توجهت مخابز مدينة عدن بمناشدة عاجلة إلى قيادة المجلس الرئاسي، ودولة رئيس الوزراء، ومحافظ العاصمة عدن، للتدخل وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه القطاع، من خلال إعادة دعم الديزل بأسعار مخفضة وتخفيض تعرفة الكهرباء الخيالية التي أدت إلى ارتفاع أسعار المخبوزات وزيادة الأعباء على المواطنين.
تعد المخابز من أهم المرافق الحيوية، تلبي حاجة السكان الأساسية إلى الخبز والمنتجات المخبوزة. ومع زيادة تكاليف الإنتاج والخدمات، أصبحت المخابز تعاني من صعوبات مالية جمة اضطرتها إلى رفع أسعارها في وجه المواطن، ما يُعرض قدرة السكان على تأمين احتياجاتهم الأساسية للخطر.
ويقدر سعر القرص الروتي في العاصمة عدن بـ50 ريالاً وفي مخابز أخرى 75 ريالاً؛ بسبب ارتفاع أسعار الدقيق الذي تخطى 30 ألف ريال، وتعرفة الكهرباء الجنونية واحتياجات الديزل اليومية لتشغيل الأفران.
وناشد فهد سالم محمد، صاحب مخبز “أحلا سويت”، عبر “نيوزيمن”، الجهات الحكومية بضرورة استعادة دعم الديزل المخصص للمخابز كما كان في الفترة قبل العام 2011.
وأوضح أنه في تلك الفترة كانت المخابز في عدن تحصل على الديزل المدعوم مباشرة من شركة النفط بأسعار مخفضة، حيث تم تحديد الكمية المستهلكة لكل مخبز شهريًا وفقًا لإنتاجيته. وبالتالي، كانت أسعار الروتي والمخبوزات في متناول الجميع، خاصة أصحاب الدخل المحدود.
وأشار إلى أنه بعد 2011 توقف الدعم تمامًا، مما أدى إلى زيادة أسعار الروتي والمخبوزات ونقص واضح في حجمها. وأوضح أن هذا الوضع لا يلبي حاجة شخص واحد، فكيف بأسرة تتكون من عدة أفراد.
وأكد أن مخبزه يحتاج إلى الديزل لتشغيل الأفران، خاصة خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي المتكررة، بتكلفة تصل إلى حوالي 300 ألف ريال يوميًا.
انتقد فهد تعرفة الكهرباء المرتفعة التي تصل إلى مليون ريال شهريًا، حتى للمحلات الحيوية مثل المخابز التي تقدم خدمات غذائية أساسية للمواطنين. وأوضح أن المخابز لا تتأثر بشكل كبير بهذه المشكلات المتعلقة بارتفاع أسعار الديزل والكهرباء والمواد الأولية، ولكن يتم تحميل المواطنين تكاليف زيادة أسعار المخبوزات.
وقال، إن المخابز تقدم خدمات ضرورية لا يمكن للمواطنين الاستغناء عنها، إذ لا تعتبر هذه الخدمات ترفًا، سواءً كان ذلك فيما يتعلق بالروتي أو المخبوزات الخاصة لكبار السن مثل الروتي الصامولي “الرطب”، أو المخبوزات الخاصة بمرضى السكري وأصحاب الحميات.
المخابز أكدت في مناشدتها أن أسعار الديزل المرتفعة تعد أحد أهم العوامل التي تؤثر سلبًا على تكاليف الإنتاج، حيث يتم استخدام الديزل في تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل على تشغيل معدات المخابز. وبالنظر إلى ارتفاع أسعار الديزل في السوق، فإن تكاليف تشغيل المخابز تصبح باهظة، ما يعرض استمرارية العمل ويهدد وظائف العاملين في هذا القطاع المهم في حال عدم رفع أسعار المنتجات التي تُرهق المواطن.
وفي ضوء هذه المشكلات، تناشد المخابز الجهات المعنية بتقديم الدعم اللازم للقطاع، من خلال إعادة دعم الديزل بأسعار مخفضة وتخفيض تعرفة الكهرباء، بغية تخفيف الأعباء المالية على المخابز والحفاظ على قدرة الشراء للمواطنين. كما كما تهيب المخابز بالجهات المعنية النظر في هذه المشكلات بجدية واتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من تكاليف الإنتاج والحفاظ على استدامة هذا القطاع الحيوي في المدينة.
وهو ما يوجب على الحكومة والسلطات المحلية أن تأخذ هذه المناشدة بعين الاعتبار وتعمل على توفير الدعم اللازم للمخابز. وأن تتعاون الجهات المختصة لتحديد سعر الديزل المناسب الذي يتيح استمرارية عمل المخابز وتوفير الخبز بأسعار معقولة للمواطنين. كما ينبغي أن تقوم الحكومة بدراسة تخفيض تعرفة الكهرباء للمخابز، وتخفيض الأعباء الضريبية عنها وتسهيل عملية تشغيلها.
يعد دعم القطاعات الحيوية مثل المخابز أمرًا ضروريًا للحفاظ على استقرار الأسعار وتوفير السلع الأساسية للمواطنين. وهذا يستلزم أن تكون الحكومة على دراية تامة بتحديات المخابز وتعمل بشكل فعال على توفير الدعم اللازم لها من أجل الحفاظ على استمرارية عملها وتأمين احتياجات السكان.
زر الذهاب إلى الأعلى