عقدت محكمة صيرة الابتدائية جلستها الاولى اليوم الاحد للنظر في قضية مقتل المجني عليه امير محضار محمد الكلدي ، برئاسة فضيلة القاضي نزار محمد بن محمد علي السمان ، وحضور القاضي ناصر علي الاعوش عضو نيابة خورمكسر.
وحضر المتهمون الخمسة الى قاعة المحكمة باللباس الازرق الخاص بنزلاء السجن المركزي ، فيما شهدت ساحة المحكمة والمداخل المؤدية اليها انتشارا امنيا كثيفا من كتيبة الحماية والمهام الخاصة ، مع غياب تام للمظاهر المسلحة التي تسببت بتاجيل جلسة الاسبوع الماضي.
وفي الجلسة قدم المتهم علاء المشرقي – القائد السابق للقطاع الشرقي في الحزام الامني روايته لما حدث ، فيما شهدت الجلسة حوارا مباشرا بينه وبين والد المجني عليه استمر لعدة دقائق وسط صمت تام من محاميا الطرفين.
*قرار الاتهام ومطلب النيابة*
وفي الجلسة قرات النيابة العامة قرار الاتهام ، والذي نص على اتهام كلا من :
1 – علاء عبد الكريم علي قاسم المشرقي – ٣٦ عام – قائد القطاع الشرقي حزام امني الشيخ عثمان.
2 – أسامة نبيل احمد علي – ٢٢ عام – عسكري حزام امني الشيخ عثمان.
3- أحمد عمر احمد محمد مقرم – ٢٥ عام – عسكري حزام أمني الشيخ عثمان.
4- عبد اللطيف عبد الله علي نصر – ٢٤ عام – عسكري حزام أمني.
5- عمر سعيد سالم عبد الله – ٢٣ عام – عسكري حزام امني.
بأنهم بتاريخ ٢٠٢٣/٦/٢٤م وبدائرة اختصاص نيابة خور مكسر الابتدائية ومحكمة صيرة الابتدائية (( تسببوا بخطأهم بقتل المجني عليه امير محضار محمد الكلدي ، نتيجة اخلالهم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم الأمنية ، ومخالفتهم للوائح الشرطوية وذلك بان قاموا بأطلاق النار الكثيف من أسلحتهم الآلية على المجني عليه الذي كان متوقفا في منطقة خالية بجانب جولة المجاري مديرية خور مكسر م/عدن على مركبته الآلية نوع باص فوكسي ، ومحاولته المغادرة مسرعاً اثناء ما كانوا في مهمة أمنية ، الأمر الذي تسبب بإصابة المجني عليه بعدة إصابات جسمانية أودت بحياته في الحال وعلى النحو المبين في تقرير الطبي الشرعي والأوراق )).
وقالت النيابة العامة ان هذا الامر يعاقب عليه طبقا للشريعة الاسلامية واستنادا لنصوص المواد ( 16 ، 238 ) من قانون الجرائم والعقوبات.
وطلبت النيابة العامة ، الحكم على المتهمين بالعقوبات المقررة شرعاً وقانوناً مع الحكم بمصادرة الأسلحة الآلية المضبوطة ، مع مراعاة محاكمة المتهمين بإجراءات محاكمة مستعجلة كونهم محبوسين على ذمة القضية.
*قائمة ادلة الاثبات*
واستعرضت النيابة العامة قائمة ادلة الاثبات كالتالي :
1- اقرار المذكورين في محاضر جمع الاستدلالات.
2- شاهدا اقرار تواجدا اثناء التحقيق مع المتهمين ( الثاني حتى الخامس ) في البحث الجنائي.
3- تقرير الطبيب الشرعي.
4- تقرير الادلة الجنائية المصور والمكتوب بتاريخ ٢٥/ ٦ / ٢٠٢٣ ، الخاص بمسرح الجريمة وجثة المجني عليه امير محضار الكلدي.
5- البلاغ العملياتي الصادر عن عمليات الحزام الامني بتاريخ 26 يونيو 2023 .
6- آثار طلقات النار على سيارة قائد القطاع ، وتسليم المتهمين لاسلحتهم.
7- الاسلحة المحرزة للمتهمين.
8- تناقض اقوال المتهمين حيث يفيد احد المتهمين انه اطلق طلقة تحذيرية الى الارض عندما رفض المجني عليه امير محضار فتح باب الباص بينما قال بقية المتهمين انه لم يقم بذلك ، كما يفيد احد المتهمين بانهم شاهدوا الباص اثناء قيامهم بعملية التمشيط بعد جولة الرحاب ، فيما ينفي بقية المتهمين ذلك.
9- عدم حضور المتهم علاء المشرقي امام النيابة ، وامتناع المتهمين عن الادلاء باقوالهم امام النيابة.
*رد المتهمين على قرار الاتهام*
ولدى سؤال المتهمين عن ردهم على قرار الاتهام وقائمة ادلة الاثبات اجابوا بانهم ينكرونها جملة وتفصيلا.
*رواية المتهم الاول علاء المشرقي*
بعدها طلب المتهم الاول علاء المشرقي القائد السابق للقطاع الشرقي في الحزام الامني الاذن بالحديث ، وقال : (( نحن لا ننكر مقتل المجني عليه ، وذلك أثناء قيامنا بالاشتباك مع خلية قاعدية ، لاني في ذلك اليوم كنت معرضا لمحاولة اغتيال من شخص يدعى ابوطلحة ، وهو نفس الشخص الذي قتل اكرم اخي ، وكنت حاضر مع المرافقين في المعسكر بسبب تسليم مرتبات العساكر في ذلك الوقت ، وحينها حصل ضرب رصاص الى داخل المعسكر بغرض اخراجنا من المعسكر ، ثم خرجت وسألت الحراسة عن مصدر الرصاص فأجابوني بانه من جهة غازي علوان )).
واضاف المشرقي : (( خرجت مع المرافقين مسافة 2 كيلو ، ولم نجد احدا ، كان المكان ظلمة حالكة ، دورنا وعدنا الى القطاع ، وحينها حصلنا باص نوع فوكسي في الخط الثاني المؤدي الى القطاع ، وقفنا امامه ، وقلت للمرافقين شوفوا ايش في ، فنزل اثنان من المرافقين ودقوا عليه الزجاج ولم يرد ، حاولوا فتح الباب ولم يرد ، وكانت السيارة شغالة واضاءتها طافية ، ثم اقتربوا عندي وقالوا لي شوف ما حد يرد من داخل الباص ، واول ما نزلت من السيارة ومباشرة عند نزولي وكان ظهري باتجاه الباص ، تفاجأت بهجوم بطلقات نارية من الجهة الثانية وكان عدد الطلقات كبير ، ومباشرة اول ما حصل اطلاق نار ، تحرك صاحب الباص الى الخلف وصدم سيارتي ، وبسبب الصدمة تقدمت سيارتي وسقطت ارضا ، وحصل اشتباك بين المرافقين والجهة التي اطلقت الرصاص لمدة دقيقة الى دقيقتين ، ثم قدم المرافقون الى عندي واخذوني بعيدا عن السيارة والباص حوالي عشرين مترا )).
وتابع قائلا : (( بعدها مباشرة اتصلت بمدير الامن اللواء مطهر الشعيبي وبالعميد محسن الوالي وعمليات الاحزمة الامنية ، واخبرتهم بما حصل ، وفي حينها لم اشاهد المجني عليه ولا من هو داخل الباص ، ولم يكن لدي غير مسدسي فقط ، ابلغت المسؤولين الامنيين قالوا لي اعمل طوق امني على الموقع لكيلا يقترب احد من السيارة ، ثم نزلوا اصحاب التكنيك الجنائي ومحقق من شرطة العريش ، بعدها قلت للتكنيك الجنائي الباص والجثة عندكم ، قالوا لي لا ، انت استلم متابعة العملية حسب التوجيهات التي لدينا ، اتصلت بالعمليات فقالوا لي نفذ توجيهات مدير الامن فسحبت الباص الى القطاع ونقلت الجثمان الى الثلاجة ، وفي اليوم الثاني ذهبت الى المستشفى لافحص ما حصل لي على ركبتي )).
— القاضي لبقية المتهمين : هل تريدون قول شيء ؟
– المتهمون الاربعة : ننظم الى كلام واقوال الاخ علاء.
*حديث بين المشرقي ووالد المجني عليه امام القاضي*
بعدها طلب المتهم علاء المشرقي الحديث مع والد المجني عليه ، فاذن القاضي.
* المتهم المشرقي : يا عم محضار انا حاولت الوصول اليك اكثر من مرة ، واريدك يا عم محضار ان تسأل هذه الاسماء – ذكر عدد من الاشخاص – اردت الوصول اليك واقول لك هذا مسدسي ، وهذا ما حصل لولدك ، وانت احكم واقطع وامنع ، واذا حكمك علي قتل اقتلنا ، لكن للاسف ما وصلوا لك الكلام ، لان في ناس والله ما غرضهم قضية ابنك ، لكن يريدوا يدقوا علاء المشرقي فقط.
– والد المجني عليه : ليش ما اجيت انت ؟
* المتهم المشرقي : والله ما قدرت اوصل ورجعونا اكثر من مرة يا عم محضار.
– والد المجني عليه : كنت باتجيني وباتقول الموضوع واحد اثنين ثلاثة ..
* المتهم المشرقي : يا عم محضار والله الذي لا اله الا هو ، اشتيك تسألهم نفر نفر ، وانا مستعد اثبت لك اني حاولت مع اكثر من قائد واكثر من شخص ، قلت لهم ودونا عند عمي محضار ، وباقول له اللي حصل واحد اثنين ثلاثة ويحكم ويقطع ويمنع هو ، اسالهم يا عم محضار ، وعندي تسجيلات صوتية تثبت هذا الكلام.
– والد المجني عليه : جثة ابني لم نعثر عليها الا بعد ثلاثة ايام ، ثلاثة ايام ونحن نبحث ..
* المتهم المشرقي : ادخل ادارة الامن وشوف السجل الجنائي حقهم سجل البلاغات ، باتلاقي بلاغ رقم 36 بتاريخ 24 او 25 ، شوف البلاغ باسم من ، والله اننا في نفس اليوم بلغت يا عم محضار ، انا ما اخفيت ولا خبيت حاجة.
– والد المجني عليه : ثلاثة ايام وانا مش عارف ابني فين ، لما بعدين عرفنا ان في واحد قتل عند جولة المجاري.
* المتهم المشرقي : يا عم محضار انا اسلمك عمري ، انا ما كنت اعرف من هذا الشخص ، سلمت كل شي لادارة البحث ، لقيت الجوال وما لقيت عليه بطاقة.
– والد المجني عليه : كان هناك جواز موجود.
* المتهم المشرقي : ما عرفت شي ، مسجل يافع ، الجوال اللي حصلته انا مافيه اي محادثة او مراسلة او اي شي يوصلنا لكم.
– والد المجني عليه : يا علاء ..
* يقاطعه المشرقي : يا عم محضار ، انا اكثر واحد اشعر بوجعك ، لاني جربت هذا الوجع ثلاث مرات ، ابوي فجروا سيارته بعبوة ، واخي قتلوه بعده بعشرين يوم ، وكرم اخي الثالث ، انا اشعر بوجعك لاني جربته ، ولهذا كنت واجي لعندك اسلمك عمري ، ورحت سلمت نفسي بنفسي للواء شلال ، ولما خرجت لنقطة مصنع الحديد كنت اريد اتاكد من اللي قتل اخي ، وكنت قادر اروح وارجع وماحد داري من انا ، واسال على علاء المشرقي انا لا حق حبوب ولا حق قتل ولا حق حاجة ، والموضوع لا زال بيدك وهذا كلام اقوله امام القاضي.
– والد المجني عليه : يا قاضي ابني جلس ثلاثة ايام في الثلاجة ونحن مش عارفين فينه .
* المتهم المشرقي: مش من عندي التقصير ما كنت اعرف من هو.
– محامية المتهمين : للامانة تم تكليفي بمساعي الصلح من البداية ، لكن ممكن الاجراءات القضائية تستمر ومساعي الصلح تستمر.
* المتهم المشرقي : سيدي القاضي انا لا زلت عند كلامي ، انا اسلم امري للعم محضار يقطع ويمنع ويقرر ما يريد ، والان باسجل على نفسي ورقة عندك سيدي القاضي وساوقع وابصم عليها وينتهي الموضوع.
*تقديم طلبات المحامين*
بعدها قدم محاميا اولياء الدم ايهاب باوزير وعبدالله عبدربه ، مذكرة مكونة من خمس صفحات مطبوعة ، تتضمن طلبا بتعديل قرار الاتهام المقدم من النيابة العامة بخصوص الوصف القانوني المذكور فيه من جريمة قتل غير عمدية الى جريمة قتل عمدية.
وطلبت النيابة العامة الاطلاع على الطلب واحضار الرد عليه في الجلسة القادمة.
كما تحدثت محامية المتهمين ليزا مانع سعيد بالقول : (( تحدثنا مع اولياء الدم وسعينا منذ بدء اجراءات التحقيق للصلح وفق ما يراه اولياء الدم مناسبا ، ليس اقرارا بالتهمة ولكن لأن هناك روحا ازهقت هي روح المجني عليه ، لكننا نرفض جملة وتفصيلا ما جاء في قرار الاتهام والذي سعت النيابة العامة فيه الى بتر عدد من الدلائل على براءة المتهمين )).
كما قدمت طلبا بالافراج المؤقت عن المتهمين حتى يتمكنوا من مواصلة السعي للصلح ولكون الجريمة المذكورة في قرار الاتهام قتل خطا ، وطلبت فرصة للرد على ما جاء في طلب التعديل المقدم من محاميا اولياء الدم.
*قرار المحكمة*
وعليه قررت المحكمة ما يلي :
اولا: تمكين النيابة العامة من الرد على الطلب المقدم من محاميا المجني عليه.
ثانيا: تمكين النيابة العامة من احضار ما لديها من ادلة الاثبات.
ثالثا: رفض طلب الافراج المؤقت المقدم من محامية المتهمين.
رابعا: التأجيل الى جلسة الاحد 31 ديسمبر.
رفعت الجلسة.
#عبدالرحمن_انيس
زر الذهاب إلى الأعلى