تواصلت الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العديد من الجامعات الأميركية، في وقت استمرت فيه الاعتقالات في صفوف المحتجين وبلغت 2200 طالب.
وأعلنت الشرطة الأميركية اعتقال عدد من المشاركين في الاعتصام الطلابي بجامعة نيويورك للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة. كما أعلن معهد شيكاغو للفنون اعتقال نحو 50 شخصا من الطلاب وغيرهم خلال مظاهرة شهدت مواجهات مع الشرطة.
واعتقلت الشرطة أيضا 25 على الأقل من الطلبة المحتجين دعما للفلسطينيين وأزالت مخيم اعتصام في جامعة فرجينيا وفقا لما ذكرته الجامعة في بيان.
وشهدت جامعة فرجينيا في شارلوتسفيل مجددا توترا رغم أن الاحتجاجات اتسمت بالسلمية. وشوهد ضباط شرطة يرتدون زي وعتاد مكافحة الشغب في مقطع مصور وهم يدخلون مخيما للمتظاهرين ويقيدون بعض المتظاهرين ويستخدمون ما بدا أنه رذاذ كيميائي.
ونددت مجموعة أطلقت على نفسها اسم “مخيم جامعة فرجينيا للاعتصام من أجل غزة” بقرار الجامعة استدعاء الشرطة في منشور على انستغرام.
وقد منعت قوات الأمن في كامبردج، بولاية ماساتشوستس، مناصرين لإسرائيل من دخول ساحة الاعتصام الطلابي المناهض للحرب في غزة في “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”.
وقد احتشد مناصرو إسرائيل أمام مدخل الساحة التي تمت إحاطتها بحواجز حديدية، بينما وقف الطلاب المحتجون داخل الساحة يرددون هتافات ترفض ما وصفوها بحرب الإبادة في غزة، وتطالب بوقف التعاون بين الجامعة والجيش الإسرائيلي.
مقاطعة وزير البحرية
وفي مدينة آن أربور بولاية ميشيغن، ردد خريجو الجامعة هتافات مناهضة للحرب في غزة في احتفال التخرج الذي حضره عشرات آلاف الطلبة والمدعوين.
ورفع الطلبة الذين ارتدوا كوفيات فلسطينية مع زي التخرج، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب على إحداها “لم تعد هناك أي جامعة في غزة”. وقد أجبرت هتافات الطلبة، وزير البحرية الأميركي كارلوس ديل تورو على التوقف عدة مرات خلال إلقاء كلمته في الحفل.
ورغم الاحتجاج استمر الحفل ورافقت شرطة الحرم الجامعي المتظاهرين نحو الجزء الخلفي من الملعب الذي أقيم فيه، لكن لم يتم إلقاء القبض على أي شخص، بحسب متحدثة باسم الجامعة.
ويحتشد طلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة أو يقيمون خياما في عشرات الجامعات للاحتجاج على الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة ولمطالبة الرئيس جو بايدن، الذي يدعم إسرائيل، ببذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء في غزة.
كما يطالب المحتجون جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مثل شركات توريد الأسلحة. وامتد الحراك الطلابي إلى جامعات أخرى في أوروبا وأستراليا وكندا ودول عربية وغيرها.
لا حماية للمتظاهرين
في سياق متصل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس السبت، أن متظاهرين مناهضين هاجموا طلابا في مخيم مؤيد للفلسطينيين لعدة ساعات بجامعة كاليفورنيا.
وخلص فحص أجرته الصحيفة لأكثر من 100 مقطع مصور من الاشتباكات التي وقعت في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا (غرب) إلى أن عنف “المتظاهرين المناهضين” ضد الطلاب بمخيم مؤيد للفلسطينيين استمر 5 ساعات تقريبا، معظمها مع تدخل ضئيل أو معدوم من الشرطة.
وأظهرت المقاطع المصورة متظاهرين مناهضين يهاجمون طلابا في مخيم مؤيد للفلسطينيين، بما في ذلك ضربهم بالعصي، واستخدام الرش الكيميائي، وإطلاق الألعاب النارية ضدهم كأسلحة. ولم يتم إجراء أي توقيفات فيما يتعلق بالهجمات ضد الطلاب.
الجمهوريون يتوعدون
في سياق ردود الأفعال على الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون لموقع “أكسيوس” إن الجمهوريين يستعدون لممارسة الضغط على الجامعات بخصوص المظاهرات الداعمة لفلسطين، وإنه يعتقد أن من واجبهم ممارسة الضغط واستخدام صلاحياتهم الأخرى في هذا الشأن.
وأضاف المسؤول الأميركي أن مصادرة تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين في المظاهرات يجب أن تكون على الطاولة، وستتولى لجان برلمانية هذا الموضوع.
كما دعا لبحث إلغاء الإعفاءات الضريبية للضغط على الجامعات بشأن المظاهرات.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت نحو 112 ألفا شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وهو ما استدعى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
المصدر : الجزيرة + وكالات
زر الذهاب إلى الأعلى