كشف مدير إدارة الترصد الوبائي في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالعاصمة عدن د. مجدي الداعري، عن تسجيل 80 حالة إصابة بمرض الكوليرا في عدن خلال يوم واحد فقط، مؤكدًا أن هذا أكبر عدد للمصابين بيوم واحد يتم تسجيله منذ بدء الجائحة من نوفمبر 2023م وحتى مايو 2024م.
وأكد الداعري أن وضع مرض الكوليرا غير مستقر في عدن، لافتًا إلى أن عدد الحالات المصابة بالمرض والمسجلة لمواطنين يسكنون في عدن منذ بداية العام إلى هذا اليوم بلغت قرابة (1300) حالة إضافة إلى (9) حالات وفاة قُيدت في هذه الفترة.
وأوضح الداعري أنه منذ نهاية شهر مارس وحتى اليوم تم تسجيل الكثير من الحالات والوفيات أيضًا، حيث شملت كل مديريات العاصمة عدن، ولكن أكثر الحالات تركيزًا كانت في مديرية دار سعد، تليها مديرية الشيخ عثمان، ثم مديرية البريقة، وبعدها بالمنصورة.
وكشف مدير الترصد الوبائي أن ثلث الحالات المسجلة أي قرابة (30 %) قرر الأطباء أن يتم تنويمهم في مركز العزل الصحي بمستشفى الصداقة بمديرية الشيخ عثمان وهو المركز العلاجي الوحيد لعلاج حالات الكوليرا بعدن والمحافظات المجاورة لها، مشيرًا إلى أن هناك عددًا أكبر من ذلك كان وضعهم حرجا ومصابين بجفاف حاد، وتم التعامل مع جميع تلك الحالات.
وبيَّـن د. مجدي الداعري أن أكثر الحالات القادمة من المحافظات المجاورة كانت من محافظة لحج والتي وصلت إلى قرابة (100) حالة، إضافة إلى مجيء حالة وفاة قادمة من محافظة أبين، وكذا عدد من المصابين كانوا قد أتوا من ذات المحافظة.
وأشار الداعري إلى أن الوضع الوبائي ما زال غير مستقر، وما زالت إدارته تراقب الأمر عن كثب، مضيفًا أن القطاع الصحي ما زال بحاجة كبيرة للقضاء على هذا الوباء منها أولًا فتح مراكز علاجية أخرى للتعامل مع المرض، لأن مستشفى الصداقة يتسع لخمسين سريرا وهذا العدد غير كافٍ، والمركز العلاجي في المستشفى هو عبارة عن خيام وهي لا تصلح بسبب الحر الشديد، ولذلك فالحاجة ملحة إلى مبانٍ رسمية لشمولها أنظمة تبريد يحتاجها المرضى أثناء تلقيهم علاجهم في مراكز العزل الصحية عند إنشائها، وكذا معيار النظافة مهم ولذا فإن الخيام تفتقر إليها.
ولفت المسؤول الصحي الأول عن مراقبة ورصد الأوبئة بأن وعود قد أُطلقت بافتتاح مركز عزل صحي في مديرية المعلا، وآخر في مديرية دارسعد ولكن إلى حد الآن لم يُفتتحا، غير أننا نتوقع أن يتحقق ذلك في الأيام المقبلة.
وقال د. مجدي الداعري “إن الكثير من المواطنين لا يلتزمون بالإرشادات التي تقيهم من داء الكوليرا منها النظافة الشخصية، والامتناع عن تناول الطعام من الباعة المتجولين في الشوارع والذين لا يُعرف عنهم مدى تقيدهم بالنظافة أثناء إعداد وطهي الطعام والشراب، كما أن الخضار ما زالت تأتي من المحافظات الشمالية وهي تسقى بمياه المجاري والصرف الصحي، وتم التأكد من أن تلك المحافظات ينتشر فيها وباء الكوليرا، وإن لم يقم المواطنون بغسل تلك الخضروات خاصة البقوليات منها فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى انتشار الكوليرا بشكل أكبر كما أن اضطرار بعض سكان العاصمة عدن من جلب المياه عبر الصهاريج المتنقلة والتي تتموَّن من آبار مجهولة المصدر والتي تنعدم فيها مواد التعقيم وأهمها “الكلور” ولا تُـعرف هل هي مياه نظيفة أم لا؟، فكل ما سبق ذكره من أسباب جعلت الإصابة بمرض الكوليرا تزداد في الأيام الماضية”.
واختتم مدير إدارة الترصد الوبائي في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالعاصمة عدن تصريحه بتأكيده على أن إدارته موجودة في الميدان، وفرق الترصد الوبائي تقوم بالنزول لمتابعة الحالات المؤكدة والتي يتم تسجيلها أولًا بأول، وتقوم الفرق بإجراء التقصي لها، وتقديم النصائح والإرشادات الصحية لذوي المصابين بالمرض بغية تجنب ازدياد أعداد المصابين به، بينما تقوم فرق التثقيف الصحي والصحة المدرسية ما زالت تقوم بعملها لتوعية الطلاب والطالبات والإدارات المدرسية من مخاطر هذا الداء حتى يتم احتواء الوباء، وإن شاء الله، يتم الانتصار على هذا الوباء في الأيام القادمة.
زر الذهاب إلى الأعلى