الرئيسيــةتقـــارير
الأمل والتفاؤل سمة بارزة في احتفالات عيد الأضحى في الجنوب
تقرير: مريم بارحمة
عيد الأضحى المبارك يعد أحد أكبر وأهم الأعياد الإسلامية، ويحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم، ويرتبط بقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، عندما رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه امتثالًا لأمر الله وبالفعل، استجاب إبراهيم لرؤيا الله وبدأ في تنفيذ الأمر، ولكن الله سبحانه وتعالى فدى إسماعيل بكبش عظيم. ومن هنا جاء التقليد الإسلامي بذبح الأضحية في هذا العيد. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبناء شعب الجنوب تبرز المبادرات الخيرية مثل مبادرة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لتوزيع الأضاحي بالعاصمة عدن على المحتاجين، ومبادرة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج لتوزيع المساعدات للأيتام، ومبادرة انتقالي محافظة شبوة بزيارة وتفقد المرضى بمستشفيات عتق، وغيرها من المبادرات والأعمال الخيرية التي يقدمها المجلس الانتقالي الجنوبي والمؤسسات والجمعيات الخيرية وفاعلي الخير.
-التحضيرات والاستعدادات
يبدأ الاستعداد لاستقبال العيد قبل أيام من حلوله حيث تتوجه الأسر إلى الأسواق لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأدوات منزلية واضاحي في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب كلا حسب استطاعته، وتُعد الخراف والأبقار من أكثر الحيوانات التي يتم التضحية بها، ويتم اختيارها بعناية لضمان جودة اللحم وتوافقها مع الشروط الشرعية للأضحية، وكذلك تجهيز المنازل وترتيبها لاستقبال العيد.
ورغم ارتفاع الأسعار يحرص الجنوبيون على الاحتفال بالعيد وإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب أطفالهم بشراء الملابس الجديدة والألعاب رغم الظروف المعيشية الصعبة وتأخير الرواتب.
-مظاهر الاحتفالات بالجنوب
تنطلق مراسيم الاحتفال بعيد الأضحى بالتكبير وأداء صلاة العيد التي تقام في المساجد والمصليات والساحات العامة، ويحضرها الرجال والنساء والأطفال وهم يرتدون أجمل ما لديهم من ملابس جديدة في مشهد يعكس روح التضامن، فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجنوب لم تمنع من رسم مظاهر الفرحة بالعيد. بعد صلاة العيد يتم تبادل التهاني، ثم يتوجه الجنوبيون إلى ذبح الأضاحي وفق الشريعة الإسلامية من ماعز وخراف وأبقار وحتى الجمال حسب تقاليد وعادات الجنوبيين في كل محافظة، وتوزع من لحمة الأضاحي على الجيران والأهل والفقراء والمحتاجين، وتتجسد بذلك أسمى معاني التضامن والتكافل الاجتماعي بين أبناء شعب الجنوب، ثم يتوجهون إلى زيارة الأهل وكبار السن في العائلة وتقديم العيديات من حلوى ومبالغ مالية.
-تأثير مبادرة الرئيس الزُبيدي
في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع أسعار صرف العملة، جاءت مبادرة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لتكون بادرة أمل لكثير من الأسر المحتاجة. حيث رعى الرئيس الزُبيدي حملة واسعة لتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين والأيتام في مختلف مديريات العاصمة عدن.
لم تكن المبادرة مجرد توزيع لحوم، بل كانت رسالة تضامن ودعم من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للمواطنين المحتاجين. وعبرت الأسر المستفيدة عن شكرها وامتنانها لهذه اللفتة الكريمة لتخفيف معاناة الكثير من الاسر المحتاجة وادخال الفرحة والسرور إلى بيوتهم.
-أهمية استقبال الرئيس للمهنئين
يستقبل الرئيس عيدروس الزُبيدي في عيد الأضحى جموع المهنئين من أعضاء هيئة الرئاسة، ورؤساء الهيئات المساعدة، والهيئات التنفيذية والقيادات المحلية للمجلس الانتقالي في العاصمة عدن، والشخصيات الاجتماعية، والتربوية، والإعلامية، والسياسية، والرياضية، وقيادات السلطة المحلية، والعسكرية والأمنية، وعموم المواطنين، ويتبادل معهم التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك؛ مما يعزز الروابط بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وأبناء شعب الجنوب حيث يشعر المواطنون الجنوبيون بأن هموهم ومتاعبهم تحظى باهتمام كبير، وهذا التفاعل يوثق العلاقات بين شعب الجنوب وقيادته السياسية.
وتعبر اللقاءات عن اهتمام القيادة بالتلاحم والتواصل المباشر مع كافة أطياف المجتمع الجنوبي، وتعد فرصة لتقوية الوحدة الوطنية الجنوبية والاندماج الاجتماعي، وتوصل رسالة مفادها أن الجميع نسيج جنوبي واحد وأن التحديات يمكن تجاوزها بالتكاتف والتعاون. ويتيح استقبال الرئيس القائد الزُبيدي للمواطنين فرصة للاستماع المباشر إلى كل الصعوبات والشكاوى، وهذا بدوره يسهم في اتخاذ معالجات فورية لبعض المشكلات. كما أن مثل هذه اللقاءات تمنح الجنوبيون الشعور بالتفاؤل والأمل وتشجعهم على العمل سويا بروح العزيمة وترفع من معنوياتهم.
إن استقبال الرئيس عيدروس للمواطنين يُبرز القيم الإسلامية السمحة ويجدد روح العطاء والتضامن والرحمة والتكافل، ويعزز شعور المواطنين الجنوبيين بالأمان والرعاية من قبل القيادة. كما يعكس وتواضعه وقربه من المواطن والتزام القيادة بخدمة الشعب وتلبية احتياجاته؛ مما يخلق صورة إيجابية عن القيادة ويزيد من احترامهم وتقدير المواطن لهم.
وتُعد هذه اللقاءات المباشرة منصة للحوار بين المواطنين والرئيس القائد فيمكن للمواطنين التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بشكل مباشر؛ مما يعزز من المشاركة الشعبية في صنع القرار وتوحيد الصفوف وبناء مجتمع مدني حضاري أكثر تماسكاُ وتفاؤلاً وعزيمة.
-العادات والتقاليد
تتنوع العادات والتقاليد في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب خلال عيد الأضحى، وتشمل زيارة الأهل والأقارب وتبادل التهاني والهدايا وتحضر بالولائم الأطباق الشهية، ومن الأطباق التقليدية التي تُحضر في هذه المناسبة مثل ” العصيد مع العسل”، وتقدم إلى جانب الزربيان باللحم ، اللحم المشوي والمندي والمطبوخ بطرق مختلفة إضافة إلى الأرز، والحلويات.
تتجمع الأسر لتناول وجبة الغداء بأيام العيد، والتي غالبًا ما تشمل اللحم المشوي أو المطبوخ بطرق تقليدية. النساء يبدعن في إعداد الولائم وتحضير الأطباق التي تعكس التراث الجنوبي الأصيل وتبرز كرم الجنوبيين، ولكن بسبب الظروف الاقتصادية بدأت التجمعات والعزائم تتقلص وتقتصر على الزيارة بفترة العصر او الصبح لتقديم تهنئة العيد.
-فرحة الأطفال بالعيد
تعد مشاركة الأطفال في احتفالات العيد من أهم مظاهر البهجة. فنرى الأطفال يرتدون الملابس الجديدة، ويذهبون لزيارة الجيران والأهل، ويتلقون العيديات والحلويات من الأهل والأقارب والجيران مما يزيد من فرحتهم. وتُقام الفعاليات الترفيهية في الحدائق العامة، ويلهو الأطفال بالحدائق العامة ويستمتعون بالألعاب والنشاطات المختلفة.
-الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية
لا تقتصر أهمية عيد الأضحى على الجوانب الدينية فحسب، بل تتعداها إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. ففي الجانب الاجتماعي، يعزز العيد من روابط الأسرة والمجتمع . أما من الناحية الاقتصادية، فإنه ينشط العديد من القطاعات مثل تجارة الماشية، والمواد الغذائية، والملابس والهدايا.
اما من الناحية الإنسانية فيجسد العيد أجمل معاني التكافل والتضامن الإنساني مع الفقراء والمحتاجين والأيتام في صورة ترسم معنى وحدة الصف والتأخي وان الجنوبيين جسد واحد.
-دور التكنولوجيا بالتهنئة
يلعب التطور التكنولوجيا دوراً كبيراً في التهنئة وتقريب المسافات بين الأهل، فوسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل فعال في الاحتفال بالعيد. وتبادل التهاني والصور عبر منصات مثل فيسبوك وواتساب؛ مما يعزز الروابط الاجتماعية حتى بين الأفراد والأصدقاء والزملاء في مختلف محافظات الجنوب والتواصل بالداخل والخارج ويبرز أهميتها في تعزيز التواصل الفعال والمستمر مع الذين يعيشون خارج الوطن أو يقضون العيد بعيداً عن أسرهم بسبب أعمالهم، فهي تسهل عملية التواصل وكسر الحاجز المسافات.
يظل عيد الأضحى المبارك مناسبة تجسد قيم الدين الإسلامي من التضحية والتكافل والتعاون في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، وتُضيف التقاليد الجنوبية الأصيلة نكهة خاصة لهذه المناسبة، مما يجعلها فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وإحياء التراث الثقافي الجنوبي والهوية الجنوبية.
ورغم التحديات التي يواجهها الجنوب والمنطقة، يظل الأمل والتفاؤل سمة بارزة في احتفالات عيد الأضحى، حيث يسعى الجميع لنشر الفرح والبهجة في كل زاوية. إن عيد الأضحى في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال بالحياة والتكافل والتضامن والنضال والتضحيات.