ذكر تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل في بداية فبراير/شباط الماضي، أن الشركة ستعلن عن تطورات كبيرة تخص الذكاء الاصطناعي قريبا خلال هذا العام.
تزامنت تصريحاته مع إطلاق الشركة لأكبر منتجاتها الجديدة منذ سنوات وهي نظارة الواقع المعزز “آبل فيجن برو”، المزودة فعلا ببعض ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل إنتاج شخصيات افتراضية للمستخدم عبر نماذج الذكاء الاصطناعي.
لكن الأقرب للواقع أن تلك التصريحات تؤكد ما ذكره مارك غورمان، صحفي بلومبيرغ المتخصص في تغطية شؤون آبل، الذي زعم أن نظام التشغيل القادم “آي أو إس 18″، الخاص بهواتف آيفون، سيكون “أحد أكبر تحديثات النظام في تاريخ الشركة”، وهو التحديث الجديد الذي ستعلن عنه آبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC) في يونيو/حزيران القادم.
هذا التصريح لم يكن من باب المبالغة، لأن المجتمع التقني ينتظر الإجابة عن سؤال مهم: متى ستبدأ آبل المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أصبح مزدحما الآن، خاصة أنها تأخرت ولم تكن ضمن اللاعبين الكبار في هذا المضمار مثل مايكروسوفت وغوغل وميتا؟
مدخل لعالم الذكاء الاصطناعي
كانت قد أعلنت آبل عن موعد مؤتمرها السنوي للمطورين منذ عدّة أيام، وحددت بدايته في العاشر من يونيو/حزيران القادم، وهو الموعد السنوي المعتاد للكشف عن تحديثات أنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الشركة، وأهمها بالطبع نظام تشغيل هواتف الآيفون “آي أو إس 18″، ونظام تشغيل الأجهزة اللوحية “آيباد أو إس 18”.
المختلف في تحديثات هذا العام أنها ستكون غالبا المدخل الرسمي للشركة لعالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد شهور من التوقعات والتسريبات والتقارير الصحفية. إستراتيجية الشركة المعتادة هي التأخر، أو التأني، في تبني أي تقنيات جديدة، إطلاق نظارة الواقع المختلط “فيجن برو” نفسه متأخر بنحو عقد من الزمن تقريبا منذ انتشار مثل هذه الأجهزة في الأسواق.
وهي الحال نفسها مع الميزات البرمجية التي تعلنها في أنظمة تشغيلها، فغالبا ما تعلن الشركة عن إضافة ميزات جديدة لأنظمة تشغيل هواتفها بعد سنوات من انتشار تلك الميزات في هواتف أندرويد المختلفة، لذا لا يبدو مستغربا دخولها المتأخر لمجال الذكاء الاصطناعي، وربما أكثر مدخل منطقي هو نظام تشغيلها الأشهر والأكثر انتشارا “آي أو إس”.
الملاحظ أن آبل لن تلجأ لنموذج ذكاء اصطناعي توليدي خاص بها، لكنها دخلت في محادثات مع غوغل وأوبن إيه آي للبحث في إمكانية استخدام نماذجهم “جيمناي” و”شات جي بي تي” على هواتف آيفون في نظام التشغيل الجديد “آي أو إس 18″، كما أشار تقرير حديث من بلومبيرغ.
لكن يبدو أن المفاوضات بين آبل وغوغل اقتربت من نهايتها حول هذا الاتفاق، لتضمين نموذج “جيمناي” داخل التحديث الجديد، لأن الصفقة قد تعتمد على التاريخ المميز والعلاقة الجيدة بين الشركتين في مجال البحث على الإنترنت، إذ إن غوغل تدفع لآبل مليارات الدولارات سنويا لتحتفظ الأخيرة بمحرك بحث غوغل كمحرك افتراضي في متصفحات سفاري على أجهزة آيفون وأجهزتها الأخرى.
مجموعة الميزات الجديدة التي تجهزها آبل، كجزء من الإصدار الجديد “آي أو إس 18” على أساس نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي، ستركز على الخصائص التي تعمل على أجهزة الشركة مباشرة ولا تحتاج إلى خدمات الحوسبة السحابية، لذا تسعى الشركة لإيجاد شريك يتولى القيام بالمهام الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي مثل إنشاء الصور وكتابة النصوص بناء على أوامر بسيطة من المستخدم.
فما الذي نتوقع أن نراه تحديدا، من ميزات جديدة بالذكاء الاصطناعي، في نظام “آي أو إس 18″؟
زر الذهاب إلى الأعلى