حرص الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي خلال مرحلة إعداد ومناقشة وثائق المجلس بعد إعلان عدن التاريخي على تعزيز النهج الديمقراطي والشراكة في صناعة القرار ، كان ذلك في سياق استراتيجية اشرف عليها الرئيس القائد في إعدادها وتنفيذها ، واعدها نخبة من ذوي الكفاءة و الخبرات العلمية والعملية على كافة المستويات التنظيمية والسياسية ، كان الهدف استكمال تشييد البناء السياسي للمجلس الانتقالي وهو في المحصلة بناء للجنوب القائم على مبدأ – الجنوب بكل ولكل ابنائه – تواصل هذا البنيان على مراحل مدروسة وصولاً ، الى الهدف الاهم والمتمثل بإيجاد مرجعية سياسية للجنوب يستند لها الحق في المناقشة والإقرار والرفض لاي حلول تتعلق بالقضايا المصيرية لشعب الجنوب وفي مقدمتها الهوية الجنوبية واستعادة الدولة كاملة السيادة ، وها نحن نفتتح العام الجديد 2024 بذات الإنجاز والحدث والمتمثل بمجلس العموم الذي سينعقد غداً الثلاثاء بالعاصمة عدن بدعوة من الرئيس ، وهو حدث إستثتائي ومحطة فاصلة في المسيرة النضالية التحررية لشعبنا الجنوبي وانطلاقة قيادية وسياسية لمجلسنا الإنتقالي استوجبتها إستحقاقات شعبنا واشترطتها تحديات المرحلة في الحاضر والمستقبل.
جاء تشكيل مجلس العموم بقرار من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في سياق إكمال البناء السياسي الجنوبي ويعتبر مجلس العموم احد اكبر هيئات المجلس الانتقالي واهمها على الإطلاق كونه يضم هيئة رئاسة المجلس والجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والقيادة التنفيذية العليا للمجلس، وبالتالي هو المختص بمناقشة القرارات المصيرية لوطننا الجنوب ، ونظراً لذات الاهمية والدور والاختصاص السيادي والمرجعي فقد حرص الرئيس القائد على أن تكون هذه المرجعية تمثل الغالبية العظمى من شعب الجنوب والتي تم اختيارها وفقاً لمعايير المساحة والسكان العادلة لتمثيل الجنوب في جمعيته الوطنية كافة الهيئات التي يتكون منها مجلس العموم.
وخلاصة القول ؛ إن تشكيل مجلس العموم، هو الرد السياسي والشعبي الجنوبي على كل محاولات فرض الحلول على الجنوب.
كما إن انعقاد مجلس العموم بهذا التوقيت الذي تنشط وتتحرك فيه جهود العملية السياسية وإحلال السلام في سياق واتجاهات ضبابية، رسالة مفادها : إن القرار المصيري الجنوبي هو قرار الغالبية العظمى لشعب الجنوب المعبر عنها في مجلس العموم المختص في مناقشة واتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بهوية شعب الجنوب وسيادته على اراضيه وصاحب الحق في المناقشة والإقرار والرفض لاي حلول تتعلق بالقضايا المصيرية لشعب الجنوب وفي مقدمتها الهوية الجنوبية واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة ، فلا يمكن أن يمر اي قرار لا يقر بحق شعب الجنوب في استعادة دولته وأن حق الموافقة على اي حل أو رفضه يكون من خلال الإرادة السياسية الجنوبية وتضحيات شعب الجنوب ونضاله المستمر منذ العقود الماضية وحتى الآن الذي يطالب بنيل حريته واستقلاله الثاني وهي الإرادة الجمعية التي يمثلها ويعبر عنها مجلس العموم.
زر الذهاب إلى الأعلى