مليار دولار خسائر البحرية الأمريكية مقابل فشل في وقف تهديدات الحوثي
هذا ماكشف عنه موقع “إكسيوس” نقلاً عن تقرير إستخباري إمريكي ، ومع هذا الخسائر وإستمرار التهديد الحوثي للملاحة الدولية واستهداف السفن ،هناك من لديه مصلحة في إبقاء قوة الحوثي في أعلى لياقتها العسكرية ، وعدم نقل المواجهة من العمليات الجراحية الشكلانية ضدها، إلى الإضعاف الجدي ، وتحييد هذا الخطر.
الضربات الإمريكية البريطانية تشبه رفع العتب وتبادل الرسائل المحمولة بين الطرفين ، بأداء يشبه قواعد الإشتباك بين حزب الله وإسرائيل: ضربة بضربة وصاروخ بصاروخ ولا شيء يتخطى الخط الأحمر نحو العمق، بتغيير قواعد اللعبة على طرفي المواجهة، الحوثي يحافظ على إبقاء الأساطيل الإمريكية خارج الإصابات المحققة ، والأخير يرسل ضربات مقسَّطة وبالقطارة تستهدف الهامش ، ويجعل قنوات ودروب التهريب للسلاح والخبراء لصنعاء في وضع النشِط.
الخطر الحوثي آخذ بالتعاظم ليس في هذا التجاذب الصاروخي عديم الأثر ، بل بإنفتاح الحوثي على المنظمات الإرهابية الأكثر عنفاً وجنوناً عقائدياً ، من داعش والقاعدة وحتى رفع مستوى التنسيق إلى أعلى درجاته مع منظمة الشباب الصومالية ، للدخول على خط استهداف المصالح الإمريكية في البحر الأحمر وقت الحاجة.
هناك رابط بين ضربات الحوثي للسفن المدنية وتحقيق إصابات خلال الأيام القليلة الماضية ، وبين إرتفاع حدة الإشتباك السياسي بين واشنطن وطهران ، على خلفية رفع إيران لمعدلات التخصيب، وتعقيدات جديدة تتصل بإدارة الملف النووي ، مايجعل الحوثي أداة ضغط إيرانية مفيدة في معركة المصالح.
تتعقد خيوط الصراع اليمني بالتدخل مع القضايا الدولية، وجعل البحر الأحمر محل تجاذبات ومقايضات وضغوطات متبادلة ، فروسيا على وشك التوقيع على إتفاقية مع السودان لمنحها قاعدة بحرية على البحر الأحمر ، مقابل تدفقات السلاح لقوات البرهان، ويزداد هذا التداخل في حال تنفيذ تهديد بوتين بالدعم العسكري للأطراف المناهضة للقوات الإمريكية ، حتى وإن لم تكن تلك الأطراف مرسّمة بصفة دولة ، أي أنها مجرد حركات مسلحة معادية للأمريكان ، وفرض معادلة تقوم على وقف دعم المناهضين للسياسة الأمريكية مقابل وقف تسليح أوكرانيا وإرسال أوروبا للجيوش والأفراد ، وهنا يتم ترجيح دعم الحوثي بقوة تسليحية مضاعفة وربما نوعية دقيقة الإصابات.
الحوثي خطر راهن نعم ، ولكنه خطر آخذ بالتعاظم لجهة اللعب في المساحات الشاغرة للصراعات والتناقضات الدولية، كالصراع في أوكرانيا وغيرها من نقاط التماس الملتهبة.
ليست القوة المعيارية بين الحوثي والعسكرية الأمريكية البريطانية الأوروبية، التي كسبت حرباً عالمية ، هي من تحدد مصير المواجهة ، من يفعل ذلك هو الحسابات السياسية الاستراتيجية، ومصلحة إمريكا وبريطانيا في إبقاء الحوثي على قيد الحياة ، ليس لأنه قوياً عصياً على الكسر والإطاحة ، بل لأنه مازال حاجة للمرور عبره نحو أهداف في المنطقة لم تتحقق بعد.
تسليح حركة الشباب الصومالي وفروع الإرهاب الأخرى، من قبل الحوثي بضوء إيراني ، ربما في حال ضربهم لأهداف حساسة في البحر والبر وفي شوارع العواصم الأوروبية ، وحده من سيجعل الحوثي على طاولة إعادة التوصيف وتقييم الخطر ، ويحيله في ميزان الربح والخسارة إلى مربع العبء الأمني واجب الزوال.
الشباب الصومالي والقاعدة وداعش وغيرهم ، هذه حركات منفلتة خارج السيطرة، يمكن للحوثي وحتى ايران ان ينسق معها ويضخ لها السلاح ، ولكنها تبقى مستقلة في مساحة الحركة ورسم الأهداف وضربها.
الحوثي بالتواطؤ يستلم السلاح المهرب إيرانياً ، والحوثي نفسه يعيد تهريب السلاح نحو القرن الأفريقي ، وفي الحالتين فتش عن مصالح ايران.