أكد اللواء أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، أن الوضع في الجنوب يحتاج إلى فعل ثوري يحقق الالتفاف حول المجلس لتحقيق أهداف الجنوب.
وقال في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، إن الشراكة مع الشرعية كانت أحد الأخطاء الكبرى التي ارتكبها الانتقالي ودفعته أن يتحمل جزء كبير من فاتورة الفساد والانتقاد والزج به في وحل نقص الخدمات وتدهور الاقتصاد وغير ذلك، ولذلك يجب أن يتخذ المجلس خطوات جادة تعيد له الزخم الشعبي في الذكرى الـ30 لإعلان فك الارتباط بين الشمال والجنوب.
إلى نص الحوار…
* بداية…في الذكرى الثلاثين للإعلان الجنوبي بفك الارتباط مع الشمال اليمني…ما هى التغيرات التي طرأت على المشهد طوال العقود الثلاثة الماضية؟
** الحادي والعشرين من مايو/أيار هو تاريخ فاصل بالنسبة لشعب الجنوب، لأنه في هذا اليوم من العام 1994 أعلن الجنوبيون فك الارتباط مع الجمهورية اليمنية، وجاء هذا الإعلان نتيجة لما قامت به حكومة الشمال من ممارسات بشعة ضد الشعب الجنوبي من الاضطهاد والعنصرية، الأمر الذي دفع الجنوب الذي حمل شعار الوحدة وطالب بها أن يتراجع عن تلك الوحدة في كل أدواته التاريخية.
الانفصاليين الجنوبيين في اليمن المدعومين من الإمارات العربية المتحدة خلال مسيرة في مدينة الميناء الجنوبي في عدن –
*كيف حدث ذلك رغم أن الوحدة كانت حلم للجميع شمال وجنوب؟
**المفاجأة أصابتنا في الجنوب بعد أن وجدنا تعامل الشمال مع الجنوب كأنه صيد ثمين، وأصبحت كل ثرواته وممتلكاته مباحة وتم تغييب قوات الجنوب المسلحة والكوادر الوظيفية وتم تطبيق الأوضاع والتعاليم المتخلفة التي كانت سائدة في الشمال، بالتالي تم اتخاذ قرار فك الارتباط والذي قوبل بالترحيب من جانب الجنوبيين بشكل كبير.
*ما التداعيات التي ترتبت على إعلانكم فك الارتباط؟
**بعد الإعلان عن فك الارتباط لم يجد الشمال أمامه سوى الحرب الظالمة التي شنها على الجنوب في العام 1994، وكل ما في الجنوب من كوادر وقوى سياسية وغيرها أصبحت مباحة للتصفية، وخلال تلك الفترة كانت كل القوى السياسية التي تشعر بالظلم مع فكرة فك الارتباط، بل تبنت هذا التوجه، لكن الظروف لم تكن تساعد على هذا التطلع.
*هذا ما حدث طوال أكثر من عقدين من الزمان…ما الذي تغير بعد تأسيس الانتقالي قبل 7 سنوات؟
**أخذ المجلس الانتقالي الشعلة الخاصة بفكرة فك الارتباط وعمل على استمراريتها وحصلت على تأييد جنوبي كبير في كل ربوع البلاد من أقصاها إلى أقصاها، بالتالي التف الجميع حول المجلس الانتقالي لكي يخوض النضال من أجل استعادة الدولة واستقلاليتها.
* لماذا ظهرت بعض الخلافات بين القوى السياسية والأحزاب الجنوبية رغم أن الهدف المعلن لدى الجميع هو استعادة الدولة؟
**هدف الجنوبيين واحد ويجمعهم مشروع المجلس الانتقالي، رغم أن هناك العديد من فصائل الحراك تحت زعامات مختلفة، ونأمل أن يظل هذا المشروع قائم إلى النهاية يتحمله هذا الجيل وإذا تطلب الأمر الجيل الذي يليه، والحقيقة أنه لا يمكن التراجع عن أدبيات ووثائق المجلس الانتقالي التي تمثل نقطة التقاء القوى السياسية المختلفة الزعامات.
*كيف سارت الأمور منذ إعلان فك الارتباط حتى تأسيس المجلس الانتقالي؟
**بعد حرب العام 1994 تشكلت مكونات حراكية مختلفة تحت شعارات متنوعة تلتقي جميعها عن هدف فك الارتباط، لكن معظمها تم إجهاضها في منتصف الطريق بفعل ممارسات النظام الذي كان سائد وقتها في الجمهورية اليمنية وأدواته التي لا ترغب في انفصال الجنوب وغالبا مكوناتها من الشمال وتمتلك المال والإدارة ونجحت في إفشال تلك القوى الجنوبية، ثم أتي بعد ذلك تأسيس المجلس الانتقالي بعد حوارات ونقاشات وتم وضع كل ما تم التوافق عليه في وثائق المجلس، والتف الجميع حول المجلس من مختلف المكونات كمشروع حامل لقضية الجنوب، وبالتالي استمر المجلس في عمل جلسات حوار حتى مع الفصائل التي لم تنضم، نظرا لأن المجلس ليس ملكا لشخص أو أحزاب بعينها، بل هى ملك للشعب الجنوبي بصفة عامة.
*لماذا قام المجلس خلال الفترة الماضية بعمليات تغيير وهيكلة في غالبية مفاصله؟
**الهيكلة كانت تهدف في المقام الأول إلى تجديد دماء وآلية عمل المجلس الانتقالي وإن كان البعض يرى فيها إخفاق أو اختراق أو غير ذلك، فلا يمكن أن يكون هدف الهيكلة في المجلس هو استيعاب عدد الأشخاص، بل إن الأمر يتعلق بتقييم الوضع السابق ومدى نجاحه في الجوانب السياسية والتمكين والجوانب الأمنية وتوسيع دائرة العمل بالمشاركة وليس الاحتواء أو إقامة مركزية شديدة عن طريق تلك الهيكلة.
*ما هي الانجازات الحقيقية للانتقالي بعد 7 سنوات من التأسيس؟
**المجلس الانتقالي يحمل قضية الجنوب إلى أن يصل بها إلى مرحلة تقرير المصير التي ستحكمها صناديق الاقتراع في تلك الفترة لاختيار الوضع السياسي والقيادات، لكن ما جرى ويجري من حولنا هو رغبة بأن تصبح القضية الجنوبية شماعة دائمة مثل القضية الفلسطينية وتستغرق عشرات السنيين، هذا الأمر يتم بفعل فاعل عن طريق قوى خارجية تنخر من الداخل وهو ما يجري الآن مع المجلس الانتقالي.
مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي يتم نخره من الخارج ومن الداخل، عن طريق إبراز عوامل الضعف التي ظهرت في الفترة السابقة، في نفس الوقت عدم إبراز القضايا الكبرى التي أنجزها المجلس الانتقالي طيلة السنوات السابقة، وأهم مكسب حققه الانتقالي هو امتلاكه لقوات عسكرية مكنته من الدفاع عن أراضي ومقدرات الجنوب، علاوة على أنه أصبح يمتلك قيادات في مماحكة القوى المناهضة داخل تركيبة سلطة الشرعية، ناهيك عن المسائل التي تتعلق بالتدخل الخارجي.
* أنتم شركاء في المجلس الرئاسي…كيف يستطيع الانتقالي فرض إرادته في الجنوب؟
** مصيبتنا أننا شركاء مع الشرعية في المجلس الرئاسي الذي يقوده العليمي، وأعتقد أن أكبر الأخطاء التي ارتكبناها هى الاسترسال في المشاركة والحصول على 4 حقائب في الحكومة ليس لها دور، بالتالي غرقنا في الفساد الذي غرقت فيه الشرعية في السابق، لكن الأهم أن كوادر المجلس الانتقالي التي ضحت بكل شىء من مناصب ووظائف وغيرها من أجل راية الجنوب، الجميع يرغب في استمرارية المجلس ودعمه بكل السبل.
* هناك نقص في الخدمات وانهيار للريال اليمني وتدهور في كل شىء…وتشير أصابع الاتهام إليكم لأنكم شركاء مع الشرعية…ما تعليقكم؟
**بالفعل نحن شركاء مع الشرعية ولا يمكننا الفرار من هذا الاتهام، ولو كنا في خندق المعارضة للسلطة والشرعية لظل موقفنا الشعبي والريادي والعسكري أقوى مما هو عليه الآن.
*ما هى الخطوات القادمة التي قد يتخذها الانتقالي بشأن الشراكة مع الشرعية اليمنية؟
**يطمح أعداء الجنوب أن يقدم المجلس الانتقالي على مقامرة غير محسوبة، بالتالي يتم الرجوع إلى اتفاق الرياض والمشاركة وإنهاء المجلس الانتقالي، لكننا نعاني ولابد من فعل ثوري يحقق التفاف الشعب حول المجلس الانتقالي وقيادته من أجل الاستمرار في نضاله لتحقيق أهداف الشعب الجنوبي، ونرى أن الحوثي (أنصار الله) فرضوا نظام الولاية في الشمال بالقوة والعالم يعترف بتلك القوة وإن لم تكن شرعية، لكننا في الجنوب تحت لافتة المحافظة على مكاسبنا من خلال التحالف ووقوفنا حتى الآن معه، هو أحد القضايا التي جعلتنا نتردد كثيرا، نحن تحت الوصاية، لكن هذا لا يعني أن نموت جوعا وعطشا وأن يهمل شعبنا ويرفع المتمرد (الحوثي)، وهذا اللقاء هو رسالة للجميع.
*أخيرا…ما هو موقفكم من السلام مع أنصار الله؟
**نحن مع تحقيق السلام والوئام لدى شعبي اليمن شمالا وجنوبا، لكني لست مع هضم حق الشعب الجنوبي على حساب السلام، وهذا الأمر واضح جدا، فقد حاربنا الحوثيين ووقفنا مع التحالف.
زر الذهاب إلى الأعلى