شهد العام 2023 انتصارات جنوبية على الصعيدين السياسي والعسكري وتدشين وإعادة العمل لمشاريع عدة ستسهم في تخفيف المعاناة على المواطنين.
هيكلة المجلس
في هذا العام أعاد المجلس الانتقالي هيكلة مؤسساته بتعيين شخصيات جديدة وذات حضور على الأرض، بحيث أعلن عن تعيين عضوي مجلس الرئاسة فرج سالمين البحسني وعبد الرحمن المحرمي”أبو زرعة” كنائبين لرئيس المجلس، بالإضافة إلى آخرين بينهم وزير الدفاع سابقا والرجل العسكري القوي اللواء الركن هيثم قاسم طاهر.
وأعيد ترتيب البيت الجنوبي بقرارات عدة وضخ دماء جديدة لما فيه مصلحة الشعب الجنوبي وتطلعاته.
وبدأ العام بانطلاق مؤتمر الإعلاميين الجنوبيين وهو الحدث الإعلامي الأول من نوعه في الجنوب وجرى فيه تشكيل نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين من 139 عضوا برئاسة عيدروس باحشوان.
كما شهد العام إعادة هيكلة المجلس الانتقالي بالتزامن مع مؤتمر الحوار الجنوب الذي عقد في العاصمة عدن.
وبعد عام من تشكيل فريق الحوار الجنوبي الجنوبي نجحت اللجنة في إقامة مؤتمر الحوار الجنوبي وتقاربت وجهات النظر وأعلنت عدد من القوى الجنوبية تأييدها للانتقالي والانضمام تحت قيادته.
ثبات عسكري
على المستوى العسكري شهدت الجبهات الجنوبية صمودا في وجه الهجمات الحوثية في مناطق التماس وحافظت القوات الجنوبية على مواقعها وتمكنت من صد كافة الزحوف والهجمات التي شنتها الجماعة.
وعلى امتداد الجبهات في المناطق الحدودية حققت القوات الجنوبية انتصارات كبيرة على المليشيات وأوقفت كافة محاولاتها للتقدم، كما تصدت لهجمات الطيران المسير التابع للمليشيات الذي شن الكثير من الهجمات على المواقع الجنوبية.
استقرار أمني
وعلى المستوى الأمني كان العام 2023 الأفضل في الجنوب من حيث الأمن والاستقرار وانخفاض الهجمات الإرهابية.
وشهدت العاصمة عدن استقرارا ملحوظا ودشن في المدينة حملات ناجحة ضد السلاح والدراجات النارية، كما لم تشهد المدينة أية هجمات إرهابية كالتي كانت تستهدفها في السنوات الماضية.
استقرار العاصمة جاء بعد نجاح الحملات الأمنية في تأمين المحافظات المجاورة لها وهو ما جعلها تشهد نهضة في المشاريع التنموية.
ففي أبين نجحت حملة القوات الأمنية في تطهير كافة مناطق المحافظة من الجماعات الإرهابية بعد وصولها إلى حدود محافظة شبوة وتطهيرها لأهم معسكرات أوكار القاعدة.
وأعلنت القوات الجنوبية وبعد تضحيات جسيمة تطهير واديي عومران والجنن والوصول إلى مناطق محافظة شبوة وطرد عناصر الإرهاب التي فرت باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي.
في شبوة نجحت حملات أمنية في تطهير مناطق المصينعة وجبال الكور المحاذية لأبين وهو ما شكل ضربة قاضية للإرهاب الذي لم تكن تتوقف هجماته خصوصا هجمات الطيران المسير التي راح ضحيتها العشرات من جنود قوات دفاع شبوة.
ومنذ الحملات ضد أوكار الإرهاب وسقوط عدد من عناصره أسرى لدى القوات الأمنية توقفت الهجمات الإرهابية على المحافظة.
فيما حافظت القوات الأمنية على الأمن والاستقرار في محافظات: الضالع ولحج وساحل حضرموت، بينما واصل الإرهاب عملياته في مناطق وادي حضرموت التي تقع تحت سيطرة قوات موالية للإخوان وسط تصاعد الدعوات الشعبية لتسليم أمن مدن الوادي لقوات النخبة.
عودة الحياة للميناء والمصافي
ومن الأخبار المبشرة في الجنوب خلال عام 2023 كانت تدشين عضو مجلس الرئاسة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي لنقل تفتيش السفن إلى ميناء عدن بدلا من ميناء جدة.
وأعاد القرار دور ومكانة ميناء عدن ويتوقع أن يكون هناك ازدهار للميناء وتزايد لحركة السفن، خصوصا في ظل الهجمات الإرهابية الحوثية على حركة السفن في البحر الأحمر.
كما شهد العام استئناف العمل في مصافي عدن بعد توقف لأكثر من 8 سنوات.
واستؤنف العمل في وحدة إنتاج الإسفلت في بادرة خير لاستعادة عمل المصفاة بكامل طاقتها في إطار العمل لاستئناف العمل في المصفاة التي ستشكل رافدا للاقتصاد في البلاد.
وذكر المدير التنفيذي للشركة المهندس أحمد مسعد سعيد في تصريح صحفي، أن استئناف عمل الوحدة جاء عقب استكمال أعمال الصيانة اللازمة لها وذلك في إطار الجهود المبذولة لاستعادة نشاط المصفاة ودورها في تغطية احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية ورفد الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصفاة تبلغ مائة وخمسين ألف برميل في اليوم، وسوف تكون كفيلة لتغطية وقود جميع محطات الكهرباء وكذلك احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية، وتشغيل المصفاة سوف يوفر لخزينة الدولة مئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى توفير مئات الملايين التي كانت تصرف شهريًا في شراء المشتقات النفطية، وسوف ينعكس ذلك إيجابًا على سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية والذي بسبب انهيارها انخفضت القيمة الشرائية للمرتبات وأصبحت لا تفي بأبسط المتطلبات الأساسية لمعظم الموظفين، وأصبح معظم المواطنين يعيشون تحت خط الفقر.
مشاريع تنموية بدعم إماراتي
كما شهد العام 2023 تدشين وعمل مشاريع تنموية عديدة في محافظات الجنوب كانت غالبيتها بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولعل أبرز المشاريع كانت محطة الطاقة الشمسية في العاصمة عدن والمقدمة من الأشقاء في دولة الإمارات والتي ستشكل إضافة هامة للكهرباء في المدينة التي تعاني من انهيارات دائمة للتيار.
وبدأت عملية نصب وركز الأعمدة لخط تصريف الطاقة الجزئي تمهيداً لدخول 30 ميجاوات للشبكة العمومية.
وستتمكن محطة الطاقة الشمسية من توفير طاقة بقدرة 120 ميجاوات للمدينة ما قد يحد من تزايد الانطفاءات.
وفي محافظة أبين قدمت دولة الإمارات المشروع الأهم في المحافظة التي تعتمد بشكل رئيس على الزراعة.
وقدمت دولة الإمارات لأبين مشروع بناء سد حسان الذي سيكشل نقلة نوعية للزراعة في المحافظة ذات الأرض الخصبة.
وسيكون السد المقدم من صندوق أبوظبي للتنمية الذي سيتم إنشاؤه على مساحة أكثر من 3 كيلو مترات مربعة ويتسع لبحيرة بحوالي 19 مليونا و500 ألف متر مكعب من المياه المخزونة ويتكون المشروع من حاجز ترابي بطول 2 كيلو ونصف متر مربع وجسم السد الذي سيتم إنشاؤه بمساحة أكثر من نصف كيلو متر من الخرسانات المسلحة، بالإضافة إلى موقع المفيض الذي يتم تحويل المياه إليه في حالة ارتفاع نسبة مياه السيول لتخفيف الحمل على جسم السد.
كما قدمت دولة الإمارات عددا من المشاريع في محافظات: شبوة وحضرموت وسقطرى بينها بناء وترميم عدد من المدارس ودعم قطاعات الصحة والتربية في هذه المحافظات.
زر الذهاب إلى الأعلى