أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه تسريح 5 ألوية قتالية تعمل في غزة، ما يشير على ما يبدو إلى قرب الانتقال إلى المرحلة الثالثة في الحرب على القطاع المستمرة منذ نحو 3 شهور.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه وفقًا لتقييم الوضع وتطور القتال في غزة: قرر جيش الدفاع الإسرائيلي تسريح 5 ألوية قتالية من المناورة البرية في قطاع غزة – بما في ذلك اللواءان 551 و14 احتياط وثلاثة ألوية تدريب.
ويعتقد على نطاق واسع أن القرار محاولة للتخفيف من العبء الاقتصادي للحرب حيث استدعت إسرائيل جنود الاحتياط على نطاق واسع بلغ أكثر من 350 ألف مقاتل، ما ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي.
كما يؤشر القرار على قرب الدخول في المرحلة الثالثة من الحرب التي تركز على العمليات النوعية والقصف الجوي.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الخطوة تعني “قيام الجيش بتخفيض قواته في غزة”.
أما موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي فقال: “ستعود الألوية المكلفة بتدريب الجنود إلى ممارسة نشاطها المعتاد، بينما سيتم إطلاق سراح جنود الاحتياط للمساعدة في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي”.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “الجيش الإسرائيلي يخفض قواته في غزة”.
وتبحث الحكومة الإسرائيلية الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب التي تتضمن سحب قوات الجيش الإسرائيلي من داخل غزة إلى الحدود ووقف القصف المكثف والانتقال الى القصف المستهدف.
وفي هذا الصدد قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، الأحد: “لا يوجد إجماع في هذا الشأن، لكن بعض الجنرالات في هيئة الأركان العامة وبعض أعضاء الحكومة السياسية يدركون أن أسلوب العمل الحالي في قطاع غزة يقترب من استنفاد نفسه”.
وأضاف: “ويرتبط هذا، بالاعتبارات السياسية (العلاقات مع الولايات المتحدة) بالإضافة إلى العبء الواقع على أفراد الاحتياط، بداية العام الدراسي في الكليات والجامعات تخلق نقاط ضغط إضافية: من سيعفى من الخدمة أولا؟ الطلاب الصغار الذين قد يخسرون عامًا من الدراسة، أو الآباء وأصحاب الأعمال الذين بالكاد عادوا إلى المنزل لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا؟”.
وأشار إلى أن “المرحلة الثالثة لن تمثل نهاية الحرب في غزة، فالأهداف المعلنة للحملة ضد حماس ـ تفكيك قدرات المنظمة العسكرية والسيادية وكذلك إعادة الرهائن ـ لم تتحقق بعد”.
وقال: “هناك إجماع على ضرورة الحفاظ على القوة العسكرية لفترة طويلة، مع وجود قوات كبيرة نسبياً للدفاع عن حدود غزة والحدود اللبنانية”.
واعتبر هارئيل إنه “يبدو أن لحظة الحقيقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيادة هذه الحرب تقترب”.
وقال: “وبقدر ما يحاول التأجيل، سيكون مطلوبا منه اتخاذ قرارات صعبة في الشهر المقبل سواء فيما يتعلق بطبيعة الحرب في قطاع غزة أو فيما يتعلق بصفقة الرهائن المقبلة، إذا تمت صياغتها، وفي كلتا الحالتين، فهو يخشى مواجهة معارضة شديدة من الجناح اليميني في ائتلافه”.
ويضغط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من أجل مواصلة الحرب كما هي فيما يطالبه وزير الاقتصاد من حزب “الليكود” نير بركات بوقف إدخال الوقود إلى قطاع غزة.
وتضغط واشنطن على إسرائيل من أجل تعجيل المرحلة الثالثة التي تمهد بدورها لنهاية المعارك في غزة.
وهناك شكوك متنامية في قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق الأهداف المعلنة للحرب وعلى رأسها تقويض حركة حماس وإنهاء حكمها في القطاع.
وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر غير مسبوقة في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني، وسط تراجع الدعم الغربي مع استمرار القصف العشوائي للمدنيين.
وقتل أكثر من 21 ألف مدني غالبيتهم من الأطفال في الحرب الإسرائيلية على غزة بحسب وزارة الصحة في القطاع.
زر الذهاب إلى الأعلى