اخبــار محليـةالرئيسيــة
خلال زيارته إلى سويسرا.. الرئيس الزُبيدي يؤكد أن الجنوب منبع السلام والأمان للمنطقة والإقليم
استطلاع : مريم بارحمة
شارك الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الـ 54 في منتجع دافوس، بمشاركة أكثر من 2800 شخصية بينهم 60 رئيس دولة وحكومة، وعدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال وقادة الاقتصاد من مختلف دول العالم ورؤساء مراكز دراسات وأبحاث. حيث وصل الرئيس القائد مساء الإثنين 15 يناير 2024م، إلى سويسرا على رأس وفد بلادنا.
وعقد الرئيس الزُبيدي على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي سلسلة من اللقاءات الثنائية المهمة مع رؤساء وفود، ووزراء خارجية ودبلوماسيين عدد من الدول الشقيقة والصديقة؛ لتسليط الضوء على التطورات الأخيرة بالمنطقة وفي مقدمتها التصعيد العسكري الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتداعياته على الوضع الإنساني والاقتصادي في بلادنا، وانعكاساته على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب وإحلال السلام في بلادنا.
وأوضح سيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي أن أحداث باب المندب تؤكد عدم رغبة الحوثيين الإرهابيين في السلام في المنطقة، وأننا مع أي تحالف دولي إقليمي يؤمن باب المندب ويردع مليشيا الحوثي.
وأكد سيادة الرئيس الزُبيدي أن الهجمات الحوثية ضاعفت وستضاعف من معاناة المواطنين المعيشية، ومصاعب البلاد الاقتصادية، خصوصا وأن بلادنا تعتمد بشكل شبه كلي على الواردات التي تصلها عبر البحر عبر وسائل نقل مستأجرة من شركات دولية. وأن مواجهة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، يمثل اليوم مسؤولية دولية، كون هذا الممر المائي يمثل أهمية كبرى ليس لبلادنا فقط، وإنما لدول العالم أجمع.
ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي بقرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تصنيف المليشيات الحوثية كجماعة إرهابية عالمية، مؤكداً أن هذا القرار يعد مؤشراً مهماً لإدراك المجتمع الدولي للتهديد الذي يشكله الحوثيون، لبلادنا والاقليم والعالم أجمع جراء أعمالهم العدائية والإرهابية، ضد المدنيين والمصالح الخدمية والاقتصادية والبنية التحتية وطرق الملاحة الدولية والتجارة العالمية.
وودعا المجلس إلى تبني استراتيجية شاملة تهدف إلى ردع تهديدات الحوثيين؛ والتنسيق مع مختلف الاطراف المؤيدة لهذا الإجراء ومع شركائنا الآخرين في مجلس القيادة الرئاسي لضمان اتِّباع نهج متماسك وموحد، وبما يؤدي لخلق بيئة ملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع في اليمن والجنوب.
وحذر خبراء اقتصاديون، من استمرار هذه الاعتداءات والتي أدت إلى ارتفاع أسعار التأمين على السفن بنسبة تزيد عن 100%، وارتفاع أسعار الشحن والنقل البحري بشكل غير مسبوق، مما ينذر بكارثة على الدول المحيطة بالبحر الأحمر وفي مقدمتها اليمن والجنوب، وسينعكس ذلك على أسعار السلع وربما انعدامها.
إن الرئيس عيدروس الزُبيدي حذر من عواقب صمت المجتمع الدولي عن جرائم الحوثي فما عواقب هذا الصمت الدولي؟ وما تأثير الهجمات الحوثية على الوضع الانساني والاقتصادي والعملية السياسية في الجنوب واليمن؟ وهل هناك تأثير استراتيجي من الضربات الأمريكية على مليشيات الحوثي في اليمن؟ وكيف يمكن ردع وكبح تهديدات الحوثي للملاحة والممرات المائية في البحر الاحمر وباب المندب والبحر العربي؟ وكيف تقرأ النخب الجنوبية إقامة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وانعكاساته على العملية السياسية التي تقودها الامم المتحدة لإنهاء الحرب واحلال السلام؟ للإجابة على هذه التساؤلات التقينا بنخب سياسية واجتماعية وإعلامية وخرجنا بهذه الحصيلة من الآراء:
-عواقب صمت المجتمع الدولي
البداية كانت مع المهندس عبدالجبار محمد السقطري، عضو مجلس استشاري، وتحدث قائلاً:” لقد حذر الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في سويسرا من عواقب صمت المجتمع الدولي عن الجرائم الدي يمارسها الحوثي لأن؛ الرئيس عيدروس يعي تماماً العواقب التي سوف تظهر من جماعة الحوثي اذا لم يتخذ المجتمع الدولي كل الامكانيات السياسية ضد الحوثي وجاء هذا التحذير، من خلال المفاوضات السابقة التي منحت للحوثي اتضح للعالم مؤخرا بان جماعات الحوثي فشلت سياسياً ولم تختار السلام، وان تعيش في محيطها الاقليمي في سلم، بل اختارت التطرف وممارسات الاختراقات لكل العهود والاتفاقيات الدولية، واتضح للجميع بانهم مجرد ادوات شيطانية تمارس طقوسات لزعزعت الأمن الدولي والإقليمي. لهذا آن الآوان للمجتمع الدولي وجميع المنظمات ان تمارس ضغوطات وعقوبات دولية علي الحوثي حتى ينصاع إلى حل سياسي ويكون في حضن المجتمع الاقليمي الذي يدعو للسلام ونبد التطرف والعنف، وايضا على المجتمع الدولي والاقليمي ان يتخذوا اجراءات أكثرا صرامة وقوة ضد الحوثي، لأنهم إذا تأخروا في حسم هذا العبث الذي يمارسه الحوثي حتما سوف يدفع الجميع تكلفة غالية جداً وهذا الذي يحذر منه الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي”.
-تفاقم الأزمات وانتهاكات تدميرية
وبخصوص تأثير الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية الدولية والوضع الانساني والاقتصادي والعملية السياسية في الجنوب واليمن، يتحدث الأكاديمي الدكتور حسين العاقل، عضو هيئة التدريس جامعة لحج وعضو الجمعية الوطنية، قائلاً:” تمثل الهجمات الحوثية على تهديد الطريق التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، عملاً عدوانياً واتفزازاً إرهابياً خطيراً ليس على أمن الملاحة الدولية فحسب، وإنما عملاً إجرامياً يفاقم اللازمة الاقتصادية ويعرض السيادة اليمنية للانتهاكات التدميرية، وهذه الحماقة غير المسؤولة تعكس نفسها على الأمن الغذائي على شعبنا الجنوبي خصوصاً ودول المنطقة في شبه الجزيرة العربية والقرن الافريقية عموما؛ لذلك يجب على الراي العام الإقليمي والدولي ادانة هذا العمل والتدخل العاجل لاتخاذ الإجراءات الرادعة لحماية الممرات التجارية العالمية”.
-لا تأثير استراتيجي
وعن مدى التأثير استراتيجي من الضربات الأمريكية على مليشيات الحوثي في اليمن، بدوره الإعلامي الاستاذ عزالدين الشعيبي يقول :” في حقيقة الأمر ومن خلال متابعتنا للضربات منذ أول ضربة أمريكية بريطانية سجلت إلى اللحظة لم نشهد تأثراً استراتيجياً للحوثي بقدر ما أكسبته تعاطفاً والتفاف في الداخل الشمالي والعربي، ففي الوقت الذي تصدر فيه البيانات الرسمية لقوى التحالف الأمريكي البريطاني عن تحقيق أهدافاً مباشرة لمعسكرات ومواقع تخزين السلاح للقوات الحوثية لم تخلف الضربات أية خسائر ملموسة بحسب تتبعنا.
نحن نطالب دول التحالف الأمريكي البريطاني والدول المشاركة بتوجيه الضربات القوية والموجهة وفق معلومات استخباراتية دقيقة؛ لإحداث الشلل في سلاح الحوثي الإرهابي الذي يشكل تهديدا لا زال مستمرا إلى اليوم بحق السفن التجارية العالمية ويهدد خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن”.
-جماعة الحوثي لا تمتلك قرارها
بينما يتحدث الدكتور طارق بازرعة، عضو الجمعية الوطنية بحضرموت عضو مجلس العموم بالمجلس الانتقالي الجنوبي عن الآليات والسبل لردع وكبح تهديدات الحوثي للملاحة والممرات المائية في البحر الاحمر وباب المندب والبحر العربي، قائلاً :” لقد تابعنا باهتمام بالغ كل اللقاءات التي أجرها سيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي مع مختلف ممثلي الدول المشاركة في مؤتمر دافوس بسويسرا وتطرق فيها إلى مختلف القضايا في المنطقة ولعل ابرزها الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي وتهديدها للملاحة العالمية في باب المندب والبحر الأحمر، وتناول معهم سبل وآليات ردع هذه المليشيات حيث أكد هجمات التحالف البحري المتواجد حالياً غير كافية لإيقاف كل هذه التهديدات، وان هذه المليشيات ماهي إلا أداة بيد قوى أخرى وستستمر في تهديد الملاحة الدولية، كما أن اعادة تصنيف هذه الجماعة كجماعة إرهابية قد يسهم في الحد من التعامل معها ومحاصرتها، ولكن لن تكون له تلك النتائج المتوقعة والمرجوة”، مضيفاً:” ان دعوة الرئيس عيدروس التي وجهها إلى القوى الوطنية في الشمال والتي تسعى إلى القضاء على هذه الجماعات وبناء دولة جديدة في الشمال وتأكيده أننا كجنوبيين مستعدون لمساندتهم وردعهم في هذا الاتجاه للمساهمة في بناء دولتين مدنيتين حقيقيتين في الشمال وفي الجنوب والعيش بسلام وأمان. غير ذلك لا أرى أي حلول أخرى؛ لأن هذه الجماعات لا تفهم لغة الحوار والتفاهمات التي يمكن أن يتفق معهم أي جهة كانت لأنها وبكل بساطة لا تمتلك قرارها”.
-مدى جدية التحالف الدولي
ولمعرفة قراءة النخب الجنوبية لإقامة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وانعكاساته على العملية السياسية التي تقودها الامم المتحدة لإنهاء الحرب واحلال السلام، يؤكد الأستاذ محمد عبدالله علي باقطيان، مستشار محافظ شبوة عضو الجمعية الوطنية بقوله :” إن تم التحالف الدولي بجدية وليست سياسة لخدمة الحوثي للتوسع، وان كان لهدف تأمين باب المندب بعيد عن المصالح للدول الكبرى بسيطرة على المنشآت الحيوية. وان كان جاد التحالف الدولي في حربه يستمر بضرب اهداف الحوثي ويبدأ بشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي لكي يتم تمكين وتدريب وتأهيل قوات جنوبيه للقضاء على الحوثي.
وان تم تجاهل ذلك فمصير التحالف الفشل مثل عملية السلام للأمم المتحدة، وانعكاساته واضحة لم تنجح كل عمليات الأمم المتحدة للسلام في كثير من الدول ونسبتها قليله بحيث تم تجاهل القضية الجنوبية وهي قضية محوريه لا استقرار في المنطقة الا بحل عادل يعطي الجنوبيين تقرير مصيرهم غير ذلك مزيد من الحروب.. ولن يتنازل اي جنوبي عن حريته ووطنه واستقلاله”.