اخبــار محليـةالرئيسيــة

صحيفة لندنية.. الزبيدي يقلل من ردع الحوثيين جوا في غياب قوة ميدانية

قال عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بهدف حماية حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران “ضعيف” لأنه لا يشمل قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات ومصر.
ويهاجم الحوثيون، الذين تحملوا سنوات من الحرب ضد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، السفن في البحر الأحمر احتجاجا على القصف الإسرائيلي لغزة، وهي حرب تهدد بالانتشار عبر الشرق الأوسط.
وأضاف الزبيدي في مقابلة مع وكالة “رويترز” اليوم الثلاثاء أن ممر باب المندب ممر حيوي واستراتيجي يهم العالم كله والمنطقة وبالتالي التدخل الإقليمي ضروري.
وأشار إلى أن الاضطرابات الناجمة عن الهجمات ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد اليمني، الذي تعرض بالفعل لصدمة خلال حرب الحوثيين ضد التحالف الذي تقوده السعودية.
ومن شأن التصعيد في البحر الأحمر أن يدفع بتفاقم أكبر للوضع الإنساني في اليمن الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم.
ويعيش الاقتصاد اليمني واحدة من أسوأ مراحله نتيجة استمرار الصراع وتدهور العملة وتوقف تصدير النفط. ويتزامن مع ذلك انقطاع المساعدات الإنسانية الأممية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ذات الكثافة السكانية العالية، ما قد يدفع إلى انتشار الجوع في أوساط الملايين من السكان.
وتسود اليمن مخاوف من عواقب اقتصادية وخيمة جراء استمرار التصعيد في البحر الأحمر وباب المندب، حيث برزت بوادر تأثيرات فعلية على ارتفاع قيمة السلع الواصلة إلى اليمن.
ورغم تلقي مواقع تابعة للحوثيين خلال الأيام الأخيرة للعشرات من الضربات التي استهدفت بنيتهم المستخدمة في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، فقد صعّد هؤلاء من تهديداتهم التي أصبحت موجّهة بشكل مباشرة إلى القوات الأميركية.
وقال مسؤول من جماعة الحوثي الاثنين إن الحركة ستوسع أهدافها في منطقة البحر الأحمر لتشمل السفن الأميركية، وتعهدت بمواصلة الهجمات بعد الضربات الأميركية والبريطانية على مواقعها في اليمن.
وأثرت الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن في المنطقة منذ نوفمبر على الشركات وأثارت قلق القوى الكبرى، في تصعيد للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة حماس في غزة. ويقول الحوثيون إنهم يعملون تضامنا مع الفلسطينيين.
وكان عيدروس الزبيدي قد دعا في مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية الغرب إلى استكمال الحملة الجوية من خلال توفير الأسلحة والتدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية للقوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال الزبيدي “لا نريد أن يكرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفس الأخطاء التي ارتكبها التحالف العربي في اليمن عندما ركز الضربات الجوية على مواقع الحوثيين دون وجود قوات برية كافية لتكملة تلك الضربات”.
وشدد على أن “الضربات الجوية وحدها ليست كافية لان الحوثيين يتمتعون بخبرة تتراوح بين 8 إلى 10 سنوات في التعامل مع الضربات الجوية التي تشنها المملكة العربية السعودية، وقد طوروا أنظمة تخزين تحت الأرض لمدفعيتهم.
وأضاف “نحن بصدد تنظيم اجتماعات لمطالبة الولايات المتحدة بتوسيع وتنسيق العمليات والضربات للتأكد من فعاليتها وشمولها. وما نحتاج إليه هو المعدات العسكرية، وبناء القدرات، وتدريب القوات البرية، فضلاً عن تبادل المعلومات الاستخباراتية.”
كما تحدى الزبيدي مزاعم الحوثيين بأن الهجمات على السفن في البحر الأحمر موجهة فقط إلى حركة المرور المرتبطة بإسرائيل وتضامنا مع الفلسطينيين في غزة.  قائلا “الحوثيون أدوات لإيران في المنطقة وتحديداً للحرس الثوري الإسلامي”.
 وأضاف “تريد إيران إرسال إشارة إلى المجتمع الدولي بأنها، وليس المملكة العربية السعودية، هي اللاعب الرئيسي في المنطقة، صاحب النفوذ الأكبر. وعملياتها في لبنان ومضيق باب المندب مصممة لتسليط الضوء على هذا النفوذ”.
وأكد أن “ما يفعله الحوثيون لا يدعم الشعب الفلسطيني، بل يؤثر عليه سلباً ولن يؤدي ذلك إلا إلى تشجيع المزيد من الإرهابيين على استغلال القضية الفلسطينية وتوسيع نطاق عملياتهم”.
وشدد على أن توسيع الهجمات ضد الحوثيين يهدف كذلك لإنقاذ الشعب اليمني بعد تضررهم من الهجمات في البحر الأحمر مضيفا ” أكثر من 80 بالمئة من المواد الغذائية والأدوية القادمة إلى اليمن تأثرت، خاصة في الجنوب لذا فإن الأمر لا يتعلق بغزة، بل يتعلق بأمننا الغذائي.”
ووصف الزبيدي، خلال المقابلة مع الغارديان من دافوس، حيث يجتمع مع زعماء العالم، المحادثات حول خطة السلام لإنهاء الحرب الأهلية بأنها مجمدة.
وأضاف أن وقف إطلاق النار الفعلي بين قوات الحوثيين والحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة قد مات بالفعل. “هناك هدوء نسبي، لكن الحوثيين يستخدمون الطائرات بدون طيار بشكل مكثف للغاية ، بل يوميًا، ضدنا. لا يوجد وقف لإطلاق النار”.
وكانت المملكة العربية السعودية، الحريصة على التركيز على الإصلاح الاقتصادي، تسعى جاهدة لإيجاد مخرج من اليمن بعد تدخلها في عام 2015.
وأكد الزبيدي أن الغرب كان يعيش مع عواقب الخيارات الدبلوماسية الماضية السيئة بشأن الصراع، لا سيما في عام 2018 عندما ضغط على المملكة العربية السعودية لإنهاء هجومها لطرد الحوثيين من الحديدة، خوفًا من أن يؤدي المزيد من إراقة الدماء في ميناء البحر الأحمر إلى تعريض المساعدات الإنسانية للخطر. وتهديد محادثات السلام المحتملة.
وقال “إذا نظرنا إلى الوراء، فإن استراتيجية التحالف العربي لتحرير الحديدة كانت هي الاستراتيجية الحالية”. وأضاف “قوات التحالف كانت على بعد 24 ساعة من تحرير الميناء، وما زالت التكلفة تدفع حتى الآن. وسيظل الحوثيون يشكلون تهديدًا دائمًا لحرية الملاحة طالما أنهم على الساحل”.
 وشدد على أن “الحوثيون جماعة طائفية لا تؤمن ببناء الدولة. إنهم جماعة إرهابية متطرفة لا تؤمن بحقوق الإنسان أو التعددية”.
ورفض الزبيدي الاقتراحات القائلة بأن قوات الحوثيين ستتمتع بزيادة في الشعبية داخل اليمن بسبب مزاعمهم بأنهم يوقفون الشحن المرتبط بإسرائيل، وأصر على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يدعم أيضا حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين ولم يدعم التحرك الإسرائيلي في غزة
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى