خسرت مصر 40⁒ من عائدات قناة السويس منذ بداية السنة مقارنة بنفس الفترة في السنة الماضية، حيث لم تعبر إلا 544 سفينة القناة مقارنة 777 سفينة في العام الماضي، مما يعني هبوط الحركة عبر قناة السويس بحوالي 30⁒.
وسبب هذا الانخفاض هو تهديد اليمن للبواخر الإسرائيلية أو البواخر الذاهبة إلى إسرائيل في البحر الأحمر مما أجبر العديد من الشركات الكبرى إلى تحويل مسار البواخر عبر رأس الرجاء الصالح، أي أنها تقوم بدورة حول القارة الأفريقية.
وتتزامن هذه الكارثة الاقتصادية في مصر مع انخفاض الاحتياطي المصري من العملات الصعبة، تشكل واردات قناة السويس مع واردات السياحة قسما كبيرا من مداخيل مصر بالعملة الصعبة.
وقد يؤدي هذا الوضع، بصورة غير مباشرة، إلى رفع أسعار البضائع الأتية من أسيا باتجاه أوروبا نتيجة لارتفاع كلفة النقل وكلفة التأمين على البواخر.
أضف إلى ذلك أن مشاكل قناة بنما، التي انخفضت مستويات المياه فيها منذ عدة أسابيع، تقريبا أجبرت العديد من السفن الأتية من الولايات المتحدة باتجاه أسيا، وأكثرها محمل بالحبوب، أن تسلك طريق أخر المفترض أن يكون عبر قناة السويس، أي أنها ستضطر للإبحار عبر رأس الرجاء الصالح ليس قناة السويس في ظل الظروف الراهنة، مما يعني ارتفاع أسعار الحبوب والمواد الغذائية وكلفة نقل الغاز إلى أسيا.
والعملية العسكرية المشتركة البريطانية الأمريكية ضد الحوثيين، لم تساهم إطلاقا في تهدئة الأوضاع والأسعار، بل أدت، على العكس، لارتفاع سعر النفط بنسبة 4⁒ في اليوم الأول.
قد تكون كل هذه العوامل عوامل مؤقتة واستثنائية، ولكن إن استمرت لبضعة أسابيع، فإن هذا سيعقد كثيرا وضع العديد من الدول، مثل مصر وغير مصر، ويؤدي إلى رفع الأسعار على المستهلكين كما حصل خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب الأوكرانية.
مونت كارلو الدولية
زر الذهاب إلى الأعلى