حذّر الرئيس الروسي فلادمير بوتين، من احتمالية اندلاع حرب نووية حال تدخلت الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي «الناتو» عسكرياً في صراعه في أوكرانيا، مشدداً على أن بلاده تملك أسلحة قادرة على إصابة أراضي الدول الغربية، محذراً الأخيرة من أن تهديداتها لموسكو تثير «خطراً فعلياً»، في شأن نزاع نووي.
وقدم بوتين وعوداً أمام البرلمان الروسي، بالقيام بإصلاحات اجتماعية واسعة النطاق، وذلك قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقال بوتين في خطابه السنوي «حالة الأمة»، أمام مجلسي البرلمان الروسي، لـ 1000 ممثل من قطاعات السياسة، والتجارة، والثقافة، والدين، ألقاه في «غوستيني دفور»، بالقرب من الساحة الحمراء في موسكو، إنه يتعين على الغرب تذكر أن روسيا لديها أسلحة من شأنها ضرب أهداف في أرضه.
وشدد على أن أي تصعيد واستخدام للأسلحة النووية، يمكن أن يؤدي «لانقراض الحضارة». وأكد بحزم.. هذا ليس «فيلماً كرتونياً».
وأوضح بوتين أن تداعيات مثل هذه الخطوة، يمكن أن تكون مأساوية، في حين وصف في نفس الوقت المزاعم التي تفيد بأن روسيا تريد مهاجمة الغرب، بأنها «هراء».
وحذّر بوتين من أن الدول الغربية تثير «خطراً فعلياً» لنزاع نووي، في حال تصعيد الصراع في أوكرانيا، مؤكداً أن الجيش الروسي الذي يحقق مكاسب ميدانية في أوكرانيا، عزز قدراته القتالية، وهو يتقدم «بثقة» عبر جبهات مختلفة، مشدداً على أن «القوات المسلحة لن تتراجع، ولن تفشل، ولن تخون».
وعاد بوتين إلى التصريحات الأخيرة، المثيرة للجدل، لنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول إمكان إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، فقال: «تحدثوا عن إمكان إرسال وحدات عسكرية غربية إلى أوكرانيا.. لكن تبعات هذه التدخلات ستكون مأسوية».
وتابع: «عليهم أن يدركوا في نهاية المطاف، أن لدينا أسلحة قادرة على إصابة أهداف على أراضيهم. كل ما يبتكره الغرب، يخلق خطراً فعلياً لنزاع باستخدام الأسلحة النووية، وبالتالي، القضاء على الحضارة».
وهاجم بوتين الإدارة الأمريكية قائلاً، إنها «ترغب في إظهار أنها تدير العالم كما كانت في السابق»، و«ممارسة الديماغوجية» قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر المقبل.
وأضاف أن روسيا سوف تعزز من أسطولها الغربي، بسبب الخطر المحتمل الناجم عن توسع «الناتو»، رغم أنه عرض إجراء حوار مع الولايات المتحدة بشأن الأمن الاستراتيجي العالمي، لكنه أكد رفض أي محاولات لإجبار موسكو على الدخول في مثل هذه المحادثات.
وأكد بوتين أن روسيا لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية. وجدد اتهامه للغرب بمحاولة تدمير بلاده من الداخل، منوّهاً بأن معظم المواطنين أيدوا قراره قبل عامين، بإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، خلال ما عرفته موسكو بـ «عملية عسكرية خاصة». كما عبّر عن اعتقاده بأنه من المهم لروسيا تعزيز علاقاتها مع البلدان العربية ودول أمريكا اللاتينية.
وتباهى بوتين بقوة بلاده عسكرياً، فقال إن روسيا استخدمت أنظمة أسلحة متقدمة، منها صواريخ «زيركون» الفرط صوتية، وإنها تتمتع بالتفوق العسكري في أوكرانيا، وأن الجيش الروسي عزز قدراته القتالية، وهو يتقدم «بثقة» عبر جبهات مختلفة، مردفاً «ازدادت القدرات القتالية للقوات المسلحة الروسية بشكل كبير. إنها تتقدم بثقة عبر عدد من الجبهات».
كما قدّم بوتين وعوداً بالقيام بإصلاحات اجتماعية واسعة النطاق، وذلك قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقال إنه من المقرر إنفاق نحو تريليون روبل على تحديث نظام الرعاية الصحية في البلاد، كما أقر بأن هناك 13.5 مليون روسي يعيشون تحت خط الفقر، لا سيما في الأسر الكبيرة، مبيّناً أن الوضع المالي لـ 30 % من الأسر الكبيرة، غير مستقر، متعهداً بخفض هذا العدد ليصل إلى 12 % بحلول 2030.
وأكد أن مكافحة الفقر في روسيا، هي إحدى أولوياته، متعهداً بتقديم تمويل إضافي لتجديد مدارس البلاد.
وأفادت وسائل إعلام روسية، بأن الخطاب الخميس، لم يبث تلفزيونياً فقط، بل أيضاً داخل صالات السينما، في 20 مدينة في روسيا.
زر الذهاب إلى الأعلى