تعمل OpenAI على تنفيذ أسلوب جديد لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، ورفع قدراتها على الإدراك والتخطيط، منذ مايو الماضي، تحت اسم كودي “Strawberry”، وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الشركة تحيط مشروعها بقدر عالٍ من السرية.
مشروع “ستروبيري- Strawberry” الجديد يستهدف مستوى متطور من التخطيط لإنجاز، وتحقيق هدف معين، وذلك عبر التحضير بشكل مسبق لاتخاذ عدد من الخطوات للوصول إليه، بما يتخطى قدرات النماذج الذكية الحالية التي تقتصر على توليد إجابات للأسئلة فقط.
وقال تقرير “رويترز” إن “ستروبيري- Strawberry” سيسمح بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تستطيع، على سبيل المثال، تصفح الإنترنت وإنجاز مهام من خلاله، وذلك عبر ما تصفه الشركة باسم “البحث العميق- Deep Research”، وفقاً لمقابلات مع أكثر من 12 باحثاً في الذكاء الاصطناعي.
وأوضح المتحدث باسم OpenAI أن نماذج الذكاء الاصطناعي تتطور بشكل سريع، على مستوى إمكانياتها “لرؤية” وفهم العالم، بنفس طريقة البشر، والبحث المستمر لاستكشاف قدرات الذكاء الاصطناعي؛ أصبح هدفاً يسعى نحوه جميع من يعملون داخل سوق الذكاء الاصطناعي، مع وجود إيمان مشترك بين الجميع بأن تلك الأنظمة ستتطور باستمرار على مستوى طريقة إدراكها للعالم بمرور الوقت، ولم يُعلق متحدث الشركة لـ”رويترز” على ما ورد في تقريرها بشأن “ستروبيري”.
وذكر التقرير أن “ستروبيري- Strawberry” هو نموذج متطور لما كان يُعرف سابقًا باسم “Q*”، والذي انتشرت تقارير إخبارية بشأنه العام الماضي، عن قدراته فائقة التطور عند تعامله مع الأسئلة العلمية والرياضية، والتي تتجاوز إمكانيات نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة تجارياً حالياً.
نماذج الذكاء الاصطناعي وقدرات الإدراك
وبحسب تقرير لـ”بلومبرغ”، فقد عقدت مطورة ChatGPT، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً داخلياً لجميع الموظفين، وعرضت خلاله عرضاً تقديمياً لمشروع بحثي، زعمت أنه يمتلك مهارات إدراك جديدة أقرب في قدراته للبشر.
تأمل OpenAI أن يحسن الابتكار، بشكل كبير من قدرات الإدراك لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وفقاً لمصدر مطلع، والذي أضاف أن أسلوب Strawberry، يتضمن طريقة فريدة لمعالجة نموذج الذكاء الاصطناعي، بعد تدريبه مسبقاً على مجموعات بيانات ضخمة.
ويرى الباحثون أن الإدراك هو المفتاح لتحقيق الذكاء الاصطناعي للقدرات البشرية أو الفائقة على المستوى البشري، وبينما تستطيع النماذج اللغوية الكبيرة تلخيص النصوص الكثيفة وإنشاء أشكال نصية مختلفة بسرعة تفوق الإنسان، فإنها تتعثر غالباً في حل المشكلات التي قد تبدو بديهية للبشر، مثل التعرف على المغالطات المنطقية والألغاز الكلامية.
ويتفق باحثو الذكاء الاصطناعي، الذين قابلتهم “رويترز”، على أن الإدراك يتضمن تشكيل نموذج يُمكن الذكاء الاصطناعي من التخطيط مسبقاً، وعكس كيفية عمل العالم المادي، والعمل على حل المشكلات المعقدة بأساليب متعددة الخطوات.
خطة OpenAI للتغلب على التحديات
أشارت وثائق داخلية، اطلعت عليها “رويترز”، إلى أن أسلوب “ستروبيري”يعد عنصراً أساسياً في خطة OpenAI للتغلب على العديد من التحديات، مثل إمكانية الخروج بأفكار مبتكرة، وإجراء تخطيط على المدى الطويل.
وكشفت مصادر “رويترز” أن الشركة خلال الأشهر الأخيرة كانت تشير في نقاشاتها مع المطورين، وشركات أخرى إلى أنها على وشك إطلاق تقنية بقدرات إدراك متقدمة.
ويشمل Strawberry طريقة متخصصة لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تُعرف باسم “نماذج ما بعد التدريب”، أو تطوير النماذج الذكية الأساسية لتحسين أدائها بطرق محددة، بعد أن تم تدريبها بالفعل على كميات كبيرة من البيانات العامة، وفقاً لأحد المصادر.
وتتضمن مرحلة تطوير نموذج ما بعد التدريب أساليب مختلفة، مثل “التدريب الدقيق fine-tuning”، وهي عملية تُستخدم لجعل النماذج اللغوية أكثر تخصصاً لتقديم إجابات ومعلومات متعلقة بمجال أو قطاع معين، مثل جعل مجموعة من المراجعين البشر يقدمون ردود أفعال إلى النموذج الذكي بشأن إجاباته على الأسئلة، وكذلك منح النموذج أمثلة للإجابات الجيدة والسيئة على مختلف الاستفسارات.
ومن بين القدرات التي تستهدف OpenAI توفيرها لنماذج الذكاء الاصطناعي عبر مشروع Strawberry، أداء المهام ذات المدى الطويل (LHT)، والتي تتطلب من النموذج التخطيط مسبقاً، وتنفيذ سلسلة من الإجراءات على مدى فترة زمنية ممتدة، ولتحقيق ذلك، تُنشئ الشركة النماذج وتدربها على ما تسميه: “مجموعة بيانات البحث العميق Deep Research”، حسب الوثائق الداخلية للشركة.
لم يكشف تقرير “رويترز” عن طبيعة تلك البيانات التي تُدرب OpenAI النماذج عليها في ضوء مشروعها السري، كما لم يوضح طول الفترة الزمنية الخاصة بالمهام طويلة الأجل التي يمكن للنماذج إنجازها مع الأسلوب الجديد “ستروبيري”.
وتهدف OpenAI إلى استخدام نماذجها لتلك القدرات، لإجراء الأبحاث عبر تصفح الإنترنت بشكل مستقل؛ بدعم مساعد رقمي ذكي Computer-using Agent، والذي يمكنه اتخاذ الإجراءات والقرارات بناءً على نتائجه، وفقاً للوثيقة وأحد المصادر، وتخطط الشركة أيضاً لاختبار مشروعها الجديد عبر جعله ينجز مهام مهندسي البرمجيات، وتعليم الآلة.
زر الذهاب إلى الأعلى