أعلنت حركة حماس، الأربعاء، استهداف جنود إسرائيليين وآليات عسكرية متوغلة جنوب مدينة غزة بصاروخ موجّه من طراز “كونكورس”، الذي يُوصف بـ”قاتل الدبابات والدروع”.
وفق مقطع فيديو، بثّته كتائب القسّام، ليل الأربعاء، فإنّ مقاتلي حماس، دمّروا نحو 136 آلية عسكرية إسرائيلية، كليا أو جزئيا، وإخراجها من الخدمة، خلال توغلها البري في اليوم الـ33 للحرب الدائرة في قطاع غزة المحاصر، مُستخدمين عدة أسلحة متنوعة من بينها الصاروخ “كونكورس”.
وللمرة الثانية تستخدم الحركة الفلسطينية هذا الصاروخ، روسي الأصل، خلال معاركها ضد إسرائيل، حيث سبق استعماله خلال حرب 2014.
وأدخلت حماس في الحرب الأخيرة مجموعة من الأسلحة الجديدة بينها: طوربيد “العاصف” البحري، وقذائف “الياسين-105” المضادة للدروع، فضلا عن قذيفة “العمل الفدائي”، وصاروخ “الكورنيت”.
ما هو صاروخ “كونكورس”، وما أبرز قدراته؟
وفق تقارير عسكرية روسية، فإن “كونكورس” من عائلة الصواريخ المضادة للدروع التي صنعتها روسيا، خلال القرن الماضي، وتم تحديثها بعدة نسخ، وهو صاروخ موجّه مضاد للدروع من الجيل الثاني، يقصف الأهداف المتحركة والثابتة، ومِن ضمن أبرز قدراته:
يُستخدَم من قِبل قوات المشاة أو عبر تثبيته على مركبات القتال المدرعة.
يمكن حمله على الكتف أو التنقل به في أرض المعارك، ويستطيع اختراق جسم الآليات العسكرية والدروع حتى 500 – 650 ملليمتر.
يتميّز برأس حربي ترادفي شديد الانفجار بوزن 2.7 كيلوغرام.
مداه يتراوح من 70 مترا إلى 4 كيلومترات.
السرعة: تصل إلى 200 متر في الثانية.
يمكن استخدامه ضد الأهداف الجوية المنخفضة وذات الحركة البطيئة.
الوزن: نحو 15 كيلوغراما.
الطول: نحو 1.150 ملم والقطر 135 ملم.
يحتوي على صمام لاختراق الأهداف المدرعة بسماكة عالية.
يستطيع اختراق الدروع التي تتراوح ما بين 750 و800 ملم حين يصل وزنه الإجمالي إلى 25.2 كيلوغرام.
تستخدم هذا الصاروخ عدة جيوش منها مصر والمغرب وسوريا، إضافة إلى دول أجنبية منها بلغاريا، التشيك، أوكرانيا، تركيا، الهند، إندونيسيا، قبرص، بيرو، ولدى إيران نسختها الخاصة منه والتي تحمل اسم “توسان”.
ما هي آلية عمل “كونكورس”؟
الصاروخ مخزّن في أنبوب قاذف مصنوع من الألياف الزجاجية، ويستخدم نظام قذف يعمل بالغاز، وهو يعمل كما يلي:
بعد إطلاقه خارج القاذف يتحرك بسرعة أوّلية 80 مترا في الثانية، لترتفع سرعة طيران الصاروخ مباشرة بعد ذلك إلى 200 متر في الثانية مباشرة بعد إشعال محرك الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب.
عند الطيران نحو الهدف، يبدأ بالدوران حول نفسه بمعدل 5 إلى 7 دورات في الثانية لتثبيت طيرانه، معتمدا في ذلك على 4 زعانف في المؤخّرة.
عند انطلاق الصاروخ نحو هدفه يعتمد التصويب على التوجيه السلكي، بحيث تقوم وحدة التوجيه باتباع أسلوب القيادة النصف الأوتوماتيكية للصاروخ نحو الهدف، عبر تعقّب منارة ضوئية تعمل بالأشعة تحت الحمراء توجد في مؤخّرة الصاروخ.
تقوم تلك المنارة ببث معطيات التوجيه عبر إشارات إيعاز للصاروخ على شكل تيار كهربائي متغيّر يمر عبر السلك الذي يربط الصاروخ بقاعدة الإطلاق، وذلك حتى تحقيق الإصابة.
خلال التوجيه، يكون على عمل الرامي فقط متابعة الهدف عبر منظاره، وذلك بوضعه وسط الشعيرات المتصلّبة، وتم مؤخرا تطوير نظام تصويب حراري يسمح لهذا الصاروخ بالتعامل مع الأهداف ليلا.
حاسِم بمعارك الدبابات
يقول الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن صواريخ المشاة المُوجَّهة المضادة للدبابات تمثّل قوّة نيرانية ضاربة، فخلال الحرب الباردة، اعتُبِرَت أنظمة “كونكورس” و”ميتيس” لدى الاتحاد السوفيتي من بين أفضل الأنظمة، وهي أفضل بكثير من أنظمة “دراغون” الأميركية، ويضيف:
هذا الصاروخ يُمكن إطلاقه من خلال منصة تُثبّت على الأرض أو الكتف مباشرة لأنه موجّه بالليزر، وهو سهل الحمل لقوات المشاة.
لديه القدرة على المناورة من خلال الالتفاف في حلقات دائرية في أثناء تحليقه باتجاه الهدف حتى يطبق عليه.
قادر على حسم أي معركة مع الدبابات، سواء “الميركافا” الإسرائيلية أو مركبة “النمر” أو حتى دبابات حلف “الناتو”، ومن بينها “إم 1 أبرامز” الأميركية و”ليوبارد” الألمانية.
يضمن احتمالية إصابة الهدف بنسبة لا تقل عن 99 بالمائة.
مُعدّ للعمل في ظروف بيئية مع درجات حرارة من 50- إلى +50 درجة مئوية، ويعمل بالوقود الصلب عن طريق نفاثين جانبيين.
حاسم في معارك المشاة، ولديه القدرة على إسقاط أهداف جوية، كما لدى تلك الصواريخ قدرة فائقة على المواجهة المباشرة في الحرب، وإلحاق الهزيمة بالدبابات والمدرعات.
زر الذهاب إلى الأعلى