توفي مريض بـ”الربو” في عدن، أمس الأول، إثر نوبة حادة من ضيق التنفس أصيب بها، متأثرًا بارتفاع الرطوبة ودرجة الحرارة التي تعاني منها العاصمة منذ يومين، بالتزامن مع استمرار انقطاع خدمة الكهرباء معظم ساعات اليوم.
وبحسب سكان فإن درجات الحرارة في مدينة عدن تشهد ارتفاعًا هو الأعلى منذ سنوات، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في حين تجاوز مقياس الرطوبة معدل 85.
وقال السكان، إن شابًا في مديرية كريتر بالعاصمة عدن، يعاني من مرض الربو، توفي، الأحد، متأثرًا بموجة الحر الشديد المترافقة مع غياب خدمة الكهرباء لساعات طويلة.
وأضافوا أن الشاب “نجوان” الذي يسكن في حارة القاضي بمديرية صيرة، توفي إثر تعرضه لنوبة ضيق تنفس، بسبب موجة الحر، في حين يعاني عشرات المواطنين الآخرين لاسيما المرضى، من هذا الحر والانقطاع المستمر لخدمة الكهرباء.
وأكد السكان أنه يتم بشكل يومي نقل عشرات الحالات إلى مستشفيات عدن، خصوصًا من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة ومرضى الجهاز التنفسي، وذلك بسبب تدهور حالهم الصحية نتيجة ارتفاع الحرارة وانقطاع خدمة الكهرباء.
يشار إلى أن العاصمة عدن تشهد منذ يومين موجة حر شديدة وارتفاعًا كبيرًا في درجة الرطوبة، بالتزامن مع انهيار كبير لخدمة الكهرباء، حيث تعمل الخدمة لساعتين فقط مُقابل ست ساعات ينقطع فيها التيار، وهو ما ضاعف بشكل كبير من حجم المُعاناة الإنسانية لسكان المدينة.
وكانت احاديث متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض العاصمة عدن للاحتباس الحراري وربط ذلك بالارتفاع الكبير في درجات حرارة الجو.
وأبدى عدد من سكان العاصمة عدن مخاوفهم بعد مطالعتهم لمنشورات تتحدث عن اختراق أشعة الشمس للغلاف الجوي، خصوصًا بعد تزامنها مع تعرض الكثير من الناس للإرهاق الناتج عن ضربات الشمس، والصداع، والارتباك وفقدان الوعي، والنوبات الجسدية والتي طالت العديد من المواطنين خلال الفترة الراهنة.
بدوره اوضح مدير وحدة تغير المناخ في الهيئة العامة لحماية البيئة بوزارة المياه والبيئة الأخ عبدالواحد عمر عرمان أن الاحتباس الحراري ليست ظاهرة تحدث في يوم وليلة، بل هو موجود معنا دائمًا.
وقال عرمان “إن الاحتباس الحراري يمتد منذ عشرات بل ومئات السنين، بمعنى أنه لا يُـعقل أن نقول حدث اليوم احتباس حراري في عدن، لأن في الأساس الاحتباس الحراري حدثًا موجودًا، إلا أنه من عامٍ إلى عام ستزيد معه درجة الحرارة، وهذا يعني أن حرارة الجو في هذا الصيف أقوى من فصل الصيف السابق، والصيف القادم أكثر حرارة من الصيف الحالي، ومستوى درجة الحرارة من عامٍ إلى آخر سيكون في ازدياد مستمر وهكذا”.
وحول ماهية الاحتباس الحراري وما ينتج عنه أوضح مدير وحدة تغير المناخ بأنه عبارة عن ظاهرة تشير إلى تراكم طويل للغازات الدافئة في الغلاف الجوي ينعكس معها على حالة الطقس من خلال ارتفاع درجات الحرارة، وكذا معدلات هطول الأمطار، بالإضافة إلى عدد الأيام الجافة.
وتابع عبدالواحد عرمان حديثه إن حصل وارتفعت درجة الحرارة بشكل كبير ومفاجئ في يومٍ ما من أيام الصيف في أي مكان سواء في عدن أو غيرها من المدن، فلا نقول إن ظاهرة الاحتباس الحراري قد أتت، فهذا مفهوم خاطئ، وكلام غير علمي وليس له أساس من الصحة، ويجب أن يُـصحَّـح لدى العامة من الناس. بحسب “الايام”.
زر الذهاب إلى الأعلى