اخبــار محليـةالرئيسيــة

تفشي موجه غير مسبوقة من وباء الكوليرا في عدد من المحافظات

تزامنا مع عيد الفطر تعيش غالبية المحافظات اليمنية حالة طوارئ صحية بعد تفشي موجة جديدة من الكوليرا لتنغص عيدهم المحفوف بعدد من التحديات.

ومع تردي المنظومة الصحية، تبدو الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عاجزة عن التصدي للجائحة التي تكتسح بشكل يومي مناطق جغرافية جديدة، وتهدد حياة آلاف المواطنين يعانون في الأساس من الجفاف وسوء التغذية.

وتقول السلطات الصحية إنها سجلت أكثر من 140 حالة اشتباه جديدة بالإصابة بالكوليرا، ما يرفع عدد الحالات المؤكدة التي سجلها البرنامج الوطني للإنذار المبكر في وزارة الصحة بعدن إلى نحو 2900، حتى يوم الإثنين الماضي.

وتتفشى الجائحة في 12 محافظة يمنية خاضغة للحكومة المعترف بها، وتحتل مدينة تعز، التي يحاصرها الحوثيون منذ ثمان سنوات، صدارة المرض المنكوبة بالمرض، بعد رصد أكثر من 100 حالة مؤكدة، و584 حالة مشتبه بها، تليها محافظتي عدن ولحج.

تخشى الحكومة اليمنية من خروج الوضع عن السيطرة وخصوصا مع بدء موسم هطول الأمطار، والإثنين قال وزير الصحة العامة والسكان، قاسم بحيبح، إن تزايد حالات الكوليرا في عدد من محافظات البلاد تستدعي تدخلاً من قبل المنظمات الدولية، في ظل التحديات التي يواجهها النظام الصحي المتدهور.

ووفقا للوكالة الرسمية، أجرى الوزير اليمني مباحثات مع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط حنان بلخي، عبر تقنية الاتصال المرئي، وأكد أن بلاده ما تزال تعيش وضع طوارئ صحية، ويجب ألا تتراجع إلى الوضع المنسي عند المانحين والمنظمات الدولية، بل إنها تتطلب دعماً مستمراً لمواجهة الأزمات المستدامة التي تعيشها خاصة في المجالين الاقتصادي والصحي.

ووجّه الوزير اليمني دعوة للمدير الإقليمي في منظمة الصحة العالمية لزيارة اليمن من أجل الإطلاع على حقيقة الوضع الصحي والتحديات التي تواجهه.

خلافا للاستنجاد الحكومي بالصحة العالمية، ترأس وزير الصحة اليمني، الإثنين الماضي، اجتماعاً صحياً موسعاً، كرس لمناقشة الوضع الوبائي الراهن، وخارطة انتشارها، وجملة الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الوزارة لمجابهة فاشية الاسهالات المائية الحادة والكوليرا، بحضور كافة مدراء مكاتب الصحة في المحافظات الخاضعة للحكومة المعترف بها.

وحسب بيان صحفي، فقد كُرس الاجتماع لمناقشة الوضع الوبائي وعدد الحالات المشتبه بها والحالات المؤكدة، وتدخلات المحاور المختلفة المنضوية في اللجنة والتي شملت محاور الترصد، والمختبرات، ومكافحة العدوى والمياة والاصحاح البيئي، والمتابعة والتخطيط، واللقاحات والدعم اللوجستي وتواصل المخاطر والمشاركة المجتمعية.

وفيما أكد أهمية تعزيز الشراكة الفاعلة بين وزارة الصحة وشركائها في المنظمات الدولية المختلفة والانصهار معا في بوتقة واحدة لمجابهة تفشي الاسهالات المائية الحادة والكوليرا، شدد وزير الصحة اليمني على ضرورة “مشاركة الجميع في تحمل الأعباء” مركزياً ومحلياً ومع الشركاء في الجهات ذات العلاقة.

كما شدد بحيبح على ضرورة بلورة الأفكار والرؤى التي استعرضت في خطة عمل موحدة بالتنسيق مع شركاء العمل الصحي وصياغتها في تقرير وخطة عمل مركزية ومحلية تكون قابلة الاستجابة الفورية وتفعيل غرف الطوارئ على مستوى الوزارة والمحافظات.

ودعا الشركاء إلى زيادة وتيرة الاهتمام والتنسيق للاستجابة بفاعلية تجنباً لزيادة الحالات المهددة للنظام الصحي والعمل بشفافية، لا سيما في التعاطي مع المعلومات الخاصة بالوضع الوبائي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

ومن أبرز مخرجات التحركات الحكومية الدعوة إلى تعزيز عمل مراكز العزل ونقاط الارواء ورفدها بالإمكانات اللازمة لإنجاح عملها والتحضير لجولتي تحصين في المحافظات المحررة.

وفي تعز، المدينة المنكوبة بالمرض، أعلنت السلطات الصحية، تشكيل غرفة عمليات على مستوى المدينة ومكاتب المديريات لمكافحة الأوبئة، وتوجيه جميع مدراء فروع الصحة والمستشفيات لرفع الجهوزية لمواجهة انتشار المرض، وفقا لبيان رسمي.

وتضمنت خطة الطوارئ التي أعلنها مكتب الصحة في تعز خلال الساعات الماضية، التعامل مع كافة البلاغات بمجرد وصولها والرفع إلى غرفة العمليات بالمكتب، وتزويد المراكز وفقاً للإمكانيات المتاحة من المحاليل والأدوية لتلبية حاجتها بشكل عاجل، والنزول الفوري للمناطق التي ظهرت فيها مؤشرات لانتشار الكوليرا وأخذ عينات مخبرية من المرضى ومن المياه وإرسالها للمختبر المركزي، وتقديم المساعدة الطبية والعلاجية للمرضى بصورة فورية، والبدء بالتوعية المجتمعية والارشادات المتعلقة بالحد من انتشار المرض

كما تم تخصيص 5 مراكز طوارئ لمعالجة حالات الإسهامات المائية الحادة في مستشفيات المحافظة، بالإضافة إلى فتح قسم للعناية المركزة بالمستشفى الجمهوري بسعة 20 سريرا للحالات الحرجة”.

كما هو الحال مع كل جائحة صحية، تبدو السلطات الصحية عاجزة عن رصد أرقام مؤكدة لحالات الوفاء جراء الجائحة الجديدة للكوليرا والاسهالات المائية الحادة، نظرا لعدم فحص الكثير من الحالات التي تعرضت للوفاة.

وحسب مركز الانذار المبكر، فقد تم تسجيل 7 حالات وفاة مؤكدة منذ عودة تفشي الوباء، منتصف أكتوبر الماضي، 4 منها في العاصمة المؤقتة عدن، وحالتان في تعز، وحالة واحدة في حضرموت.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى