حنين فضل سيود
مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج، 39 كم، إلى الشمال من العاصمة عدن، تنتسب إلى “مزاحم بلجفار”؛ وهو رجل صالح تقام له زيارة حولية من رجب، وتعتبر من أعظم المناسبات، فالتجار ينتظرونها بفارغ الصبر، كموسم للخير.
تشتهر “لحج” بالزراعة المتنوعة ومنها زراعة الروائح الطيبة (الفل والكاذي والورود)، ناهيك عن الخضروات والفواكه بشتى أنواعها؛ أصبح مسمى لحج الخضيرة، وبستان الحسيني، نسبة الى وادي الحسيني، الذي يغذي الأراضي الزراعية بمياه الامطار، والمياه الجوفية.
وتعد الزراعة المصدر الرئيس لغالبية سكان لحج، ويواجه الكثير من مشاكل الفقر وشظف العيش، ناهيك عن تفشي الأمية بين أوساط الفتيات والشباب، نتيجة عدم مقدرة الأهالي على تعليم أبنائهم، وهي قضية لم تتم معالجتها منذ نحو ثلاثة عقود وأكثر، حيث لم تهتم الحكومات المتعاقبة بالزراعة في لحج، ناهيك عن تعرض الكثير من المزارع للجفاف بفعل تسلل مواد كيماوية من “مصنع الاسمنت”؛ يقع المصنع على مجرى السيل وتتسلل الكثير من المواد الكيماوية التي تستخدم في انتاج “الاسمنت”، إلى قنوات الري ومنها إلى الزراعة، الأمر الذي تسبب بتلف للكثير من الأشجار، وقضى تماما على التربة الزراعية.
اما الإرث التاريخي للحوطة، فهي تحتضن الكثير من المعالم التأريخية ومنها، “قصر السلطان”؛ أبرز معالم الحوطة حالياً وهو قصر السلطان عبد الكريم بن على بن عبد الله العبد لي السلاّمي قام ببنائه عام 1347 للهجرة.
اما المعالم الدينية، منها: “الجامع الكبير”، وهو من أهم مساجد مدينة الحوطة، بناه السيد عمر بن عبد الله المساوي في عام 1083هجرية.
أما مسجد الدولة، فقد بناه السلطان أحمد فضل العبدلي السلاّمي وجدده شقيقه محمد بن محسن عام 1292هجرية ويعتبر من أجمل المساجد في الحوطة؛ يأخذ طابع بنائه على نمط مساجد الشرق الأقصى.
وللحوطة أرثاً فنياً غنياً، يمثل “علامة الجودة”، على مستوى البلد (الجنوب)، تاريخ فني عريق اشتهرت به لحج، بفضل أدباءها شعرائها وفنانوها ومثقفوها العظام، من الأمير الشاعر أحمد فضل القمندان، وعبدالله هادي سبيت، وصالح فقيه، وفضل محمد اللحجي، والأمير عبده عبد الكريم، وغيرهم ممن شاركوا في صنع هذا التاريخ الفني وبناء أساساته المتينة، وجعله متميزا عن غيره بتنوعه الفريد”.
زر الذهاب إلى الأعلى