تشتهر القارة الأفريقية بحياتها البرية الغنية، وكينيا ليست استثناء، حيث تتنوع الحيوانات في هذا البلد، إلا أن أنواعاً من هذه الكائنات البرية باتت مهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية، مما يدعو المسؤولين لبذل مزيد من الجهود للحفاظ عليها..
وفي هذا الإطار، قالت ماكينا إيريري مديرة بـ(التحالف العالمي من أجل الطاقة للشعوب) بنيروبي:
الحيوانات والطبيعة والحياة البرية كما كنا نعرفها ستصبح مختلفة خلال سنوات من الآن، بل هي في طور التغيير حاليا نتيجة لتغير المناخ.
البيئة التي تعيش فيها تلك الحيوانات تضمحل وتتضاءل، حيث يستولي البشر على المزيد من الأراضي من أجل زراعتها، وهذا ناجم عن الضغط الذي تتعرض له البيئة نتيجة لتغير المناخ.
أتمنى أن نرى هذه الحيوانات باقية في غضون الأعوام العشرة المقبلة، إنما ذلك لن يتسنى لنا ما لم نتخذ إجراءات من الآن، وإن لم نغير سلوكاتنا فلن نرى هذه المخلوقات في المستقبل.
عندما أقول السلوك فإنني أعني بذلك تصرفات العالم أجمع، فما نقوم به على الصعيد العالمي يساهم في حدوث التغير المناخي، وأقصد بذلك الكف عن استخدام الوقود الأحفوري في مختلف أنحاء العالم، حتى نضمن أننا لا نساهم فيه، وذلك باعتماد الطاقات المتجددة ، وهذا يبدأ من الأفراد لأنه أمر مهم، ولكن يجب أن ينسحب الأمر على العالم برمته، والتشجيع عليه من خلال استقطاب التمويل والمساهمة في حماية أماكنَ كهذه المحمية.
حاليا يهطل المطر على نيروبي في شهر سبتمبر، لم يكن هذا موسم المطر عندنا من قبل.
كان يفترض أن تمطر السماء في يونيو ويوليو الماضيين، ثم تجف الأرض بعدها و نشرع في وضع البذور، وننتظر سقوط المطر في ديسمبر، ولهذا فإن ما تحدثتَ عنه قد بدأ فعلا يؤثر في حياة الناس.”
اضطراب المواسم أصبح أمرا واقعا، وهو له أثر واضح، إذ إن المزارعين لم يعودوا يعرفون متى يحرثون، ولا ماذا يستثمرون في الزراعة، لأنه لا علم لهم متى ستحُل الأمطار.
أما عما إذا كان ما نقوم به كافيا؟ فإن جوابي هو لا، لأننا وضعنا عددا كبيرا من خرائط الطريق، وقدمنا وعودا كثيرة بخصوص التمويل الذي سيرصد للقارة الأفريقية للتصدي لهذه المشاكل، لكن لا شيء من ذلك تحقق.
اعتقد أنه ثمة الكثير مما يمكننا القيام به مجتمعين، ونحن مثلا في مؤسسة التحالف العالمي للطاقة من أجل الكوكب، نبذل قصارى جهدنا لاستثمار تلك الموارد المالية على الوجه الأمثل.
نحن نستخدم أموال التبرعات لإثبات جدواها حتى نتمكن من استقطاب المبالغ المالية الأكبر التي يبدو أن أصحابها مترددون في تخصيصها لهذه القضايا.
أنجزنا حتى الآن بعضا من المهمة، لكننا لم نحقق بعد ما نصبو إليه.
فحجم المشكلة هائل، والتمويل والكفاءات البشرية والتنظيم الخاص بالتكنولوجيا موجود، لكنه يتطلب أن يكون ثمة إيقاع أسرع.
كلما تكلمنا عن الطاقات المتجددة فإن أول ما يطرح أمامنا هو سعرها، فالناس لن يستخدموها إلا لما ينخفض ثمنها إلى مستوى تنافس به مصادر الطاقة الأخرى، إذن ثمة حاجة لتطويل الطاقات المتجددة وخفض الأسعار بالنسبة للشركات والقيام بأمور أخرى كثيرة لجعل تكاليفها في المتناول.
كما أنه يجب تطوير التكنولوجيا لاستخدام ذلك النوع من الطاقة، وهذا أمر يطرح مشكلة صعبة خصوصا في عموم أفريقيا.
دخل الناس محدود للغاية وهم بحاجة للدعم للحصول على تلك التجهيزات، ولذلك من بين الأمور التي نقوم بها، لتوفير قروض استهلاكية، حيث يدفعون الأقساط على مدة طويلة، حتى يستطيعوا استخدام تلك التجهيزات.
هناك آليات عمل قائمة، وبخصوص المهارات فإن أفريقيا تكتنز مقدرات كبرى من المهارات التي سنحتاج اليها في المستقبل.
لذلك يجب أن نستثمرمنذ الآن في الأشخاص وفي التخصصات المتعلقة بالطاقات المتجددة، إضافة للاستقادة من تجارب البلدان التي لها إنجازات جيدة في هذا المجال.
فالمشكلة اذن جماعية وهناك حلول جماعية ، لذلك أظن أنه يجب وضع الحلول في المواضع التي تستحقها أكثر.
زر الذهاب إلى الأعلى