الرئيسيــةتقـــارير

حوار رمضاني ونصائح طبية مع د. معاذ البحم

منارة عدن /4مايو/ حاوره: مريم بارحمة
رمضان شهر له طابع ورمزية خاصة تختلف عن باقي أشهر السنة، فهو شهر الصيام والقيام والأعمال الصالحة، وفيه تؤدب النفس بالصبر على الجوع والعطش والإحساس بالمحتاجين، ولكن لا يخلو أيضًا هذا الشهر من حصول بعض المشاكل الصحية لبعض الصائمين خاصة الذين يعانون من مشاكل صحية، اذا لم يكن هناك توازن في تناول الطعام.
 وفي هذا الصدد نستضيف الدكتور معاذ عبدالحميد البحم، طب عام وجراحة جامعة عدن، بهذا الحوار الطبي، ليطلعنا أكثر على معلومات قيمة وأهم العادات الصحية التي يجب على الصائم اتباعها من أجل صيام صحي:
_رمضان شهر الصيام والقيام كيف يمكن أن يعالج الصيام بعض الأمراض؟
– للصيام فوائد صحية كثيرة، فهو طريقة لتطهير الجسم من أي عناصر سامة أو مضرة، ما يريح الجهاز الهضمي .
وأيضًا أثبتت الدراسات العلمية، من أن الصوم يفيد في علاج ارتفاع ضغط الدم بإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام والرياضة البدنية من صلاة تراويح وغيرها .
وكذلك تأثيره على خفض مستويات سكر الدم بالنسبة لمرضى السكر المسيطر عليه
وأيضًا للصوم قدرة على خفض عملية الالتهاب بالجسم خصوصا امراض الالتهابات المزمنة.
_ما أكثر المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الصائم في رمضان؟
-أبرز الوعكات الصحية في رمضان تُصيب “الجهاز المعوي”، وتتضمن الاضطراب في المعدة وعسر الهضم والحرقة والتقيؤ أحياناً. وقد يعاني بعض الأشخاص من الدوار بعد تناول وجبة إفطار ثقيلة. وكذلك إسهال وقلة حركة الأمعاء، وبعض الآم الرأس، وكل هذه المشاكل يمكن تجنبها.
_ما أفضل الوجبات الصحية التي يجب ان تكون حاضرة في موائد الافطار الرمضاني؟ وهل الفطور على السنبوسة والباجية والأطباق المقلية بالزيت غير صحي؟
-يجب أن تكون وجبة الإفطار متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج لها الجسم بعد ساعات طويلة من الصيام، فأفضل وجبة إفطار هي الوجبة المتوازنة الغنية بالعناصر الغذائية المناسبة، ويمكننا مثلاً ذكر منها:
التمر، مصدر غني بالألياف والسعرات الحرارية، يُساعد على إعادة طاقة الجسم بعد ساعات الصيام.
شوربة خضار، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن، تُساعد على ترطيب الجسم.
مصدر للبروتين، مثل الدجاج المشوي أو السمك أو البيض، ومصدر للكربوهيدرات، مثل الأرز أو المعكرونة الكاملة، مع الخضروات.
طبق سلطة وفاكهة طازجة مصدر غني بالفيتامينات والمعادن والألياف. الماء أو مشروبات غير محلاة لترطيب الجسم.
بالنسبة للمقليات تذكر دائمًا ان تناول هذه الأصناف المقلية على معدة فارغة يمكن أن يجعل الصائم يشعر بالانتفاخ طوال اليوم، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الزيوت والدهون، والتي يمكن أن تكون ثقيلة على المعدة والتي تحتاجها لهضم كمية طعام كثيرة خلال فترة قصيرة، أضف إلى ذلك كمية السعرات الحرارية العالية الموجودة بالسمبوسة تؤدي إلى زيادة الوزن.
_كيف يمكن أن نقي أنفسنا من الجفاف خلال نهار رمضان؟
-ينبغي شرب الماء بشكل صحيح وكافي خلال ساعات الافطار وكذلك تناول الحساء يوميًا أثناء الإفطار؛ لأنه مصدر غني بالمياه والمعادن والفيتامينات، بالإضافة إلى تناول الخضراوات والفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء مثل: البطيخ والشمام،
وإليكم بعض النصائح لشرب الماء بشكل صحيح في رمضان:
-لا تنتظر حتى تشعر بالعطش لشرب الماء بعد الإفطار، فالعطش هو علامة على الجفاف.
-اشرب الماء على مدار فترة الإفطار ببطء وبوتيرة منتظمة.
-استيقظ قبل الفجر بساعة أو ساعتين لشرب كمية كافية من الماء.
تجنب شرب الماء بكثرة أثناء تناول الطعام لما له من تأثير سلبي في عملية الهضم لأنه يقوم بتخفيف تركيز العصارات والانزيمات الهاضمة.
-تجنب زيادة المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي.
_ما الحالات الصحية التي تستوجب الافطار في رمضان؟ وما نصيحتك لمرضى الضغط والسكر ومرضى السرطان والكبد؟
-الدين يسر وليس عسر لذلك تم السماح بالإفطار لمن يصابون بعدد من الأمراض،
ولكن بشكل عام النصيحة الاولى والاهم هي زيارة الطبيب قبل رمضان وأحيانا اثناء الصيام؛ وذلك لتحديد معدل الخطورة لكل مرض حسب مقاييس محددة سلفا (منها مقياس الجمعية الطبية الاسلامية البريطانية)
بحيث تحدد قابلية المريض للصيام من عدمه.
 بالنسبة لصيام مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ينصح المرضى المصابون بداء السكري من النوع 1 بعدم الصيام، بينما قد يستطيع المرضى المصابون بداء السكري من النوع 2، أو فرط ضغط الدم الصيام، وذلك ما دامت حالتهم الصحية تحت السيطرة، إما عن طريق النظام الغذائي والدواء.
هنالك مخاطر للصيام غير الآمن تحديدا لمرضى السكري، حيث قد يسبب الصيام لمرضى السكر ثلاثة مخاطر رئيسية، وهم ارتفاع وهبوط مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى حدوث الجفاف والذي قد يؤثر على وظائف الكلى والأوعية الدموية، وقد يحدث ارتفاع السكر بسبب العادات الغذائية الخاطئة التي تحدث في رمضان خاصة مع انخفاض شرب الماء خلال ساعات الإفطار.
كما أن مرضى السكر ينقسموا إلى 3 مجموعات حسب درجة الخطورة، المجموعة الأولى، لا يجب عليها إطلاقا صيام رمضان لما فيه من خطورة شديدة، وتشمل هذه المجموعة، أي مريض سبق له الإصابة بالانخفاض الشديد للسكر في الشهور الثلاثة التي تسبق شهر رمضان، أو أي مريض أصيب بارتفاع الأحماض الكيتونية في الدم في الشهور الثلاثة السابقة لشهر رمضان، أو أي مريض أصيب بالارتفاع الحاد جدا للسكر في الدم مع زيادة المعدل الإسموزي في الدم.
المجموعة الثانية لمرضى السكر هي ليست على نفس درجة الخطورة الشديدة، ولكن يجب عليها أيضًا عدم صيام رمضان، وتشمل هذه المجموعة مرضى السكر من النوع الثاني والغير منتظمين، ويعرف ذلك بزيادة معدل السكر التراكمي، مرضى السكري من النوع الأول المنتظمين مريضات سكر الحمل ويتعالجن بالحمية أو الادوية، مرضى السكر المصابين بأمراض الشرايين المستقرة، او المصابين بأمراض الكلى من المرحلة الثالثة فما فوق والمرضى المصابين بعلل أخرى بالإضافة لمرض السكر.
وبالنسبة للمجموعة الثالثة من مرضى السكر، يمكنها الصوم بعد مناقشة الطبيب المعالج للتأكد من القدرة على الصوم، وتشمل هذه المجموعة من مرضى السكر من النوع الثاني المنتظمين وتكون فيه نسبة السكر التراكمي أقل من (7%) والمعالجين بالحمية أو بالأدوية .
-نصائح لمرضى القلب
 هم أيضًا يجب أن توجه لهم المحاذير ونصائح في رمضان ، ومنها تجنب الجفاف لأنه شائع أثناء الصيام، ويمكن أن يتعرض الذين يعانون من أمراض القلب وقصور الأوعية الدموية لانخفاض ضغط الدم المرتبط بالصيام.
ينبغي على المريض المتابعة مع الطبيب قبل رمضان وفي أثناء الصيام، حيث إنه يجب استشارة الطبيب للتأكد من القدرة على الصيام، أو تعديل جرعات الأدوية لتناسب ساعات الصيام، ويجب ضبط الجرعات بشكل دقيق خاصة الأدوية المانعة للتجلط، ومثبطات الصفائح الدموية.
اثناء زيارة الطبيب يجب على المريض التحدث إلى الطبيب اذا كان يعاني من اعراض خطيرة مرتبطة بالقلب وكذلك اذا وجد امراض اخرى تعتبر خطيرة وتشمل مثلا قصور القلب، والمرضى الذين خضعوا مؤخرا لعملية قلب مفتوح أو أصيبوا بنوبة قلبية، وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
-بالنسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع
يجب مراجعة الطبيب قبل شهر رمضان لتحديد قدرة المريض على الصيام وإجراء تعديلات في جرعات ومواعيد الدواء لتلائم السحور والإفطار، أو الاعتماد على أدوية الضغط ذات المفعول الطويل المدى، حيث تستخدم مرة واحدة أو مرتين كحد أعلى خلال اليوم، والتي يمكن تناولها مساءً ولا تتعارض مع الصيام .
كما أنه عند تقرير الصوم من عدمه يصنف مرضى الكلى إلى ثلاثة أقسام، بحسب درجة المرض ولكن بشكل عام القصور الكلوي الحاد ممنوعين من الصيام إلى أن تتحسن حالة الكلى وتعود إلى وضعها الطبيعي، مرضى الكلى المزمن ينصح المصابين بمرض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام، لان الصيام قد يؤدي إلى تلف الكلى بشكل كبير.
-مرضى الكبد
المشاكل التي تصيب الكبد متعددة وبدورها تتحكم في قدرة المريض على صيام شهر رمضان
لكن المصابين بمرض تليف الكبد، مع التليف يكون المخزون لدى المريض من الجلايكوجين أقل من الطبيعي، فهنا يجهد الكبد، وبعد مرور 8 ساعات يدخل المريض في حالة من التعب والإعياء، لذا يفضل عدم صيام مريض تليف الكبد، خاصة إذا كان التليف غير متكافئ أي ظهرت معه مضاعفات، كالاستسقاء.
-كذلك هو الحال لمرضى السرطان
فهو يعتمد على مرحلة المرض وكذلك نوعية العلاج المستخدم كيميائي او اشعاعي وإذا كان يستخدم الكيميائي عن طريق الوريد او الفم واوقات استخدامه.
_بعض الناس تستخدم الصيام علاج ريجمي للتخفيف من الوزن.. كيف يمكن ان يتحقق ذلك؟
-نعم الصيام المتقطع أصبح أحد أشهر الطرق المستخدمة لإنقاص الوزن وتحسين النتائج الايضية للجسم.
أيضًا له فوائد إنقاص مستويات سكر الدم وتخفيف عملية الالتهاب. ويمكن استخدامه بطريقتين الأولى صيام يومين بالأسبوع (5:2) والثانية طريقة صيام اليوم البديل المعدل (MADF) .
من جانبنا يمكننا استغلال صيام شهر رمضان في إنقاص الوزن باتباع نصائح متعددة منها :
ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30-60 دقيقة قبل ساعة من الإفطار أو بعد 2-3 ساعات من الإفطار.
التقليل من تناول الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض وحبوب الإفطار والأطعمة الجاهزة واستبدالها بمنتجات الحبوب الكاملة مثل والشوفان والشعير والخبز الاحمر.
تجنب الصودا والعصائر ومشروبات الطاقة الغنية بالسكر والسعرات الحرارية.
شرب كمية كافية من المياه يساعدك على الشعور بالشبع وزيادة الأيض بشكل مؤقت.
تناول الطعام ببطء يمكن أن يقلل من كمية الطعام ويحسن من الشعور بالامتلاء لتعزيز فقدان الوزن.
تناول الألياف بكثرة، وتناول أطعمة غنية بالبروتينات مثل البيض والدجاج والبقوليات، وتناول الخضروات والفواكه. وكذلك الحصول على كمية كافية من النوم.
_كيف يمكن ان يصوم الأطفال دون تعرضهم لأي أعراض قد توثر على صحتهم؟
-إن على الآباء التعامل مع مسألة صيام الطفل بشيء من الانضباط والتنظيم والمراقبة.
ويفضل في البداية التدرج بالصيام؛ ليعتادوا على أداء فريضة الصيام، ويمكن البدء بتشجيع الأطفال على الصيام أول مرة في سن الثامنة أو التاسعة شرط أن تتحمل بنيتهم ذلك.
ومن جملة النصائح الحرص على أن يتعود الطفل على تناول وجبة السحور قبيل الفجر، ويجب منع الطفل من الصيام إذا لم يتناول وجبة سحور، فهي مهمة حتى لا يتعرض للإجهاد وتتأثر صحته بسبب الجفاف، والنقص الحاد في مستوى السكر في الدم.
ولا بد من الانتباه إلى حالة الطفل خلال يوم الصيام، مثلا : إذا ظهرت عليه علامات مثل ارتجاف الأطراف، أو عدم وعيه بما حوله، يجب الإسراع بإفطاره قبل أن يتعرض لمخاطر صحية مثل هبوط شديد في مستوى السكر في الدم.
يجب أيضًا ضبط نشاط الطفل خلال الصيام، ومنعه من ممارسة الأنشطة التي تتطلب جهدًا كبيرًا مثل الجري، ولعب كرة القدم، واللعب تحت أشعة الشمس، أو المشي والتجوال لفترة طويلة، ويمكن للأسرة أن ترشد طفلها إلى ممارسة أنشطة هادئة تعتمد على المجهود العقلي وليس البدني.
وكذلك يجب أن تكون وجبة الإفطار متوازنة، وتحتوي على جميع العناصر الغذائية من النشويات والبروتينات والدهون النباتية والفواكه والخضراوات والحليب ومشتقاته، ليحصل الطفل على كافة احتياجاته الغذائية، ولا بد من منعه من الإسراف في تناول حلويات رمضان والعصائر المعلبة؛ لأن ذلك من شأنه أن يقلل شهيته لتناول الوجبات الصحية الضرورية له.
وفي ختام هذا الحوار نتوجه بجزيل الشكر الجزيل للدكتور معاذ عبدالحميد البحم، على هذه المعلومات القيمة والمفيدة للصائمين، متمنين لكل الصائمين الصحة والعافية وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

 

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى