اخبــار محليـةالرئيسيــةتقـــارير

نجاح المشاريع الصغيرة ترسم ملامح مستقبل افضل

منارة عدن/ مريم بارحمة
تسهم المشاريع الصغيرة في رفد اقتصاد الأسرة والسوق المحلية، وكثير من الفتيات لم يجدن التوظيف حتى بعد التخرج من الجامعة ولكن لم يقف ذلك حجرة عثرة أمام مستقبلهن وآمالهن ومساعدة اسرهن، بل طرقن سوق العمل ومن داخل بيوتهن، ونحتن مشاريعهن بأحرف من ذهب للوصول للنجاح متحديات كل الصعوبات، كما أن بعض المشاريع الصغيرة قدمت الكثير من فرص العمل للفتيات، ونظراً لأهمية المشاريع الصغيرة بالعاصمة عدن ومحافظات الجنوب أردنا أن نسلط الضوء عليها فهي تعد عصب اقتصاد الأسرة الجنوبية. ولمعرفة بعض المشاريع الناجحة وكيف كانت البداية والانطلاق في المشاريع؟ ولماذا اختارت النساء هذه المشاريع بالذات؟ ومن قدم لهن الدعم المادي أو المعنوي؟ وكيف استطعن ان ينجحن بمشاريعهن رغم التنافس؟ وما المعوقات التي واجهتهن بداية الانطلاق بالمشروع والصعوبات الحالية التي تواجههن؟ وكيف يقيمن القدرة الشرائية للزبائن والاقبال على مشاريعهن؟ وما رسالتهن للشباب والمجتمع والحكومة؟ وما هي تطلعاتهن وطموحاتهن المستقبلية؟
-انطلاق للعمل بثقة
البداية مع الأستاذة نادية جمال عبدربه عبيد، تمتلك صالون نون لتنظيف البشرة (نون كير)، تتحدث قائلة:” كانت بداية مشروعي في نطاق الأهل، واخترت المشروع لحبي لمجال تنظيف البشرة؛ مما ينتج عنه من استرخاء وشعور لطيف”.
بينما المهندسة وئام منيف عبدالرقيب ، خريجة كلية الهندسة ITتمتلك مشروعين طباعة وكبس حراري ومشروع صناعة اكسسوارات من الريزن تقول:” البداية الحمدلله كانت موفقه؛ لأن عندي مشروع قبله وهو الطباعة والكبس الحراري فأردت أطور وأنوع بالقطع، يعني أواكب الأشكال والأفكار الجديدة، ففكرت بمشروع الريزن؛ لأنه توجد به لمسات إبداعية ومتميزة من أنواع القطع وأحجامها وألوانها وأنه بكل قطعة ممكن أخرج بأفكار جديدة”.
بدورها الأستاذة خولة عائش عبدالله علي، مديرة روضة خاصة تعمل بصناعة البخور العدني ومكملاته، تتحدث قائلة:” مشروعي صناعه البخور العدني العرائسي والزباد والاخضرين ومكملاته وتوابعه، اسمه بخور خوخه العدني.
بدايتي كانت مجرد هواية بتخليط العطور الشخصية، وعمل البخور الشخصي لي ولأهلي وصديقاتي ..اخترت صناعة البخور؛ لأن عادات التبخير واحتياجنا واحتياج كل بيت عدني وعربي لروائح الطيبة فهي جزء كبير في حياتنا، وكذلك شغفي لحب العطور جعلني أبدع بهذا العمل واختاره”.
وتتحدث المهندسة سارة منيف سالم محمد، خبيرة تجميل (ميك اب ارتيست)، قائلة:” البداية كانت منذ الصغر كنت أحب الألوان والرسم كنت اشاهد المكياج (الميك اب) الخاص بأمي وخالاتي وألعب فيه سواء على وجهي أو وجوه أقاربي، بعد الثانوية بدأت ادخل اليوتيوب واشاهد مقاطع فيديوهات كثيرة بالمكياج، واطبقها على صديقاتي ومع الوقت كان يعجبهن ويطلبن اعمل لهن إذا معهن مناسبة، وحبة حبة بدأت اتطور. واصبحت أعمل لهن بحفلات خطوبتهن أو غسلهن، لكن ما كنت مركزة كثير بحكم أني كنت ادرس بكلية هندسة. وبعدما تخرجت من الجامعة وفتحت مشغل في بيتي، اشتريت الأدوات وبدأت أعلن عن مشروعي والحمدلله بدأوا الناس يعرفوني.
بالنسبة لاختياري لهذا المشروع بالذات؛ لأنه هواية أحبها فأردت أن يكون متعة وممارسة هواية وبنفس الوقت مصدر دخل”.
فيما تقول الأستاذة إحسان صلاح الدين كُريم، تمتلك مشروع طبخات ومأكولات مصرية وبخور عدني :” بدايتي كانت في البخور أحب الرائحة الطيبة وأفرح كثير عندما أكسب من أجل بيتي، وعملت البخور وحاولت ابيعه مع انه الشعب العدني استاذ في صناعة البخور، ولكن والحمدلله مشي الحال نوعا ما، وقليل دائم ولا كثير منقطع، وبعد فترة مع صناعة البخور اشتغلت في طباخة الاكلات المصرية، طبعا بتشجيع من أهل بيتي وصديقاتي، وكل الذين حولي”.
-الدعم والتشجيع
ولمعرفة من قدم لهن الدعم المادي او المعنوي تتحدث م. سارة قائلة:” بالنسبة للدعم فأكيد أهلي هم الداعم الأساسي ومصدر التشجيع المادي والمعنوي ولا أنسى دور صديقاتي واصرارهم الحاد بأنني سوف انجح وانطلق في هذا المجال”.
بينما تردف أ. خولة :”الدعم المادي كان شخصي لم يدعمني أحد، أما المعنوي أهلي كان لهم النصيب الاكبر وزوجي وصديقاتي”.
بدورها تقول أ. إحسان :” الذين قدموا لي الدعم المادي والمعنوي أمي وأخت زوجي ضياء وزوجي وأهله وأيضاً بنتي، وكذلك صديقاتي المصريات و الحضرميات وأهلي ربنا يبارك فيهم”.
وتضيف م. وئام: ” أمي وأبي حفظهم الله ودعمهما المادي والمعنوي، وكلمات الثناء التي اسمعها من صديقاتي والزبائن كان لها أثر كبير في نفسي بتقديم الأفضل”.
فيما أ. نادية تردف:” بدأت من الصفر بمساعدة أهلي وزوجي ولا أنسى أبي وجهوده في اختراع وسائل بديلة لعدم قدرتي على شراء الأجهزة”.
-الثقة والاتقان
وبخصوص كيف استطعن ان يكافحن ويصمدن حتى نجحت مشاريعهن، تتحدث أ. خولة قائلة :” هو مصدر رزق بالمرتبة الأولى وشغفي جعلني أُصر على ان ينجح مشروعي، حتى لو لم يكن الدخل دائماً، لكن قليل دائم ولا كثير منقطع”.
بينما تردف أ. نادية :” بالإتقان والأمانة وحب الناس لي ولعملي أعطاني دافع ايجابي للتقدم والظهور والنجاح”.
فيما تقول أ. إحسان :” الحمدلله نجاحي من رب العالمين وفقني وأعطاني القوة والثقة أن أعمل من داخل بيتي واشتغل واحصل على دعم مادي لا بأس فيه يساعدني، احمد الله أن الناس ترى أن مشروعي ناجح”.
وتضيف م. سارة :” النجاح بالنسبة لي هو رضى الزبونات التام عن عملي وخروجهن من عندي مرتاحات، والحمدلله التي تزورني مرة تعيد الزيارة في كل مناسبة معها، ولا ننسى أن خروج الزبونة وهي راضية تمام الرضى هذا من أهم الأدوات التسويقية؛ لأنها بالتأكيد سوف تتحدث مع من حولها عن مشروعي وخدماتي، وبالتالي تكوين سمعة طيبة عند الناس وبالأول والأخير هذا كله توفيق من رب العالمين”.
وتؤكد م. وئام :” استطعت ان انجح بإتقان شغل القطع والتنوع بالأفكار، واستخدم صفحة بالفيس والواتس للترويج وعرض المصنوعات، وأكيد دعم الصديقات اللاتي دعموني بنشر أعمالي في حالات الواتس”.
-صعوبات وإصرار
وعن المعوقات التي واجهتهن بداية الانطلاق بالمشاريع والصعوبات الحالية التي تواجههن، تتحدث أ. احسان قائلة: ” في البداية كان مشروعي غير معروف، وكنت لا أمتلك الخبرة في الشراء والبيع. أما الصعوبات الحالية اكيد غلاء المعيشة في كل شيء، بالنسبة لبيع المأكولات المكسب قليل مع ارتفاع الأسعار. وحتى البخور ارتفاع أسعار مواد صناعة البخور سيؤدي بنا إلى الاحباط وتوقيف العمل”.
وتؤكد أ. خولة :” الغلاء وتفاوت الصرف هو أكبر معوق بنسبه لي”.
بدورها م. وئام تقول:” ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع العملة الأجنبية وتدهور العملة المحلية، وهذا للأسف وضع البلاد ككل، وصعوبة نواجهها”.
وتؤكد أ. نادية بقولها :”من الصعوبات: الزبائن ذوي الدخل المحدود؛ لأني اراعي الناس بالأسعار، والصعوبات الحالية أن كل المنتجات تباع بالريال السعودي والدولار، إضافة إلى مصاريف الشحن وسعر الصرف الغير مستقر؛ ولأن أسعاري مناسبة لظروف الناس اضطررت إلى العمل في جزء من منزلي بسبب ارتفاع إيجارات الصالونات والشقق”.
وتلخص م. سارة الصعوبات بقولها :” أولاً: الكهرباء وكثرة انقطاعها وهذا اضطرني لشراء ماطور كبير، وطبعا لا يخلو الأمر من الأعطال والصيانة وهذا يستنزف وقت وجهد وأيضا مبالغ مالية. ثانياً: ارتفاع أسعار المنتجات بشكل دائم وهذا يؤثر على مسار العمل، خصوصاً أنني من الناس التي لا تحب رفع الأسعار فظروف الناس متدهورة كثير، والصعوبات مازالت مستمرة، لكن أصبحنا نتجاوزها ونحاول نسيطر على الوضع”.
-المشاريع في تطور
وبالنسبة لإقبال الزبائن على مشاريعهن والقدرة الشرائية للزبائن:” تقول أ. نادية:” الإقبال جيد جداً، والحمد لله مشروعي في تطور وأسعاري تتناسب مع قدرة الزبائن الشرائية”.
بدورها م. سارة تضيف :” بالنسبة للإقبال فالحمدلله، مشروعي من أهم المجالات اقبالاً خصوصاً في العاصمة عدن، لكن المعضلة تكمن في قدرات الزبائن المالية فأحيانا كثيرة نضطر في تخفيض الأسعار أو تديينهم إلى آخر الشهر وهذه النقطة قد تكون ايجابية بالنسبة لي؛ لأنها سبب الاقبال علي، الحمدلله فأسعاري تعد منخفضة مقارنة بالبقية”.
بينما تؤكد م. وئام قائلة:” الحمدلله يوجد اقبال على مشروعي والزبائن في تزايد وهذا بفضل الله”.
وتردف أ. إحسان :” الاقبال على مشروعي نوعا ما، يعني ممكن في الاسبوع تجي أربع زبائن، والاقبال إذا كل يوم زبون راضية، والناس تشتري وتحب الأكل المصري والحمدلله”.
وتتحدث أ. خولة:” الإقبال الحمدلله أفضل، ويزيد الاقبال على حسب مواسم الأعراس والمناسبات أيضاً”.
-دعوة للأمل والابداع بالعمل
وعن رسالتهن للشباب والمجتمع والحكومة تقول أ. نادية :” رسالتي للشباب كل شخص لديه هواية أو قدرة على عمل مشروع ولو بسيط أن يكافح بقدر ما يمكن على أن يجعل رضا الله طريقه لينال الرزق وستر الحال. ورسالتي للمجتمع أن يشجعوا كل شخص يحاول أن يستر حاله ويكفي أهل بيته، ولو بعمل بسيط ولا يقللوا من تعبه وحتى إن كانت الفكرة لا تتناسب مع أفكارهم الشخصية يدعموه ولو بكلمة طيبة. وأما الحكومة أتمنى أن تقدم الدعم المادي للشباب الذين هم فعلاً محتاجين من يدعمهم لكسب لقمة العيش الحلال”.
وتوجه م. سارة رسالتها قائلة:” رسالتي للشباب أي شخص عنده موهبة يحاول ينميها، ويدخل دورات ويستثمر نفسه، ومهما واجه من نقد في البداية يستمر ولا يلتفت لأحد، واتمنى من الحكومة دعم الشباب. انا الحمدلله وجدت من يدعمني، لكن في شباب كثير دفنت أحلامهم بسبب عدم توفر المادة فرسالتي للحكومة انها تقوم بعمل دورات مجانية وتمويل للشباب خصوصاً الذين يمتلكون حرفة أو موهبة معينة”.
بدورها تقول أ. إحسان :” رسالتي للشباب تعلموا واشتغلوا على الموجود، والجودة بالموجود واشغلوا وقتكم بالدراسة والعمل، وللمجتمع ربنا يصلح حالنا جميعاً للأفضل، وكل شخص اشتغل على نفسه اكيد ربنا سيكرمه، وأما الحكومة حاولوا تتقوا الله فينا”.
بينما م. وئام تضيف :” على الشباب عدم الإحباط من أوضاع البلاد وان لا يؤثر على حماسكم ومستقبلكم فأنتم من تصنعوه، فأبدوا واعملوا أي عمل تشعروا أنه ممكن تبدعوا فيه”.
بدورها تردف أ. خولة :” الرسالة الأهم للشباب لابد من العمل طالما موجودة الصحة والمقدرة، اعمل حتى إذا لم يكن الحظ في البداية معك، مع الاستمرار ستنجح وستصل للمكانة التي تريدها، ويتحسن دخلك ومعيشتك”.
-آمال وطموحات كبيرة
وأما بخصوص أمالهن وطموحاتهن بالتطوير ومزيد من النجاح، تقول م. وئام :” بإذن الله اطمح أن مشاريعي تكبر و تتوسع أكثر”.
وتضيف أستاذة خولة أطمح بأن سيصل بخوري لكل العالم ويكون لمشروعي علامة تجارية خاصة به”.
بينما أ. نادية تردف:” أمنيتي أن بلادنا تزدهر ويعم الأمن الأمان، وتتوفر فرص عمل للشباب، ويجب التركيز الدقيق على التعليم، فالتعليم أساس الوصول لكل الطموح”.
بينما م. سارة تقول:” بالنسبة للأحلام كثيرة، والله أنا لم أحقق ربع أحلامي، لكن أحاول اطور واشتغل على نفسي أكثر وأكثر، وطبعا اتمنى يكون لي اسم وشهرة كبيرة على مستوى عالمي وليس بالجنوب فقط”. .
وتضيف أ. إحسان :” آمالي المستقبلية اننا نعيش بأمان، واكيد عندي احلام لا تنتهي واطمح للأحسن دائماَ والنجاح بفضل من ربنا، والحمدلله على كل حال، وشكرا لكم ولموقع وصحيفة 4 مايو على هذا التشجيع لنا”.
مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى