الرئيس الجديد لمجلس الحراك: نرفض المشاريع الشخصية ونؤكد على مضينا الصادق نحو جنوب جديد وقيادة موحدة
عقد اليوم في العاصمة عدن المؤتمر الاستثنائي لقيادات وقواعد وأعضاء وأنصار المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، تحت شعار “معاً من أجل تعزيز الوفاق الجنوبي”، تم من خلاله مباركة القرارات التي خرج بها الاجتماع التنظيمي الاستثنائي الموسع لأعضاء هيئة رئاسة وأمانة السر بمجلس الحراك الثوري، الذي عقد يوم الأحد الماضي، وكان أبرز تلك القرارات فصل رئيس المجلس السابق الأستاذ فؤاد راشد، وتكليف الأستاذ عبدالرؤوف حسن زين السقاف خلفاً له، بالإضافة إلى قرارات أخرى إدارية وتنظيمية لترتيب البيت الداخلي للمجلس.
وحظي المؤتمر – الذي افتِتِح بالنشيد الوطني الجنوبي وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الجنوب الأبرار – بحضور جماهيري عريض من قواعد وأعضاء وأنصار الحراك الجنوبي من جميع محافظات الجنوب.
كلمة رئيس المجلس
ثم ألقى الأستاذ عبدالرؤوف حسن السقاف، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين جميعا..
وقال الأستاذ عبدالرؤوف السقاف في كلمته: “لقد دفع الجنوب منذ استقلاله وحتى اليوم ثمنا باهظا نتيجة الأنانية وحب تملك السلطة، وللتاريخ شواهد عدة على ذلك، ولهذا اليوم نعقد اجتماعنا الموسع رفضا لكل المشاريع الشخصية والعنصرية، وتجنبا لتكرار التجارب الماضي، وفي الوقت نفسه التأكيد على مضينا الصادق والصريح نحو جنوب جديد وقيادة موحدة”.
وأضاف: “أؤكد للجميع على التمسك بالنظام الداخلي للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، وما اجتماعنا المشهود اليوم وفي هذا الظرف إلا تأكيد على ذلك، كما هو في الوقت ذاته تطبيقا عمليا يؤكد أن مجلسنا يحمل هم وطن بأكمله، ولا يمثل هم شخصيات مضت وقتا طويلا في تحقيق مآربها الشخصية على حساب تضحيات ومكاسب الشعب”.
وتابع السقاف قائلا: “نجتمع اليوم من كل بوادي و مناطق جنوبنا الحر، من المهرة حتى باب المندب، ويشاركنا في هذا الاجتماع الكثير من صانعي الرأي العام ومنظمات المجتمع الدولي والمحلي وآخرون يمثلون الكثير من التوجهات والمؤسسات، ولهذا نجدد تأكيدنا الكامل على القيم والمبادئ العظيمة لثورتنا التحررية التي دفعنا ثمنها غاليا من أرواح شهدائنا، وجمال عمران مدننا ومستقبل أجيالنا”.
واستطرد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الأستاذ عبدالرؤوف السقاف بالقول: “وعليه، نؤكد أن اجتماعنا اليوم في العاصمة الجنوبية والتاريخية عدن يأتي في إطار التأكيد على انفتاحنا الكامل مع كل الدعوات السامية من أجل التوافق والتشاور الجنوبي الجنوبي الذي يهدف إلى تحقيق وحدة الصف التي ظلت شعارا ننشده خلال السنوات الماضية ونراه اليوم يتحقق بفضل ما أسسناه في الماضي من جسور التصالح وما استفدناه معاً من تجارب الماضي”.
وأردف قائلا: “ولهذا نؤكد أننا في مجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب نجتمع اليوم لتجديد تأییدنا وثقتنا الكاملة بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما أوتينا من إمكانيات سياسيا وجماهيريا وعسكريا لتحرير باقي المحافظات والمناطق المحتلة من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية أسوة بما قدمه أعضاء وقيادات المجلس من تضحيات وبسالة خلال الحرب التي شهدتها عدن وباقي مناطق الجنوب في العام 2015م”.
واختتم رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الأستاذ عبدالرؤوف حسن زين السقاف كلمته بالقول: “وبهذا الصدد يجدد مجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب التزام الجنوب وشعبه بكافة المعاهدات والمواثيق الدولية، كما يعيد المجلس التذكير للمجتمع الدولي أن أمن واستقرار الإقليم وممرات الملاحة الدولية مربوطا بحل قضية شعب الجنوب واستعادة دولته كاملة السيادة، باعتبارها الضامن الوحيد لمناهضة كل مشاريع التطرف والإرهاب. وأخيرا أؤكد على نهجنا الواضح الذي اتخذناه معا مثله مثل بنيان التصالح والتسامح الذي شيد أركان الحراك الجنوبي، وبفضله وصلنا إلى هذه المرحلة..
أقولها أخيرا.. معا من أجل جنوب جديد وقيادة موحدة”.
كلمة رئيس الجمعية الوطنية للمجلس
بعد ذلك ألقى المحامي أرسلان أحمد السقاف رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الأعلى الحراك الثوري الجنوبي البيان الصادر عن رئاسة الجمعية، حيث أعلن “تأييد الجمعية الوطنية للمجلس الأعلى الحراك الثوري ومباركتها لكافة القرارات التنظيمية الهامة التي صدرت عن الاجتماع الاستثنائي الموسع لقيادات وهيئات المجلس العليا ورؤساء المجالس في المحافظات الجنوبية، بشأن إعادة ترتيب الأوضاع التنظيمية والسياسية للمجلس، والتي نصت على تكليف قيادة جديدة له برئاسة الأستاذ عبدالرؤوف السقاف وثلاثة نواب له وأمانة عامة ورئاسة للجمعية الوطنية لمواجهة تحديات واستحقاقات المرحلة القادمة في جنوبنا الحبيب”.
وأضاف المحامي أرسلان السقاف: “نؤكد نحن في رئاسة الجمعية الوطنية للمجلس كهيئة تشريعية للمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي أن كل هذه القرارات تتوج الجهود الوطنية والتنظيمية المبذولة لإعادة هيكلة اطر المجلس وتفعيل هيئاته على مختلف المستويات التنظيمية، وبما يعزز العمل الديمقراطي ووحدة الموقف داخل المجلس، ويسهم في تحقيق توجهات الوفاق الوطني الجنوبي، ورسم مسارات أكثر إيجابية على طريق استعادة دولة جنوبية متطورة ناهضة، ولتظل الديمقراطية هي عنوان تاريخنا المعاصر والفكر الوطني الواعي رهان المرحلة, والشباب طاقاتنا المتجددة لتجاوز التحديات والمضي نحو المستقبل على قاعدة التوافقية الوطنية، في ظل وحدة الصف الجنوبي المباركة والحاضر الزاخر بالمنجزات والمكاسب والانتصارات العظيمة التي حققها شعب الجنوب”.
وأردف رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الثوري أرسلان السقاف: “إن هذه القرارات الصادرة عن الاجتماع الاستثنائي لقيادات المجلس الذي انعقد في العاصمة الجنوبية عدن يوم 13/11/2022 جاءت في الوقت المناسب الذي يمضي فيه الشعب الجنوبي العظيم على طريق الاستقلال وتحقيق أهدافه المتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية وسيادتها الوطنية، في إطار تجسيد مبدأ التوافق والتشاور في اتخاذ القرارات والمواقف السياسية داخل المجلس وخارجه، وفي ظل النهج الديمقراطي الذي يتبناه في ممارسة مهامه الوطنية والنضالية والسياسية والتنظيمية على الساحة الجنوبية، وفي تعاطيه السياسي مع مختلف الاطراف ذات الصلة بالقضية الجنوبية على مستوى الداخل والخارج”.
واختتم رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الأعلى للحراك الثوري، المحامي أرسلان السقاف، بيان الجمعية قائلا: “إن هذه القرارات تمثل جوهر التغيير في سياسات وتوجهات وبرامج المجلس ومواقفه الوطنية والسياسية وانفتاحه على مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والسياسي الجاد والمثمر، وضمانة أكيدة لتنفيذ استحقاقات المرحلة التي وصل إليها الجنوب اليوم، وضمان نجاح الحوار الجنوبي الجنوبي لتحقيق الاصطفاف والتكامل والشراكة الوطنية بين المكونات الجنوبية بشكل عام، وتعيد للمجلس الثوري اعتباره التاريخي ومكانته النضالية ودوره الثوري، وتسهم في تمكينه من أداء واجبه الوطني المناط به على أكمل وجه، وفي سبيل الدفاع والذود عن منجزات ومكتسبات الحراك الجنوبي بكل أطيافه ومكوناته الثورية التي قارعت قوى الاحتلال وقدمت آلاف الشهداء في سبيل الاستقلال واستعادة الدولة”.
هذا وشهد المؤتمر عرض فيلم وثائقي قصير عن المراحل التي مر بها مجلس الحراك الجنوبي منذ تأسيسه.