اخبــار محليـةالرئيسيــة

استهداف مليشيات الحوثي الإرهابية للسفن التجارية يهدد بأزمة غذائية كارثية في الجنوب

حذر المجلس الانتقالي الجنوبي والعديد من المحللين الاقتصاديين من عواقب إنسانية وخيمة تنتظر السكان في الجنوب جراء استهداف مليشيات الحوثي للسفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وتهديده المتواصل للملاحة الدولية الأمر الذي أجبر الكثير من شركات الشحن على تجنب مرور البحر الأحمر وباب المندب وأعاق استمرار تدفق الغذاء إلى موانئ الجنوب، مما ينذر بتفاقم المأساة الإنسانية وحدوث مجاعة كارثية سواء في الجنوب أو اليمن الذي يعد أحد البلدان الثمانية الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي.
*الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر*
الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية سبق وأن حذرت من تأثر الأمن الغذائي في الجنوب واليمن بشكل عام بالهجمات الحوثية على السفن التجارية مما يفاقم الكارثة الإنسانية.
وبحسب آخر الإحصاءات الأممية يعاني نحو 18 مليون مواطن في اليمن والجنوب من الجوع وانعدام الأمن الغذائي.
*منظمة فاو تحذر من نقص الغذاء بسبب استمرار المليشيات الحوثية في تهديد الملاحة*
نبهت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إلى مخاطر التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وقالت إنه قد يؤدي إلى نقص الغذاء في الأسواق اليمنية، وتعطل أو إغلاق الموانئ، واضطراب الإمدادات، وارتفاع الأسعار، وحرمان الصيادين من العمل.
وتوقعت “فاو” أن يؤدي كل هذا إلى ارتفاع الاسعار في الأسواق المحلية، في بلد يستورد كل احتياجاته من الخارج، ونبّهت إلى أنّ هذا بدوره أدى إلى زيادة حالة انعدام الأمن الغذائي الهش أساسًا. كما توقعت أن يؤدي ارتفاع تكاليف الشحن وتراجع الواردات إلى ارتفاع أسعار الوقود في مناطق سيطرة الحكومة، محذرةً من أنّ هذا الارتفاع سيؤدي إلى احتكار وبيع هذه المادة في السوق السواء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين.
المنظمة المعنية بالأغذية والزراعة ذكرت أنّ القلق سيظل مستمرًا بشأن ارتفاع أسعار النفط عالمياً وانخفاض تدفق واردت الغذاء إلى اليمن، ما سيؤثر على توفر الوقود والسلع الغذائية.
ونبّهت إلى أنه على الرغم من توافر المواد الغذائية والوقود المستورد في الأسواق المحلية، وانخفاض أسعار المواد الغذائية العالمية، فإنّ أسعار المواد الغذائية المحلية لا تزال أعلى من متوسط ثلاث سنوات، وهو الأمر الذي لا يزال يؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين ويحد من إمكانية حصول الأُسر الفقيرة على الغذاء.
*مؤشرات مخيفة*
وفي ظل هذه المؤشرات المخيفة، كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة انخفاض واردات القمح خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي بنسبة 37‎%‎ إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترَف بها دوليًا.
وأكدت أنّ رسوم الشحن ارتفعت بنسبة 170‎%‎ على البضائع المتجهة إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
واكدت المنظمة أن هذه الزيادة، بسبب ارتفاع تكاليف النقل، وتردد الكثير من شركات الشحن عن الشحن إلى الموانئ اليمنية بسبب تخوف هذه الشركات من استهداف المليشيات الحوثية للسفن.
*ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة200 في المئة*
أكد تجار جنوبيون ووكلاء استيراد ارتفاع أسعار الشحن إلى موانئ الجنوب بسبب تلك الهجمات والتهديدات.
حيث ارتفعت أسعار الشحن من 3200 دولار إلى 6200 دولار للحاوية الواحدة مما يؤدي إلى ارتفاع جنوني للأسعار.
*انعكاسات الهجمات الحوثية على الأمن الغذائي للشعب الجنوبي*
دفعت هذه التطورات إلى ارتفاع كلفة التأمين البحري على السفن العابرة في مضيق باب المندب باعتبارها منطقة عالية الأخطار، مما دفع شركات الملاحة إلى رفع أسعار الشحن لتعويض خسائرها، وهي خطوة تنذر بارتفاع ثمن السلع الغذائية والأدوية والمواد الاستهلاكية في الجنوب الذي تتسع فيه رقعة الجوع يوماً بعد يوم بسبب الفقر والحرب واستمرار الحوثيين في هجماتهم على المدن الجنوبية، واستهداف موانئ تصدير النفط والغاز في الجنوب ما يعني حدوث مجاعة كارثية وعجز الملايين من الجنوبيين عن توفير الغذاء والدواء لأسرهم، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد عادة زيادة في استهلاك المواد الغذائية.
*الرئيس الزُبيدي: يؤكد أن حماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب مسؤولية دولية*
الرئيس عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كان قد تحدث أثناء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في سويسرا عن مخاطر التصعيد الحوثي ضد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكداً أن الهجمات الحوثية ضاعفت وستضاعف معاناة المواطنين المعيشية وستزيد من مصاعب البلاد الاقتصادية، خصوصاً أن بلادنا تعتمد بشكل شبه كلي على الواردات التي تصلها عبر البحار بواسطة وسائل نقل مستأجرة من شركات الشحن الدولية.
وأكد الرئيس الزبيدي أن مواجهة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب يمثل مسؤولية دولية، كون هذا الممر المائي يهم كل دول العالم، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من واردات العالم من الغذاء والدواء والوقود.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى