اخبــار محليـةالرئيسيــة
السفير الوحيشي مأساة لواقع الطلاب الدارسين في روسيا
في كل بلدان الدنيا ومنها بلادنا تضع الحكومات في موازناتها السنوية مبالغ طائلة لأعضاء السلك الدبلوماسي الذي يمثل البلد لدى البلدان الأخرى وذلك لما يمثله من أهمية في تحقيق أهداف البلد وتنفيذ سياسته الخارجية لدى تلك البلدان .. وبلادنا التي هي بيت القصيد في هذا التناول المتواضع وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها إلا أن ثلاثة أرباع موازنة الحكومة تذهب إلى جيوب أعضاء السلك الدبلوماسي في الخارج بحسب اعترافات الحكومة والبنك المركزي في اكثر من مناسبة وهي أي بلادنا بغناء كامل عنهم بعدما أصبحوا يشكلون عبئا كبيرا على الموازنة واقتصاد البلد المنهك دون أي مردود ايجابي أو جدوى تذكر من تواجدهم في الخارج ، وهذا يظهر لنا أن وزارة الخارجية التي هي واجهة البلد لا تهتم في حل هذه المعضلة وتعمل على إعادة النظر في بناء وإصلاح السلك الدبلوماسي المتواجد في الخارج وتقليصه إلى الحد الأقصى له والتخلص من الأعباء التي يتقاضاها أعضاءها على حساب الموازنة العامة للبلاد والاستغناء عن الأشخاص الذين أساؤوا لهذا السلك وأصبحوا نموذجا للفساد والافساد وإعادة النظر في تعيين الكوادر الدبلوماسية وفقا للمؤهلات العلمية والانتماء الوطني الخالص للبلد وهذا الشعب المغلوب على أمره وليس للأحزاب والتنظيمات والأشخاص والمناطق . .
وكلنا نعلم علم اليقين ان أعضاء السلك الدبلوماسي قد تجاوز الحد القانوني للتمثيل الخارجي المقرر له من أعلى الهرم الدبلوماسي المتمثل بالسفراء إلى أصغر موظف بالسفارة ضف إلى ذلك الملحقين والمتعلقين والذين تم تعينهم بطريقة غير قانونية من قبل شخصيات نافذة بالرئاسة والحكومة بهدف اعتماد مخصصات مالية لهم بالعملة الصعبة وبدون أي مصوغ قانوني . . علما أن مهام السفارة كما ذكرنا آنفا تمثيل البلد وتحقق مصالحة مع البلد الذي فتحت فيه إلى جانب تقديم الرعاية الكاملة لأبناء بلادنا الوافدين إليه سواء كانوا طالبي علم أو مغتربين أو مرضى أو مقيمين دون استثناء لأحد منهم خاصة وإن أبناء بلادنا يذهب إلى الخارج معتمدا على الله ثم على سفارات بلادنا في مختلف تلك البلدان ، لكن حدث ولا حرج لا يوجد مواطن سافر إلى الخارج وعاد بانطباع جيد لممثلينا في السفارات بل العكس عاد وهو يشكو من سوء المعاملة التي واجهها من قبلهم بعدما جعلوا من أنفسهم سماسرة ونصابين وطالبي للرزق الحرام يتقاضوها من كل خدمة يقدموها لمواطني بلدهم ، ولا توجد سفارة لنا في الخارج إلا ورائحة الفساد والعنصرية والحزبية المقيتة تنفح من مبانيها ومساكن أعضائها وكأن وجودها هناك لا يمثل البلد ولا يخدم أبنائه بقد ما يخدم أشخاص أو أحزاب أو مناطق.
وحتى لا نذهب بعيدا عن مأساة السفارات والسفراء نعرج بعجالة إلى واقع مأساوي لسفارة بلادنا في موسكو عاصمة المحبة والسلام والوئام كنموذج سيئ للتمثيل الدبلوماسي لبلادنا لدى روسيا ودول ما كان يسمى برابطة الدول المستقلة ونخص بالذكر هنا السفير المدعو أحمد الوحيشي الذي لا يمت بصلة للسفارة ولا لأعضاء سلكها الدبلوماسي والذي جعل من السفارة واقع لمأساة لا تنتهي نظرا لانشغالاته المستمرة في إدارة مصالحة الشخصية وتحقيقا ً لرغابته وملذاته الدنيوية الزائلة إلى جانب استحواذه على كل شيء بالسفارة من أوراق رسمية وأختام وغيرها وتحويلها إلى مسكنه الخاص ليتسنى له تطويع كل شيء لصالحة الشخصي دون الإعارة لباقي أعضاء السلك الدبلوماسي أي اعتبار يذكر او مراعاة لتسيير عمل السفارة ومتابعة أوضاع الطلاب والتحسس لمعاناتهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم لمساعدتهم على التفرغ للدراسة والتحصيل العلمي النافع الذي ابتعثوا من أجله ، علما أن شكاوى الطلاب المبتعثين إلى روسيا لا تنتهي إلا بنهاية تواجد هذا السفير فيها نظرا لتراكمها وعدم تقديم الحلول الآنية لها من قبله خاصة وأنه لا يعلم ولا يريد أن يعلم شيئا عن واجباته كسفير وعن معاناة الطلاب المستمرة بسبب تجاهله لها سواء كانت تلك الأوضاع معيشية أو دراسية أو غير ذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الفائدة يا ترى من وجود مثل هذا السفير إذا كان غير معنيا بالاستجابة أو تلبية أبسط طلبات الطلاب المبتعثين للدراسة في روسيا ..
وخير دليل على لهو السفير وانشغاله كما ذكرنا آنفا في أعمال لا تتعلق بعمله الدبلوماسي عدم دراية السفير فرضا بوفاة أحد أبناء بلده في جمهورية أبخازيا أو درايته ربما وعدم الاهتمام بالأمر وكأن هذا الحدث المأساوي لا يخصه أيضا أعظم درجة من عدم درايته إلى جانب غياب دوره الأبوي الإنساني قبل كل شيء بوضع الطالب الصحي قبل وفاته وأيضا غياب دوره الاخلاقي في الاستجابة لأسرة الطالب المتوفي في سرعة نقل جثمان ابنهم المتوفي الى الداخل والتواصل معهم ومواساتهم في مصابهم الجلل كواجب انساني واخلاقي وديني وقيمي كان الواجب عليه التحلي به .. ومالم يقم السفير بواجبه تجاه أبنا وطنه المبتعثين للدراسة في مثل هذه الظروف المحزنة والألمية فالمأساة في بقائه في السفارة أكبر وأكبر .. والواقع يحكي لنا كم هو هذا الواقع مرير ومؤلم إذا كان أبناؤنا في الخارج يعانون بسبب وجود مثل هذه الكائنات اللاإنسانية على رأس هرم السلك الدبلوماسي في الخارج.