرد أن تكون مستعدة لذلك، بحسب ما أعلنته الشركة خلال قمة هواوي للمحللين في أبريل الماضي.
