اخبــار محليـةالرئيسيــة

مليشيات الحوثي الإرهابية تقوض السلام وتصنع حرب اقتصادية يتحمل تبعاتها سكان الجنوب

تقرير / رامي الردفاني
مساعٍ إقليمية ودولية مكثفة لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن والدفع بعملية السلام للامام’ فالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يسعى جاهدا للسلم واحلال السلام في المنطقة’ في اكثر من محفل دولي ولقاءآت يجريها هنا وهناك دائما يحمل حمامة السلام معه مؤكدا ان أية عملية للسلام لن تمر بطريق غير طريق القضية الجنوبية ووضع حلولا لها تكفل استعادة الجنوب التي ناضل ويناضل من أجلها الشعب الجنوبي طوال ثلاثون عاما’ لكن الأمر قد يبدو في غاية التعقيد خصوصا أن جماعة الحوثي تزيد في تعنتها وعنادها ولم تذعن للسلام ‘ بل تسعى لتقويض عملية السلام في المنطقة من خلال عملياتها الارهابية والقرصنة البحرية واستهداف السفن التجارية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب مما ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية في الاقليم والمنطقة والجنوب بشكل خاص’ ناهيك عن مزاعمهم الأخيرة بالوصول لخرائط خطوط كابلات الاتصالات والانترنت في البحر الأحمر مما قد يفاقم من الأزمات والمعاناة الانسانية ان حصل ذلك فعلا.
” حرب عبثية تفاقم المعاناة الانسانية”
أكد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال لقاء عقده عبر الاتصال المرئي مع سفير الولايات المتحدة الأميركي لدى اليمن السيد ستيفن فاجن’ أن الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ليست كافية لردع مليشيا الحوثي وإنهاء تصرفاتها الطائشة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وناقش اللقاء مستجدات الأوضاع في ظل التصعيد المتواصل للمليشيات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن’ وانعكاساتها على الأوضاع الإنسانية وفرص السلام والتهدئة.
وجدد الزُبيدي الموقف الثابت الرافض للتصعيد الحوثي في الممرات الملاحية، معتبرا أن ما تقوم به المليشيات الحوثية من استهداف للسفن التجارية حرب عبثية تستهدف الأمن القومي والغذائي لبلادنا، وتضاعف المعاناة الإنسانية لشعبنا، علاوة على استهدافها مصالح الإقليم والعالم.
داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في تأمين خطوط الملاحة الدولية في هذه المنطقة المهمة من العالم، من خلال دعم ومساندة القوات العسكرية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي للقيام بالمهام المنوطة بها.
من جانبه جدد السفير فاجن حرص الحكومة الأمريكية على تأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، كما أنها حريصة في الوقت نفسه على إيجاد سلام حقيقي في بلادنا من خلال عملية سياسية شاملة، تشمل مختلف الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة.
” ظروف ملائمة”
الامين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي قال في منشور له على منصة x :” أن استئناف العملية السياسية لإحلال السلام يتطلب توفير ظروف ملائمة لبدء عملية سياسية شاملة ترعاها الأمم المتحدة يسبقها اتخاذ خطوات جادة لوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع لانقاذ الشعب ووضع حل للقضايا وفي مقدمتها القضية الجنوبية في صدارة تلك العملية لضمان نجاحها وانتاج سلام مستدام”
” ضربات غير مؤثرة”
تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ نحو شهر تنفيذ ضربات على مواقع للحوثيين في اليمن، ردا على هجماتهم المستمرة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن.
ورغم أن هذه الضربات التي استهدفت مواقع مختلفة في عدة محافظات، تهدف لردع الحوثيين بغية وقف عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، إلا أنها لم توقف عمليات الجماعة اليمنية التي تشدد على ثبات موقفها حتى “وقف العدوان الإسرائيلي على غزة”
فبدلا من خفض هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن إثر الضربات التي استهدفتهم، استمر الحوثيون في تحدي واشنطن ولندن، موسعين هجماتهم باستهداف سفن أمريكية وبريطانية بعد أن كانت مقتصرة على السفن المرتبطة بإسرائيل .
اذ أستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، في إطار التضامن مع قطاع غزة.
وفي آخر استهدافاتها لإسرائيل والسفن المتجهة إليها، أعلنت جماعة الحوثي مطلع فبراير/ شباط الحالي، أنها نفذت عملية عسكرية ضد أهداف جنوبي إسرائيل بـ”صواريخ باليستية”، بينما ذكرت في 2 من الشهر الجاري أنها استهدفت سفينة تجارية بريطانية في البحر الأحمر كانت متجهة إلى موانئ إسرائيل ما أثر سلبا على حركة الشحن والتجارة والإمداد.
” حرب بلا هدف”
أكاديميين وباحثون يروا ان الضربات الأمريكية لا توقف الحوثيين لافتقادها الهدف الاستراتيجي وصدورها من باب إبداء القدرة على الرد .
فواشنطن تخشى توسع الصراع حاليا ولا تستطيع إيقاف هجمات الحوثيين لأنها لا تتعامل مع جيش نظامي .
وقلل باحثون من تأثير الضربات الأمريكية على قدرات الحوثيين العسكرية، ووصفوا هجمات واشنطن وحلفائها بأنها “عبثية ولا هدف استراتيجي منها سوى إبداء القدرة على الرد”، مشيرين إلى “صعوبة مواجهة المليشيات المسلحة بمقارنة مع الجيوش النظامية كما حدث في أفغانستان”.
” آراء وتحاليل”
مراقبين عسكريين يروا إن الضربات الأمريكية الأخيرة على الحوثيين، لم تسفر عن أضرار كبيرة سواء عسكريا أو بشريا، بسبب انها استهدفت مواقع سبق ان تم ضربها مرارا من قبل التحالف العربي في العام 2015م.
ويرى الباحث نبيل البكيري أن “الهجمات الأمريكية لا توقف الحوثيين لأنها ضربات عبثية لا هدف استراتيجي منها سوى القول إن الولايات المتحدة قادرة على الرد، ولكن دون هدف واضح”.
وأوضح البكيري أن “الولايات المتحدة تربطها علاقة سرية بالحوثيين، وترى فيهم أنه يمكن استغلالهم في مشروعها ضد ما تسميه واشنطن الإرهاب”.
وتابع: “لهذا السبب لم تعترض واشنطن على إسقاط صنعاء من الحوثيين عام 2014 ، ومنعت القوات الحكومية اليمنية في 2018 من اقتحام مدينة الحديدة ومع صعود الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض سارع لشطب الحوثي من قائمة الجماعات الإرهابية”.
ومضى قائلا إن “التحول الجديد في البحر الأحمر، قد يعيد ترتيب حسابات الاستراتيجية الأمريكية ونظرتها لهذه الجماعات الموالية لإيران، خاصة مع مقتل عدد من جنودها في الحدود الأردنية السورية الذين استهدفتهم مليشيات موالية لطهران، هذا ما لا يمكن الجزم به حاليا وسنترك الأيام والشهور القادمة لتوضحه”.
ويشير مراقبون إلى أن جماعة الحوثي لا تعبأ بالخسائر أو التضحيات أو تلقي ضربات كبيرة، كونها مصممة بأي ثمن على تحقيق مكاسب وسمعة كبيرة محليا وعربيا في مساندة فلسطين.
ويرى البعض أن واشنطن لا تبدو مهتمة بتوسيع نطاق الحرب مع الحوثيين، وهو ما أكده متحدث الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في تصريح أدلى به في 24 يناير الماضي، حيث قال: “فيما يتعلق بالحوثيين، فإن الولايات المتحدة ليست مهتمة بأي تصعيد (مع الجماعة اليمنية)، لكن من غير المقبول أبدا أن تستهدف السفن الدولية والتجارة التي تتدفق عبر البحر الأحمر”.
وأشار باتيل إلى أنه “يتدفق عبر البحر الأحمر 30 بالمئة من شحنات الوقود، و15 بالمئة من التجارة الدولية المنقولة بحرا”.
” تدخل عسكري بري”
يرى محللون عسكريون ان امكانية تدخل عسكري بري لردع قوات الحوثيين في البحر الاحمر امر ممكن مما يساهم في تحجيم قدراتهم والقضاء عليها وتأمين الممرات البحرية الدولية.
اذ كشفت مصادر مطلعة عن تحركات أمريكية لتدخل بري في اليمن.
وقالت المصادر إن قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل إريك كوريلا يتجه نحو جيبوتي – قاعدة معسكر ليمونير حيث ينتشر أكثر من 4500 جندي.
ووفق المصادر، أقلعت طائرة Gulfstream IV من قاعدة العديد من المحتمل أن تكون N48GL ولكنها مخفية عن جميع منصات التتبع’
وذكرت المصادر أنه و خلال الـ48 ساعة الماضية كثفت الولايات المتحدة تعزيزاتها العسكرية بشكل لافت إلى قاعدتها العسكرية في جيبوتي.
وأضافت المصادر أن 8 رحلات مخصصة لنقل جنود وعتاد عسكري إلى داخل القاعدة الأمريكية “ليمونيه”.
ووفق محللين فإن هذه التحركات تشير إلى نية أمريكا شن عملية برية في اليمن، وذلك بعدما كثفت قصفها الجوي خلال الايام الماضية.
” فشل الحكومة الشرعية”
 بعد منع الحوثيين الحكومة الشرعية من تصدير النفط واستهداف الموانيء المصدرة قبل نحو عام ما أثر اقتصاديا على البلاد وتفاقم الازمة الاقتصادية هاهو ثاني مصدر للإيرادات في قبضة الحوثيين’ بزعمهم تخريب الكابلات البحرية للاتصالات والانترنت في البحر الأحمر ومضيق باب المندب’ مايثبت فشل الحكومة الشرعية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا’
ان تهديدات الحوثيين تلك بتخريب الكابلات البحرية للاتصالات والإنترنت في البحر الأحمر ومضيق باب المندب إقرار حكومي بالفشل في معركة الاتصالات وانتزاع سيطرة مليشيا الحوثي على الكابلات البحرية.
” تصعيد خطير”
تلك التهديدات والمزاعم ما زالت أصدأها تشغل الإعلام الغربي الذي وجه أسئلته إلى الخبراء البحريين للتأكد من مدى قدرة الحوثيين على ذلك.
وان تهديد الحوثيين باستهداف الكابلات البحرية وإن لم يعلن صراحة عبر قنواتهم الرسمية أو عبر قياداتهم، إلا أنه أُخذ بالاعتبار على نطاق دولي، خاصة بعد التحذير الذي أطلقته المؤسسة اليمنية للاتصالات في الحكومة الشرعية، وبعد أن لمست المجتمعات الغربية النزعة الانتقامية للحوثيين وتهورهم في مهاجمة خطوط الملاحة البحرية بدون اكتراث لنتائج هجماتهم على اليمن والبلدان الأخرى.
وقد زعم الحوثيون في ذلك التهديد المبطن أنهم تمكنوا بسهولة من الوصول إلى الخرائط التي توضح التقاء كابلات الاتصالات تحت البحر التي تمر عبر السواحل التي يسيطرون عليها، أثناء مرورها عبر مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه، في أضيق نقطة، 20 ميلاً (32 كم).
لكن كابلات الألياف، التي تنقل 17% من حركة الإنترنت تقع في قاع البحر على عمق مئات الأمتار، وهو ما يجعلها بعيدة عن متناول الغواصين، حيث يتطلب الوصول إليها غواصات لا يمتلكها الحوثيون.
يقول قائد الغواصة السابق في البحرية الملكية الأدميرال جون جاور، عن المزاعم بأن المليشيا الحوثية تهدد بتخريب الكابلات: “أعتقد أنها خدعة، ما لم يكن هجومًا على محطة”.
ويضيف: “سيحتاجون إلى حليف يتمتع بالقدرة على ذلك، أي يمتلك غواصة، بالإضافة إلى القدرة على تحديد موقع الكابلات”.
ويعتقد خبراء أن الحوثيين لديهم هذا الحليف، وهو إيران، حيث بنوا “ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني”
يقول القائد السابق في البحرية الملكية توم شارب: “لم أر شيئًا في القدرات الإيرانية (نظام المعركة) يمكنه أن يمس هذه الكابلات، وبالتأكيد ليس غواصاتهم”.
ويضيف: “الغوص خيار، لكن موقع الكابلات عميق ومزدحم، لذا أعتقد أن التيار سيدفع أي غواص نحو الأعلى”.
ويتفق شارب مع الأدميرال جاور بأن ذلك التهديد “مجرد خدعة”.
وبالنسبة لإيران، فإن تمكين حليف لها من تخريب كابلات الإنترنت العالمية تحت البحر سيكون بمثابة خطوة محفوفة بالمخاطر من جانب طهران، إذ لا ترغب إيران ولا الولايات المتحدة في الدخول في حرب واسعة النطاق مع بعضهما البعض، وقد أوضحتا ذلك.
ويرى الخبيران البريطانيان أن الصراع الحالي بين وكلاء الولايات المتحدة وإيران وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط محسوب إلى حد ما.
أما قطع كابلات الاتصالات العالمية، فسيكون بمثابة تصعيد كبير قد يؤدي حتى إلى ضربات انتقامية على إيران نفسها.
ويقول إدموند فيتون براون، سفير المملكة المتحدة إلى اليمن من 2015 إلى 2017: “ستشعر إيران بالقلق بشأن توسيع حملة تعطيل الملاحة الدولية” التي تقوم بها مع وكلائها في المنطقة.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى